لماذا تتكتم دمشق عن إصابات الكورونا؟
<!--<!--
الأحد ٢٢ مارس ٢٠٢٠ - ٠٦:١٣ بتوقيت غرينتش
انبرت وسائل الإعلام التي لطالما استخدمت شاشاتها وأقلامها للمشاركة في الحرب على سوريا، في اتهام دمشق بإخفائها الأعداد الحقيقية للمصابين بفيروس كورونا المستجد في البلاد، لإظهار سوريا وكأنها خطر على العالم، وفي حال فرضنا جدلا أمر التكتم صحيحاً، فالسؤال: لماذا ستتكتم عنه دمشق؟، ما مصلحتها؟ وهل هذا سيساعدها؟
العالم - كشكول
لو فرضنا جدلا أن سوريا التي عاشت 10 سنوات من الحرب والدمار على يد الإرهاب تتكتم على وجود إصابات بفيروس كورونا، فأول سؤال يطرح نفسه: لماذا التكتم؟ هل وجود إصابات في سوريا أمر معيب في حين أن الفيروس مازال يضرب أغنى بلدان العالم وأكثرها تطورا؟ أم هل سيسيء هذا إلى سمعة الطب في سوريا وأطباء العالم قاطبة لا يزالون عاجزين أمام الفيروس؟ أم أن التكتم سيفيد في مقاومة الفيروس؟، حقيقة أن أحداً لم يجب على هذا السؤال، حتى تلك القنوات التي تتهم دمشق تصر على "الاتهام" فحسب، دون أن تجلب لنا التفسير لنصدقها.
السؤال الثاني: (وفقا لفرضية التكتم المزعومة) هل ستخاطر سوريا بالتكتم وتفشي المرض في البلاد وقد رأينا جميعا أنّ الفيروس لا يرحم أحداً ومثال ذلك وزيرة الصحة البريطانية ومشاهير الكرة وهوليود وغيرهم من المسئولين حول العالم؟ وفي حال لم تلقِ الحكومة السورية بالاً لانتشار الفيروس، فكيف ستحتويه دون مساعدة طبية عالمية، في ظل إمكاناتها الصحية المحدودة وغياب المشافي التي دمرها الإرهابيون وسرقوا معداتها خلال سنوات الحرب، وفي ظل العقوبات الأمريكية والحصار الاقتصادي الغربي الذي يمنع أي إعادة إعمار في البلاد؟!.
والسؤال الأهم من كل ما سبق: هل ستقامر دمشق بصحة أفراد الجيش السوري، والذين لا زالوا يخوضون حرباً ضد "مؤامرة كونية"، بالطبع لن تفعل ذلك فمصلحة سوريا تقتضي الحرص على سلامة أفراد جيشها، وستبادر إلى وقايته، وحمايته، وهذا يعزز نظرية حماية المواطنين أيضا، ومن هنا وبالرغم من عدم وجود إصابات معلنة فقد شهدت العاصمة السورية اليوم، حملة تعقيم شامل للشوارع والأحياء، كما المحافظات، وهو ما يدل على قناعة الحكومة السورية بوجوب القيام بإجراءات احترازية لمنع وصول الفيروس، إلى جانب فرضها شروطاً صحية على المحال التجارية، وإغلاق المطاعم، وقرارها الأخير منع دخول العرب والأجانب إلى البلاد من 26 دولة، بينها 11 دولة عربية، كان من بينها قطر، السعودية، الإمارات، وهو ما سيمنع انتشار المرض في حال وصوله إلى سوريا، ويبدد تخوفات بعض المواطنين التي قد تتأثر بالدعاية التي تتحرك ضد سوريا.
بالتأكيد من قاوم وصمد أمام أهوال 10 سنوات من الحرب ليدفع الإرهاب عن أهله وعن وطنه، لن يرضى بأن يتكتم على وباء قد يأخذ الأخضر واليابس ويفقده كل من أحب من ناسه وأهالي وطنه.
ساحة النقاش