http://kenanaonline.com/AAC-ES-SMARA

الفرع المحلي للجمعية الوطنية لقدماء المحاربين بالسمارة

authentication required

قد يسمع بومبيو لو صُلّمت أذناه!

<!--<!--

 الأربعاء ٠٨ أبريل ٢٠٢٠ - ٠٧:١٥ بتوقيت غرينتش

الإدارات الأمريكية التي تعاقبت على البيت الأبيض كانت تعتبر نفسها هي "الفيصل بين الحق والباطل"، فكل ما تقوله أو تفعله هو الحق حتى لو كان ما تقوله يتناقض مع أبسط البديهيات الإنسانية والسياسية والأخلاقية والإقتصادية، أو ما تفعله هو غزو الشعوب واحتلال الدول ونهب ثرواتها،  وفي المقابل كل ما يقوله الآخر هو باطل ومرفوض ولابد من التصدي له إذا خالف الرؤية الأمريكية.

العالم - يقال أنّ  - نجم الدين نجيب

هذه الرؤية الأمريكية تكثفت بشكل فظيع في زمن إدارة الرئيس العنصري والمتطرف والأرعن والجشع دونالد ترامب ومن يحيطون به، فهي تتحدث عن القضية الفلسطينية والقدس وكأن الشعب الفلسطيني غير موجود على الارض، وتتحدث عن ثروات ونفط السعودية وكأنها خالصة لأمريكا ولابد أن تنفق من أجل مكافحة البطالة بين الأمريكيين وكأن لا وجود لشعب يعيش في جزيرة العرب، وتتحدث عن مصالح أمريكا في العالم وكأن لا مصالح للدول الأخرى، وتخرج من المعاهدات والاتفاقيات الدولية وتنتهك القوانين والأعراف الدولية دون أي اعتناء للعلاقات الدولية والنظام العالمي، وتفرض حصارا ظالما أحادي الجانب ترفضه الأمم المتحدة والأسرة الدولية طال حتى الدواء الغذاء على إيران وكأن لا وجود لشعب يتجاوز الثمانين مليون نسمة في إيران يكافحون تفشي وباء كورونا.

إدارة ترامب تتحدث مع العالم من جانب واحد، فهي لا تسمع ولا ترى، إلاّ ما تريد أن تسمعه وتراه هي، فهي تتحدث مع العالم بينما أذناها واحدة من طين والأخرى من عجين، فلا تسعى من وراء اي تفاوض أو حوار أو تواصل مع أي دولة في العالم، إلاّ لتحقيق أهدفها ومصالحها هي فقط ولا ترى للطرف الآخر من أهداف أو مصلحة أو حتى حق سوى ما تتفضل هي عليه، فالتفاوض والحوار بالنسبة لها يعني أن تحصل أمريكا على كل شيء وألاّ يحصل الجانب الآخر على شيء.

يمكن تلمس هذه الرؤية الطاغوتية لأمريكا في علاقتها مع العراق، فبعد أن غزت أمريكا العراق بذريعة وجود أسلحة دمار شامل، رغم معارضة العالم أجمع، ولكنها وبعد أن انكشفت كذبتها حاولت تبرير الغزو واحتلالها العراق، باسقاط دكتاتورية الطاغية صدام حسين وإقامة "نظام ديمقراطي" في هذا البلد، وعندما قاوم الشعب العراقي الاحتلال الأمريكي، أخرجت أمريكا من مختبراتها فيروسات القاعدة و"داعش" ونشرتها بين العراقيين، لخلق الفتن الطائفية بين أبناء الشعب الواحد، وعندما وقف العراقيون وقفة رجل واحد بوجه "داعش" والعصابات التكفيرية، بعد فتوى الجهاد الكفائي التي أطلقها سماحة السيد السيستاني، انتقمت أمريكا من قادة النصر على "داعش" ومشغليها، باغتيالها القائدين الشهيدين قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس.

بعد جريمة اغتيال القائدين الشهيدين سليماني والمهندس، طالب البرلمان العراقي بغالبيته بخروج المحتل الأمريكي وإغلاق جميع قواعده العسكرية التي تنتشر كالسرطان في العراق، وطالبت الحكومة العراقية رسميا من الإدارة الأمريكية بسحب قواتها في العراق وإغلاق قواعدها بعد جريمة الاغتيال وانتفاء الحاجة لها بعد انتصار الشعب العراقي على "داعش".

من أجل أن يصل صوت الرفض العراقي بشكل واضح إلى آذان الإدارة الأمريكية التي رفضت الإصغاء لنداء الحكومة العراقية وقرار البرلمان للانسحاب من العراق، خرج ملايين العراقيين في تظاهرات غير مسبوقة في العراق احتجاجا على جريمة اغتيال الشهيدين سليماني والمهندس ورفضا للوجود الأمريكي غير الشرعي في العراق، ولكن حتى صوت هذه الملايين الهادرة لم تخترق أذان إدارة ترامب الصماء.

رغم كل هذا الرفض العراقي الواضح والصريح على المستوى الحكومي والبرلماني والشعبي للوجود الأمريكي غير الشرعي، تقوم أمريكا بنصب بطاريات صوارخ باتريوت في قاعدة عين الأسد وقاعدة حرير في كردستان العراق!!، كما خرج وزير خارجية أمريكا مايك بومبيو ليعلن يوم أمس الثلاثاء أنّ أمريكا اقترحت أن تبحث، في إطار حوار يبدأ في منتصف حزيران يونيو المقبل، كل القضايا الاستراتيجية ومنها مستقبل الوجود العسكري الأمريكي في العراق مع رئيس وزراء عراقي يخدم مصلحة الشعب العراقي!!، ولم ينس أن يذكر العراقيين أنه “لا يجب أن يؤدي فيروس كورونا إلى الحد من قدرات أمريكا على محاربة تنظيم داعش في العراق".

هل بات هناك من يشك بقولنا أنّ آذان ترامب ورفاقه في إدارته العنصرية المتعجرفة، من طين وعجين، بعد تصريحات بومبيو الوقحة؟ ألم يسمع بومبيو من رئيس الوزراء العراقي رسميا بسحب قواته من العراق؟، ألم يسمع بالقرار المدوي للبرلمان العراقي بسحب قواته من العراق وإغلاق قواعده العسكرية؟، إذا لم يسمع هذا ولا ذاك، ألم يسمع الملايين الهادرة من العراقيين الذين خرجوا ليعلنوا بصوت واحد خروج المحتل الأمريكي من العراق؟.

اللافت أنّ بومبيو الثرثار ورفاقه في إدارة العنصري ترامب لم يحاولوا حتى التصرف ولو ظاهريا بطريقة توحي أنهم سمعوا صوت العراقيين الرافض لوجودهم، بل على العكس تماما أرسلوا بطاريات صواريخ باتريوت لنصبها في قواعدهم المرفوضة أصلا من العراقيين، والأخبث من ذلك، نرى بومبيو يشترط على العراقيين وجود "رئيس وزراء عراقي يخدم مصلحة العراق" لتتحاور معه أمريكا حول وجودها غير الشرعي في العراق!!.

بات واضحا للعراقيين من اليوم الأول أنّ أمريكا لن تترك العراق بإرادتها، وهذا الأمر يتطلب صوتا أقوى من الأصوات التي ارتفعت حتى الآن، فالطاغوت الأمريكي لا يعير أي أهمية لا لديمقراطية ولا للتظاهرات الشعبية ولا لقرارات البرلمان ولا لمواقف الحكومة، فهذا الطاغوت لا يرى للعراقيين إلاّ ما يرى، فعندما يتحدث عن "رئيس وزراء عراقي يخدم مصلحة العراق" ، فهو يعني رئيس وزراء يخدم مصلحة أمريكا والكيان الإسرائيلي، وعندما يتحدث عن حوار، فإنه يتحدث عن حوار طرشان يستمر أعوام وأعوام فقط للمماطلة والتسويف وذر الرماد في العيون، ولكن فات الطاغوت الأمريكي أمرا في غاية البديهية، وهو أنّ العراقيين أصحاب الحضارات والتاريخ العريق وأبطال ثورة العشرين ومن قبروا "داعش" ومخططات أمريكا، قادرون على إيصال صوتهم إلى بومبيو بعد أن يصلموا أذنيه.

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 76 مشاهدة
نشرت فى 9 إبريل 2020 بواسطة AAC-ES-SMARA

ساحة النقاش

الفرع المحلي للجمعية الوطنية لقدماء المحاربين بالسمارة

AAC-ES-SMARA
»

أقسام الموقع

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

280,028