زيارة وفد الجهاد الإسلامي لموسكو.. روسيا شاهدة على المواقف
<!--<!--
- رأي اليوم- خالد صادق* كاتب فلسطيني
باتت العاصمة الروسية موسكو شاهدة على مواقف حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، تلك المواقف الثابتة التي تعبر عن رؤية الحركة ونهجها في الدفاع عن الشعب الفلسطيني، ونصرة القضية الفلسطينية، الجهاد الإسلامي وخلال لقائه وزير الخارجية الروسي السيد سيرجي لافروف بالعاصمة موسكو أعلن عن موقفه الثابت بضرورة إسقاط ما تسمى «بصفقة القرن» التي تحاول الإدارة الأمريكية فرضها بالقوة على الفلسطينيين، وفشل ما تسمى بمسيرة التسوية «اتفاقية أوسلو» وأكدت على حقها المكفول وفق كل الأعراف الدولية بمواجهة الاحتلال بكل الخيارات المتاحة بما فيها الكفاح المسلح، ورفض حالة الصمت التي تسود العالم أمام المواقف الصهيونية التي تتنكر لكل الحقوق الفلسطينية، وأنّ الاحتلال لا يؤمن بالسلام ولا يسعى إليه ولديه أطماع في المنطقة يحاول من خلالها فرض سياساته على الجميع لذلك يجب التصدي له وكبح جماحه، وبحسب بيان لحركة الجهاد الإسلامي، فقد كان اللقاء إيجابياً ومعمقاً، أكد خلاله الوزير الروسي رفض بلاده لصفقة القرن، وأبدى استعداد روسيا للمساعدة في تحقيق الوحدة الفلسطينية.
حركة الجهاد الإسلامي أكدت على موقفها الثابت بضرورة مواجهة صفقة القرن التي تستهدف تصفية القضية الفلسطينية، والتفريط بالقدس والضفة المحتلة، وحق عودة اللاجئين، كما تهدد الفلسطينيين في الأراضي المحتلة عام 1948، وأنّ «الشعب الفلسطيني لن يتنازل عن حقوقه التاريخية وثوابته الوطنية مهما كانت الظروف، وأن الطريق لاستعادة الوحدة الفلسطينية يكون ببناء مرجعية وطنية وفق اتفاق بيروت 2017، تأخذ على عاتقها التصدي لصفقة القرن، وأن المواقف الرافضة لهذه الصفقة من جميع الأطراف الفلسطينية يجب أن تترجم إلى برنامج عمل نضالي للتصدي للمخططات الصهيونية الهادفة لتجاوز حقوق الشعب الفلسطيني في فلسطين والقدس», وثمنت الحركة الموقف الروسي الرافض لصفقة القرن, حيث تحاول الجهاد الإسلامي إيجاد قواسم مشتركة مع موسكو لمواجهة «صفقة القرن» والحد من التغول الصهيو-أمريكي في المنطقة، وأنّ المساعي الأمريكية لتجنيد منطقة الشرق الأوسط لصالحها ولصالح «إسرائيل» لن تمرر بسهولة، وأنّه يجب على كل الأطراف المناهضة للسياسة الأمريكية التجند لمنع تمرير هذه السياسات الصهيو-أمريكية.
لقاء قادة الجهاد الإسلامي لم يقتصر على هذا الاجتماع إنما سبق هذا اللقاء لقاء آخر مع السيد بوغدانوف مستشار الرئيس الروسي لشؤون الشرق الأوسط ونائب وزير الخارجية، تناول نفس القضايا السابقة، وأكد على ضرورة استعادة الوحدة الفلسطينية لمواجهة صفقة القرن، كما ناقش اللقاء العلاقات الثنائية وسبل تطويرها واستمرارها بما يخدم القضية الفلسطينية، ومصلحة الشعب الفلسطيني. وضم وفد الجهاد إلى العاصمة الروسية الذي ترأسه الأمين العام للجهاد الإسلامي الأستاذ زياد النخالة كلا من عضوي المكتب السياسي للجهاد الإسلامي الدكتور محمد الهندي، وعبد العزيز الميناوي، وممثل الحركة في لبنان إحسان عطايا، وهذا يدل على قدرة حركة الجهاد الإسلامي في صياغة القرار السياسي الفلسطيني وفق المصلحة الفلسطينية وبما يخدم شعبنا، ويدل على قوة الحضور الجماهيري للجهاد الإسلامي على الساحة الداخلية وفي الشتات، ويدل على انه لا يمكن لأحد أن يتجاهل دور الحركة وفعلها الميداني على الأرض، وأنها رقم لا يمكن تجاوزه، فالجهاد الإسلامي خاضت مواجهات عسكرية مباشرة مع الاحتلال بقدراتها وإمكانياتها المتاحة، وآخرها معركة بأس الصادقين التي أثبتت خلالها سرايا القدس الجناح العسكري للجهاد الإسلامي أنها قادرة على الصمود والمواجهة مع الاحتلال، وأنها لن تتنازل عن ثوابت شعبنا الفلسطيني، وتجسد معادلة الدم بالدم والقصف بالقصف وليس مجرد شعارات ترددها الحركة قولا دون فعل، إنما تتجسد قولا وفعلا على الأرض.
ساحة النقاش