http://kenanaonline.com/AAC-ES-SMARA

الفرع المحلي للجمعية الوطنية لقدماء المحاربين بالسمارة

بين بوتين وأردوغان: لقاء التوازنات الدقيقة

ماهر الخطيب - خاص النشرة

<!--<!--

يعقد في ​موسكو اللقاء المنتظر بين الرئيسين الروسي ​فلاديمير بوتين والتركي ​رجب طيب أردوغان​، بعد موجة من التصعيد على خلفية النزاع الملتهب في إدلب، والعملية العسكرية التي يقوم بها ​الجيش السوري هناك، والتي رسمت إلى حد بعيد معالم الاتفاق الذي قد يحصل بين الرئيسين في العاصمة الروسية، نظراً إلى أن مجرد الانعقاد يعني أن احتمالات التوافق أكبر من احتمالات الفشل، لا سيما أن الكثير من المصالح الاقتصادية والسياسية تربط بين الجانبين.

في خلفيّة هذا اللقاء مجموعة من النقاط التي ينبغي التركيز عليها، نظراً إلى أنها أساسية لفهم المسار الذي من الممكن أن تسلكه الأمور، خصوصاً على مستوى توازن القوة، حيث أن أي مفاوضات سياسية ينبغي أن تنطلق من المعطيات الميدانية والأوراق التي يملكها كل فريق.
في هذا السياق، يمكن تسجيل فشل الرئيس التركي في جرّ الرئيس الروسي إلى اجتماع يعقد في ​تركيا​، تم الحديث في وقت سابق عن إحتمال عقد قمّة 4 رباعية، تجمع بالإضافة إلى بوتين وأردوغان كل من الرئيس الفرنسي ​إيمانويل ماكرون
والمستشارة الألمانية ​أنجيلا ميركل​، حيث أن القمّة بين الجانبين ستعقد في موسكو من دون مشاركة أي فريق ثالث أو رابع.
بالتزامن، سعى أردوغان، قبل الاتفاق على الموعد، إلى تحسين المعادلة الميدانية على أرض الواقع، عبر العملية العسكريّة التي شنتها قواته، في الأيّام الماضية، على خلفيّة التقدّم الّذي كان الجيش السوري قد حقّقه مع حلفائه، إلا أنه فشل في الوصول إلى ذلك، بعد نجاح دمشق في استعادة السيطرة على مدينة ​سراقب
الإستراتيجية، كما أنه فشل في الحصول على دعم حلفائه ب​حلف شمال الأطلسي "​الناتو​"، لا سيما بعد أن عمد إلى استخدام ورقة ​اللاجئين بهدف ابتزازهم.
انطلاقاً من ذلك، يمكن القول أن الرئيس التركي يحضر إلى موسكو بوضع أضعف من السابق، لكن في المقابل لا يمكن الحديث عن أنه فقد كل أوراق قوته، نظراً إلى أنه يدرك الحاجة الروسية إليه في ظل مشروع بوتين على مستوى المنطقة و​العالم​، وهو الذي ترجم في السعي لعدم الوصول إلى مرحلة الصدام المباشر بين البلدين، من دون تجاهل الموقف ال​إيران​ي، الذي يقترب من الموقف الروسي بعض الشيء، لكن مع تململ من تغييب ​طهران
عن القمة الثنائيّة، حيث كانت إيران تطمح إلى عقد قمة ثلاثيّة على أراضيها، وبالتالي لعب الدور المحوري في إعادة إحياء مسار أستانة.

بناء على ما تقدم، لا يمكن الرهان على أن الرئيس الروسي سيسعى إلى ​القضاء على طموح ضيفه في ​الأزمة السورية​، إلا أن ذلك لا يلغي السعي إلى إضعافه انطلاقاً من المعادلة الميدانية والواقع الإقليمي والدولي، وبالتالي السعي إلى كسب المزيد من أوراق القوة التي تعزز نفوذ موسكو ودمشق معاً، نظراً إلى أن الأولى بحاجة إلى ​أنقرة في العديد من الملفات الأخرى، خصوصاً تلك الاقتصادية التي تشغل بال بوتين، لا سيما أن تركيا تحولت إلى المعبر الأساسي لتصدير ​الغاز الروسي نحو بلدان ​الإتحاد الأوروبي​، مع العلم أنّ ​الولايات المتحدة​، في المقابل، تسعى إلى تكريس التباعد بين موسكو وأنقرة للاستفادة من هذا الواقع الجديد.

في المحصّلة، تبدو فرص التوافق بين بوتين وأردوغان أكبر من فرص الاختلاف في اللقاء المرتقب بينهما، الأمر الذي سيكون له تداعيات على مصير المعركة العسكريّة القائمة في إدلب السوريّة، لتظهر بعد ذلك معالم التوازن الجديد الذي فرضته التطورات الأخيرة.

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 14 مشاهدة
نشرت فى 7 مارس 2020 بواسطة AAC-ES-SMARA

ساحة النقاش

الفرع المحلي للجمعية الوطنية لقدماء المحاربين بالسمارة

AAC-ES-SMARA
»

أقسام الموقع

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

280,687