مصر: قلق بالغ بعد تصريحات وزير الخارجية الأمريكي بومبيو عن مفاوضات “سد النهضة “.. السفير الأشعل: “الطبخة سُوّيت” ومصر مهددة بالفناء ولم يعد لدى النظام أي أوراق قوة والشامي ينتقد تغييب الدور الشعبي ويصف الأمر بالخطير
<!--<!--
القاهرة – “رأي اليوم “- محمود القيعي:
أثارت تصريحات وزير الخارجية الأمريكي بومبيو اليوم من أديس أبابا- التي أكد فيها أن مفاوضات سد النهضة لا يزال أمامها شهور للتوصل إلى حل نهائي- قلقا بالغا في مصر اليوم وهي التصريحات التي تناقضت كليا مع تطمينات الخارجية المصرية بأن الأمور تجري على ما يرام وسيتم التوصل لاتفاق نهائي قبل نهاية الشهر الحالي. ما تصريحات بومبيو تطمينات الخارجية وقع المصريون في حيص بيص كما تقول العرب.
مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق د.عبد الأشعل قال ل” رأي اليوم “بأسى: “الطبخة تم تسويتها وهي حرمان مصر من حق الحياة، وتراخي الحكومة المصرية يعني الكثير، ويثير علامات استفهام كثيرة”. وتساءل الأشعل: ما قيمة النظام والحكومة إذا كان وجود مصر بات مهددا؟وأضاف قائلا:لم تعد القضية هدم الدولة،بل إفناء الشعب،والقضية واضحة تماما. وتساءل الأشعل: ما سر استجداء أمريكا والحبشة وغيرهما والتفاوض معهما في حقوق الشعب، مستنكرا إعلان أوغندا عزمها على بناء سدود عملاقة على النيل، وواصفا الأمر بالخطير جدا! واختتم السفير عبد الله الأشعل حديثه مؤكدا أن الدولة المصرية لم يعد لديها أي أوراق قوة، وبات الجميع يستخف بها! وأنهى قائلا:“مصر معرضة للفناء بالمعنى الحرفي من باب الماء، أما الفناء بالمعنى الاجتماعي فهي تعرضت له منذ نحو سبعة أعوام”.
تناقض
أما الاقتصادي زهدي الشامي فقد وصف تصريحات بومبيو وزير الخارجية الأمريكي التي أطلقها اليوم من أديس أبابا بأنها شديدة الخطورة، وتنسف بيانات وزارة الخارجية المصرية حول سد النهضة من أساسها. وتابع الشامي:“قال بومبيو في التصريحات التي أذاعتها الفضائيات العالمية أن الأمر قد يتطلب أشهرا للوصول لاتفاق بين مصر وإثيوبيا، وأن مهمة أمريكا هي جمع الأطراف حول المائدة وليس فرض حل عليهم، وأن هناك قضايا كثيرة يتعين العمل للاتفاق عليها”.وتابع الشامي: “واضح أن هذا يناقض تماما بيان الخارجية المصرية التي حاولت طمأنة المصريين بالزعم أنه تم التفاهم على غالبية القضايا، وأن الاتفاق النهائي قبل نهاية فبراير”. وخلص الشامي أن عدة شهور أخرى تعنى أن إثيوبيا ستبدأ حجز وتخزين المياه بدون اتفاق، مشيرا إلى أن الوسيط الأمريكي لا يلعب- كما هو متوقع- دور وسيط معني بالتوصل لتسوية عادلة، مؤكدا أن هذا هو الفخ الذي حذرت منه الإدارة المصرية من الوقوع فيه، ولكنها سارت نحوه مختارة وبمحض إرادتها. وأضاف الشامي أن الوضع يزداد خطورة، مشيرا إلى أن كل منهج الحكم المصري في إدارة هذا الملف الأكثر خطورة لمصر وأمنها وحياتها نهج فاشل بشكل مؤكد، وبدلا من أن يعترف بأخطائه المتوالية ألقى اللوم كله على الشعب المصري الذي أبعده عن المشاركة، وحجب عنه كل المعلومات. واختتم الشامي قائلا إن ما يحدث يدفعنا لعدم الثقة بالفريق المفاوض سواء كان وزير الخارجية أو وزير الري، ويطرح ضرورة وضع كل الحقائق أمام المصريين، وإشراكهم في البت في هذا الأمر الخطير. وبالتأكيد فإن أحد الأسباب الجوهرية لإضعاف الموقف المصري في تلك القضية، وما سبقها، هو تغييب الدور الشعبي”. وأنهى قائلا: “استقواء أي سلطة على الشعب هو الوجه الآخر لضعفها في معالجة الملفات الخارجية مع دول العالم الأخرى”.
ساحة النقاش