الكورونا ونتنياهو وآخرين لا يعلمهم الا قليل
<!--<!--
الأحد ٢٢ مارس ٢٠٢٠ - ٠٨:٠٦ بتوقيت غرينتش
رغم أنّ كيان الاحتلال يرتعد من انتشار فيروس كوفيد ١٩ أو ما بات يعرف بكورونا إلاّ أنّ في تل أبيب من مازال يعتقد أنّ نتنياهو يستغل كل شيء حتى الوباء للحفاظ على موقعه كرئيس للحكومة وهو الأمر الذي دفع بكثيرين إلى التظاهر على أبواب الكنيست في القدس رفضا لتعطيل المؤسسة البرلمانية ومنعها من مراقبة الإجراءات والقرارات التي يتخذها الرجل، في وسائل الإعلام الإسرائيلية يصفون نتنياهو بأنه ديكتاتور من العصور الوسطى يحاول أن يرسخ حكم الفرد من خلال تعطيل مؤسسات الدولة،
العالم - قضية اليوم - فارس الصرفندي
إلى جانب نتنياهو ظهرت شخصية أخرى تعمل على الحفاظ على نفسها في موقعها مستغلة الوضع القائم وأزمة كورونا وهي رئيس الكنيست يولي ادلشتين وهو عضو حزب الليكود، فالرجل من خلال سلطاته عطل الكنيست تماما ويرفض افتتاح الدورة الجديدة للبرلمان الإسرائيلي بدعوى الخوف على المشرعين من الإصابة بالمرض المعدي، لكن تهديدات رئيس حزب أزرق أبيض والمكلف بتشكيل الحكومة الإسرائيلية بيني جانتس بالتوجه إلى محكمة العدل الإسرائيلية دفعت بادلشتين للدعوة إلى جلسة للهيئة العامة للتصويت على تشكيل لجان الكنيست رغم إدراكه أن هذه الخطوة قد تطيح برأسه لأنه مطلوب للوسط واليسار بقدر طلب رأس بنيامين نتنياهو، في الليكود بدءوا يتحدثون عن الانتخابات الرابعة التي ستعيد حكم اليمين وسترسخه لاسيما وأنّ استطلاعات الرأي تؤكد أن الانتخابات الرابعة ستمنح الليكود برئاسة نتنياهو أربعين مقعدا ولكتلة اليمين بشكل عام أربعة وستين مقعدا مما يعني تشيكل حكومة يمينية خالصة بدون حتى أفيغدور ليبرمان، هذا بات حلم نتنياهو وقوى اليمين وعليه فإن هذه القوى تعمل الآن بكل طاقتها لتعطيل ما يمكن تعطيله ووضع العصي في دواليب جانتس حتى لا يشكل حكومة ضيقة وينهي حياة نتنياهو السياسية لإدراك الليكود أن الأربعين مقعد التي يحلم بها تأتي من زعامة نتنياهو لكن في حال غاب الرجل فان هذه المقاعد ستتقلص إلى النصف ويمكن أنّ تتوزع على عدة أحزاب لاسيما وأنّ انقسامات قد يشهدها الحزب حال مغادرة تنتنياهو الحلبة السياسية، إذا السيناريو الأهم في ظل كورونا أن يستطيع جانتس تشكيل حكومة طوارئ بقيادته ورغم صعوبة المشهد لكنه لا يبدو مستحيلا في حال استمالة العرب ببعض القرارات، والسيناريو الآخر أن يعيد التكليف لرئيس الكيان ويكلف رئيس الكيان نتنياهو وهذا الأخير دون شك لن يستطيع تشكيل حكومة في ظل إصرار ليبرمان على عدم منحه مقاعده السبعة، وفي حال أعاد نننياهو التكليف إلى رئيس الكيان لن يكون أمام الرجل سوى حل الكنيست والدعوة لانتخابات رابعة وفي هذه الحالة سيكون نتنياهو وصديقه ادلشتين اسعد شخصين في كيان الاحتلال لأنهما سيكونان ضمنا البقاء في موقعهما لسنوات أربع على الأقل، احد الصحفيين الفلسطينيين المتابعين للشأن الإسرائيلي كتب حتى الكوارث الطبيعية تخدم نتنياهو والحقيقة أنّ نتنياهو في سبيل البقاء في موقعه والحفاظ على ذاته يستغل كل ما يمكن استغلاله حتى الكوارث الطبيعية لكن أزمة الكيان في وجود نتنياهو وبعده ستظهر بشكل جلي في السنوات المقبلة .
ساحة النقاش