<!--<!--
الأحد ١٦ فبراير ٢٠٢٠ - ٠٩:٣٣ بتوقيت غرينتش
لم يعد خافيا على أحد الخلاف بين موسكو وأنقرة حول إدارة الملف السوري والليبي، لكن حدة هذا الخلاف أخذت بالتصاعد السريع خلال الأيام الماضية ما ينذر بانتهاء عهد التقارب الروسي التركي وحدوث صدامات مباشرة على الأرض.
العالم - يقال أن = *علي القطان
الصدام العسكري المباشر بين روسيا وتركيا في سوريا أو ليبيا لم يبدأ بعد، إلا أنّ الصدام السياسي واللفظي بدأ بالفعل، ومن رأس الهرم التركي رجب طيب أردوغان الذي هاجم روسيا، متهما إياها بأنها تدير الحرب في ليبيا من أعلى مستوى، مدعيا أنّ قرابة " 2500 مرتزق روسي" حسب وصفه، يقفون إلى جانب خليفة حفتر ویتم إدارتهم من قبل قادة الجيش الروسي بالإضافة لشخص مقرب جدا للرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
ادعاءات أردوغان التي نقلتها صحيفة "صباح" التركية ردت عليها روسيا عبر نائب وزير خارجيتها ميخائيل بوغدانوف، بأنها لا تتوافق مع واقع الأمور.
فالواقع كما تراه روسيا أفصح عنه مصدر دبلوماسي روسي رفيع لم يكشف عن اسمه لوسائل إعلام روسية، كاشفا عن قيام تركيا بتسليم جزء كبير من أسلحتها إلى جبهة النصرة الإرهابية في إدلب، فضلا عن تسليمها مضادات طيران محمولة، أميركية الصنع إلى المسلحين.
وكان من دواعي قلق المصدر الدبلوماسي الروسي أن أنقرة زودت الجماعات المسلحة في إدلب بالزي العسكري التركي ليقاتلوا تحت قناع عناصر الجيش التركي.
كلام الدبلوماسي الروسي يحمل معه معان كثيرة، بحيث أنّ الطائرات الروسية قد تستهدف الجنود الأتراك في إدلب عن طريق الخطأ ظنا منها أنهم إرهابيون، لأنه مع تزويد تركيا للمسلحين بزيها العسكري يصبح من الصعب التمييز بين الجندي التركي والإرهابي.
ومع تزويد أنقرة للمسلحين بأنظمة دفاع جوي حديثة، فمن الممكن أن نشهد إسقاط طائرة روسية فوق إدلب، وفي تلك الحالتين فإن فرضية الصدام المباشر بين موسكو وأنقرة لم تعد مستبعدة كما في السابق.
ساحة النقاش