“غواية أردوغان” والتمدّد الزائد بدون”عضلات”.. الدكتور وليد عبد الحي يقرأ “حسابات تركيا الخاطئة” وينصح الإخوان المسلمين: “تابعوا الإستراتيجية البراغماتية حتى لو لم يتوضّأ صاحبها”.. العلاقات مع إسرائيل “سيريالية” وإشكالية مع إيران والعراق والصين ومُتذبذبة مع الناتو وروسيا
<!--<!--
لندن ـ خاص بـ”رأي اليوم”:
وصف باحث أردني متخصص بقراءات المستقبل العلاقات التركية الإسرائيلية بأنها قد تكون عصية على الفهم الاستراتيجي وتشكل صورة سريالية يصعب تصنيفها.
وقال الدكتور وليد عبد الحي وهو باحث المستقبليات الأبرز في الأردن والعالم العربي أنّ تركيا اعتادت على انتقاد إسرائيل وتوتر العلاقة معها بين الحين والآخر لكن دون قطع العلاقات الدبلوماسية ووسط تصاعد للعلاقات التجارية والسياحية ضمن وقائع رقمية تقول بان تركيا هي الشريك التجاري الأول لإسرائيل في الشرق الأوسط.
ونشر الدكتور عبد الحي تشخيصا مفصلا بعنوان“تركيا والتمدد الزائد“اعتبر فيه أنّ مواصفات التمدد الإقليمي قد لا تكون موجودة وآمنة عندما يتعلق الأمر بالمسالة التركية حيث يوجد في تركيا مشاكل تاريخية مع سوريا والعراق وأحيانا مع إيران ولديها مشاكل مع أرمينيا ثم مشكلات قديمة متجددة مع اليونان.
وقال عبد الحي أنّ تركيا تحتل مكانا بين المقبول والضعيف بمؤشر عدالة توزيع الدخل وذلك يعني أنّ التمدد الإقليمي لا يتكئ على بنية داخلية موازية له وعلى الصعيد العسكري تحتل تركيا المرتبة التاسعة عالميا في القوة العسكرية الخشنة و70 في العالم على مستوى دخل الفرد وتحتل المرتبة 20 في البحث العلمي و17 في عدد السكان بمعنى ان مقومات القوة التقليدية تنطوي على قدر من الغواية لصانع القرار التركي ليتمدد.
واعتبر الدكتور عبد الحي أن نوازع التمدد التركي قائمة على حسابات خاطئة حيث لا يجوز الاستناد إلى المرجعية التاريخية وحيث إسرائيل وإيران في الجوار تمثلان قوى منافسة لها في الشرق الأوسط وحيث اليونان لا تحبذ أي مركز إقليمي مهيمن لتركيا وحدودها البرية الأطول مع سوريا في أسوأ أوضاعها.
وانتقد الدكتور عبد الحي مجازفات التمدد التركي تجاه الخليج والسودان ودول المغرب العربي في ليبيا للضغط على مصر والجزائر وبنفس الوقت التزاحم مع دول متوسطية لاكتشاف الغاز وتمريره.
ووصف عبد الحي تركيا بأنها منغمسة في الشئون الدولية بحكم موقعها في حلف الناتو منذ عام 1952 وقال بأن العلاقات مع روسيا متأرجحة وفيها ضجيج وصخب ووئام والعلاقات مع الصين تركز على الانتقاد للسياسات الترميزية ضد المسلمين الصينيين.
وخلصت دراسة الدكتور عبد الحي في هذا الخصوص إلى أنّ المصلحة العليا التركية هي المحرك للسياسة الخارجية والمعيار البراغماتي أوضح من أي محاولة لتغليفه بمنظور معياري فيما الملف الكردي هو الأكثر إقلاقا والنجاح في تسوية معضلته لا يزال متواضعا وسيرافق تركيا إلى فترة أطول مما تعتقد قيادتها.
كما ان التمدد التركي طموح استراتيجي مشروع لكن عضلات تحقيق هذا المشروع لا تتوازي مساحته مما يعني بان تركيا ستضطر لاحقا لتقليص حجم طموحها مما قد يقود إلى تحولات داخلية.
وتوقع عبد الحي في خلاصته استمرار وبقاء ظاهرة التذبذب بين إسرائيل وتركيا في المدى المنظور مقترحا على الإخوان المسلمين بناء إستراتيجيتهم مع تركيا على أساس براغماتية الإستراتيجية التركية بصرف النظر عن ما إذا توضأ صاحبها.
14 تعليقات
عبدالسلام المغتربToday at 6:56 am (10 hours ago)
أن نبيع أنفسنا بأبخس الأثمان لصهاينة هو المصيبة ولا يمكن تقبله، وإذا أرادنا النجاح والتطور والتمدد الاقتصادي فحسب ظني هناك خيارات كثيرة ولكن بدون الرجوع إلى الصهاينة فعيب وبدعة إن لم أضيف حرام على أتراك فمن جهة مع الناتو يدخلون لسوريا ودمروها وشردوا الأهل وبدون إسقاط نظام بالبارحة كان ديكتاتوري مثل صدام ولكن بالعراق سقط أم بسوريا وكذالك بليبيا أين الأنظمة الديمقراطية بالعراق وليبيا أليس النظام العالمي الدولي هو من كان سبب في انهيار الاثنين واليمن مازالت ملتهبة فأين الأخوة المسلمة عار من لهم مصالح بالضاحية وتستغل الدين الإسلامي وتنهب وهمهم أنفسهم؟.
قارئToday at 4:25 am (13 hours ago)
– “بمعنى أنّ مقومات القوة التقليدية تنطوي على قدر من الغواية لصانع القرار التركي ليتمدد”
– “والعلاقات مع الصين تركز على الانتقاد للسياسات الترميزية ضد المسلمين الصينيين”
يا سيدي الكاتب نحتاج إلى مفسر يفسر لنا معنى الكثير من العبارات الواردة في المقال مثل العبارات أعلاه.
قاسم-اربدToday at 4:20 am (13 hours ago)
تركيا الدولة العظيمة والتي تحاول التقرب من العالم العربي وتشكيل قوة عربية تركية وإنقاذ العالم العربي من مما يخطط له من أمريكا وإسرائيل وحادثة مقتل المرحوم خاشقجي هي إسفين دق في التقارب العربي التركي صنعته أمريكا لإبعاد العرب عن الأتراك وإن كانت الدول العربية تريد الخروج من تحت عباءة الاستعمار الجديد فكان مؤتمر كوالالمبور مخرجا حقيقيا ولكن خوفهم من أمريكا منعهم من الاشتراك بهذا المؤتمر ووضعوا الضغوطات المالية على الباكستان واندونيسيا هم السعودية والإمارات فهل إسلامهم يختلف عن إسلام الإخوان المسلمين مهما فعلوا الإسلام قادم.
مهمومToday at 3:12 am (14 hours ago)
بسم الله الرحمن الرحيم، الإخوان المسلمين هي الجماعة الناجية بإذن آلله.
العروبيYesterday at 10:53 pm
وجدت تركيا كقاعدة أمامية للحلف الأطلسي في مواجهة الاتحاد السوفياتي نظرا لتعداد سكانها و تخزين الأسلحة النووية أثناء الحرب الباردة. أما المناكفات مع إسرائيل فذلك أسلوب إخوان تركيا للضحك على السذج فالأتراك يلعبون على العواطف وهم معول هدم الدول خاصة الوطنية العراق سوريا ليبيا لنتذكر من أفتى وشرع استباحة هذه الدول أليس الخليجيين والأتراك. هؤلاء سم مغلف بالعسل يجب الحذر منهم أينما حلّوا حل الخراب لماذا لم ينشر الخليجيون الديمقراطية و حقوق الإنسان عندهم …..
الحسين وعزي ( المغرب)Yesterday at 8:33 pm
إلى جزائري: ولماذا لم تتمكن أمريكا ومعها أوروبا من جعل واحدة من دول الخليج مثل السعودية أو الإمارات قوة اقتصادية جبارة وتملك قدرات عسكرية قوية تكون قادرة بواسطتها على أن تقف بشكل ندّي في وجه إيران؟ لماذا يخلقون تركيا الناجحة للوقوف في وجه إيران والحيلولة دون تمدُّدِها في محيطها الخليجي ولا يؤسسون دولة خليجية تقوم بهذه المهمة مثل تركيا؟ أمريكا وأوربا في نظرك تصنع الدول الناجحة والدول الفاشلة، أي أنك غارق حتى الأذنين في نظرية المؤامرة. اسمع يا رفيق، تركيا تطورت لأنها زاوجت بين الإسلام المنفتح والديمقراطية، ونجحت في إنشاء صناعة محلية لها قدرة تنافسية عالمية، وطورت بشكل كبير صناعتها السياحية. صحيح لدينا اعتراضات كثيرة على سياستها التدميرية في سورية، ونرفض هذه السياسة ونندد بها، ولكننا لن نقبل تحوُّلَ تركيا أو إيران إلى عدو للعرب، كما يريد أعداؤنا، فما يجمعنا بالأتراك والإيرانيين هو التاريخ المشترك والثقافة والدين، والمصير الواحد، أما عدونا الأول والأخير في المنطقة، فهو دولة الإجرام المسماة إسرائيل يا مستر الحسين..
مختار الجزائري الحرYesterday at 7:09 pm
الإخوان أكثر الناس واقعية و فهما للإسلام وتطبيقاته لهذا السبب يملكون القدرة على التأقلم والتفاهم مع غيرهم ومنهم أردوغان والذي مهما قيل عنه فإنه أفضل وأنظف من حكام العرب الذين باعوا ضمائرهم وبلدانهم للشيطان وعبدوا الدولار ومن يملكه من أسيادهم..فيا من تعودتم على عبودية الكراسي اتقوا الله في شعوبكم وأمتكم.
مهاجر قرفان التنكةYesterday at 6:43 pm
دقة معلومات: يا دقيق يا راقي.. أتحفنا بمصادرك أنّ الإخوان صنيعه المخابرات البريطانية.
كل معلوماتك خاطئة وسببها فقط الكره للإخوان. الإخوان انتخبوا بشكل رسمي. وتم الانقلاب عليهم. أنا لست مع الإخوان لكن لحل المشاكل يجب ان نحددها.. اتهام الإخوان وشيطنتهم أصبحت اسطوانة مشروخة..السيسي تاعكم جاب مصر الأرض ولسه المنتفعين بيصفقوله.. وأي اعتراض من أي شخص يتم بتوجيه تهمة أنه إخوان.
زبيدةYesterday at 6:15 pm
على أحرار الشعب الليبي ان يرفعوا قضية في المحاكم الدولية على القرضاوي والعريفي وغيرهم من مشايخ الفتنة والقتل لأنهم أفتوا للناتو بقصف ليبيا وتدمير البنى التحتية فيها وجعلها لقمة سائغة للدول الاستعمارية لتنهب ثرواتها وتعيد استعمارها من جديد
انتم تعلمون يا أحرار ليبيا وأحرار سورية من الذي حرض على بلدانكم ومن الذي أفتى بالجهاد في بلادكم وحلل دماؤكم نعم إنهم تجار الدين مشايخ آل سعود ومشايخ الإخوان الذين اتفقوا على القتل والتدمير في بلادنا العربية ولا تنسوا اليمن التي هللوا وصفقوا لقصفها ولقتل شعبها بطائرات سعودية يقودها طيارين أمريكان وبريطانيين وصهاينة، إنهم يختلفًون فقط في الأسلوب في اُسلوب دعم الإرهاب ودعم الفتن ودعم الاستعمار لكنهم يتفقون على القتل والتدمير عن آل سعود والإخوان المتأسلمين أتحدث.
ابن البلدYesterday at 5:54 pm
يا دكتور عبد الحي تحية لك بغض النضر عن ما تفعله تركيا صح أو غلط لكن على الأقل لديها المقومات لما تقوم به وإن كان في النهاية تركيا أردوغان عنوانها الكبير هو المصلحة التركية وفقط - أتمنى يا دكتور ان تحلل لنا ما تقوم به دويلات الأعراب التي عدد العمال فيها يفوق السكان والتي لا تستطيع حتى تعريف أمنها القومي فما بالك بحمايته وإلاّ كيف تلجأ دولة مثل السعودية لليونان المفلسة لتحميها - نريد تحليل هذه الظاهرة ولماذا هذه الدويلات تتآمر على العرب والمسلمين وتدمر دولهم وثرواتهم وكل مقدراتهم.
النسر المصريYesterday at 5:17 pm
أحسن الأخ الجزائري فيما كتب ككل النماذج الإسلامية الناجحة هو نجاح ظرفي مرسوم ومحدد أبعاده ولا يجرؤ القائم عليه من الخروج خارج النطاق المحدد له.
عدنانYesterday at 2:03 pm
الحقيقة أن الشعوب ألعربية ضد انتقاد تركيا نكاية بحكامها وإلا فتركيا دوله تصيب وتخطي وأردوغان ليس سوبرمان. ويا ريت عدنا زي أردوغان (متهور وبدون عضلات) لكن حنا شاطرين على بعض.
جزائريYesterday at 1:49 pm
يا سيد عبد الحي لا شيء سريالي. بالنسبة لي الأمور واضحة. تركيا تستمر في علمانيتها وفي عضويتها في الناتو وفي علاقاتها الودية مع إسرائيل وفي التحالف مع أمريكا والغرب لكن كل ذلك هذه المرة بعباءة إسلامية للضحك على المسلمين السذج. لكن لماذا العباءة الإسلامية. الجواب من اجل مناكفة النموذج الإيراني الذي كان في وقت ما يهدد بانتشاره إلى كل الدول العربية وربما الإسلامية فجيء بأردوغان الإسلامي بنموذج ناجح ظرفيا حتى تنتهي صلاحيته. وهنا أريد الربط بين هذا الأمر والإنذار الأمريكي بتدمير اقتصاد تركيا إذا حاول أردوغان الخروج من المسار المحدد له سلفا. كذلك رفض ضم تركيا للاتحاد الأوروبي لأن الهدف هو فقط مناكفة إيران مثلما كوريا الجنوبية تناكف الشمالية بنموذجها الناجح. إذن تركيا هي تركيا العلمانية ولا علاقة لها بالشأن الإسلامي إلاّ عند السذج أو أصحاب المصالح مثل الإخوان الذين تأويهم تركيا لتستغلهم للمصالح التي لا تتعارض مع الناتو وإسرائيل.
دقة معلوماتYesterday at 12:38 pm
استراتيجية الإخوان، منذ أسستهم المخابرات البريطانية وحتى اليوم، هي الانتهازية في الوصول إلى المغانم من وزارات ومقاعد نيابية وتعيينات رسمية، إلى أي بلد انتموا، وما وصولهم إلى الرئاسة في مصر إلاّ نتيجة انتهازيتهم بركوب موجة ثورة 25 يناير بعد أسابيع من اندلاعها، وهم الذين كانوا يشاركون مبارك الحكم وكانوا جزاء أساسيا من آلة نظامه الحاكمة.
ساحة النقاش