إهمال مقصود أم خطأ متعمد؟ ذريعة جديدة يقدمها البنتاغون لتبرير ترك معدات عسكرية للإرهابيين في سوريا
<!--<!--
الإثنين ٠٦ أبريل ٢٠٢٠ - ٠٩:٢٩ بتوقيت غرينتش
ذريعة جديدة ابتكرتها وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) لتبرير ما كشفه تقرير جديد عن ترك الجيش الأمريكي معدات عسكرية بقيمة تتجاوز 4 ملايين دولار في سورية وكانت حجتها هذه المرة "مشكلات في الأنترنت" جعلت قواتها تفقد هذه المعدات في مناطق انتشرت فيها التنظيمات الإرهابية قبل تحريرها من قبل الجيش السوري.
العالم - سوريا * باسمة كنون/ سانا
التقرير الإحصائي الجديد الصادر عن مكتب المفتش العام لوزارة الدفاع الأمريكية ونشرته صحيفة (مورنينغ ستار) البريطانية على موقعها الإلكتروني جعل المسؤولين في البنتاغون مضطرين للإعتراف بتركهم معدات عسكرية ومواد بقيمة 1ر4 ملايين دولار في مناطق انتشار التنظيمات الإرهابية في سورية تحت مزاعم "مشكلات تقنية في شبكة الأنترنت" جعلت قواتهم غير قادرة على متابعة ورصد 69 قطعة من المعدات العسكرية و 10 مواد أخرى لم يكشف عن ماهيتها.
ذريعة البنتاغون الجديدة للتستر على دعمها الذي استمر سنوات طويلة للتنظيمات الإرهابية في سورية على اختلاف مسمياتها ومناطق انتشارها جاءت بعد تقرير مماثل كشف في شباط الماضي فقدان الجيش الأمريكي أسلحة ومعدات عسكرية بقيمة 715 مليون دولار في سورية وعدم وجود سجلات دقيقة لها.
وبالنتيجة فإن التحفظات والمعلومات التي تكشفها تقارير مكتب المفتش العام للبنتاغون لا تنبع من جانب أخلاقي أو قانوني بل مالي واقتصادي بحت له علاقة بالميزانية العسكرية للولايات المتحدة فقط وتؤكد مرة جديدة عمق الإرتباط بين قوات الاحتلال الأمريكي والتنظيمات الإرهابية وحقيقة استمرار واشنطن بتقديم الدعم لوكلائها الإرهابيين من خلال ترك معدات عسكرية وأسلحة كلقمة سائغة بين أيديهم.
وبغض النظر عن اختلاف الحجج التي تقدمها الولايات المتحدة لدعم التنظيمات الإرهابية في سورية فإن هذه الحقيقة الثابتة والكثيرة هي الوثائق التي كشفت عن إنشاء الاستخبارات الأمريكية معسكرات تدريب للإرهابيين ودعمها لهم بالأسلحة والمعدات والأموال فضلا عن تستر واشنطن عليهم سياسيا في المحافل الدولية تحت مسمى "معارضة معتدلة".
كما أن ارتباط الإرهابيين بواشنطن اتضح في تواطؤ الولايات المتحدة مع النظام التركي وعدوانه على الأراضي السورية ووضعها المرتزقة الإرهابيين تحت إمرته وهذا ما كشفت عنه وثيقة نشرها موقع (ذا غراي زون) الإخباري المستقل في تشرين الأول الماضي وأوضحت أن 21 مجموعة إرهابية انضوت تحت مظلة العدوان التركي كانت تحصل على دعم وتمويل واشنطن وترتكب الجرائم بتوجيه منها.
ساحة النقاش