الاحتلال يمنع مسيحيي غزّة من الاحتفال بعيد الميلاد ببيت لحم وعددهم بالأرض المُحتلّة عام 67 يتراجَع لـ40 ألفًا من أصل 5.5 مليون
<!--<!--
الناصرة-“رأي اليوم”- من زهير أندراوس:
أكد رؤساء الكنائس الكاثوليكية في الأرض المقدسة أنّ سلطات الاحتلال الإسرائيليّ لم تصدر حتى الآن تصاريح لمسيحي غزة لدخول بيت لحم خلال أعياد الميلاد. وأوضح رؤساء الكنائس في بيان لهم أنّهم تلقوا تلميحاتٍ إيجابيّةٍ الأسبوع الماضي من بعض المسئولين الإسرائيليين الذين أشاروا إلى أنّه سيتم إجراء فحصٍ أمنيٍّ لأكثر من 900 طلب من غزة لزيارة بيت لحم، لكن حتى الآن لم يتِّم منح أيّ تصريحٍ، أيْ قبل الاحتفال بعيد الميلاد، حسب التقويم الغربيّ، بثلاثة أيّامٍ.
وأضاف رؤساء الكنائس أنهم تلقوا قبل عدّة أيّامٍ رسالةً غامضةً من الجنرال كميل أبو ركن، ما يُطلَق عليه “مُنسِّق أعمال الحكومة الإسرائيليّة” في المناطق العربيّة المُحتلّة، وهو عمليًا الحاكم العسكريّ للمناطق المذكورة، تشير، أيْ الرسالة، إلى أنّه لم يتِّم اتخاذ قرارٍ نهائيٍّ في هذا الصدد، كما قال الجنرال الإسرائيليّ، وهو ابن الطائفة المعروفيّة (درزيّ).
ووجّه رؤساء الكنائس الكاثوليكية في الأرض المقدسة نداءً للسماح لمسيحيي غزة بالدخول إلى بيت لحم لعيد الميلاد، وجاء في البيان: يُسمح لشعوب من بينما جميع أنحاء العالم بالدخول إلى بيت لحم للاحتفال بعيد الميلاد هناك، فمن حق المسيحيين من غزة الاحتفال بمولد يسوع المسيح في مكان مولده.
وطالب البيان سلطات الاحتلال الإسرائيليّ بالسماح، دون مزيد من التأخير، للمسيحيين من غزة بالوصول إلى بيت لحم للاحتفال بعيد الميلاد، وختم البيان قائلاً” نصلي لجميع شعوبنا صلواتنا من أجل سلامٍ عادلٍ في الشرق الأوسط بشكلٍ عامٍّ، وبين الإسرائيليين والفلسطينيين بشكلٍ خاصٍّ، على حدّ تعبيره.
إلى ذلك، دعا رؤساء الكنائس الكاثوليكيّة في الأرض المقدسة، بالسماح لمسيحيي غزة بالدخول إلى بيت لحم لعيد الميلاد، وذلك بعدما أعلن الاحتلال الإسرائيليّ الأسبوع الماضي قراره، بمنع المسيحيين القاطنين بقطاع غزة من الوصول إلى القدس وبيت لحم للمشاركة في احتفالات أعياد الميلاد.
وجاء في بيان مجلس رؤساء الكنائس الكاثوليكية في الأرض المقدسة: لقد انشغلنا في الأسبوع الماضي بشائعاتٍ تتعلّق بما إذا كانت إسرائيل ستسمح للمسيحيين من غزة بالوصول إلى بيت لحم والقدس للاحتفال بعيد الميلاد.
وتابع البيان قائلاً إنّه في حين تمّ تقديم تلميحاتٍ إيجابيّةٍ الأسبوع الماضي من بعض المسئولين الإسرائيليين، الذين أشاروا إلى أنّه سيتم إجراء فحصٍ أمنيٍّ لأكثر من 900 طلب من غزة لزيارة بيت لحم، لم يتّم منح أيّ تصريحٍ حتى الآن، وبدلًا من الحصول على موقفٍ واضحٍ، تلقينا رسالةً غامضةً من الاحتلال.
وكان رئيس الهيئة الإسلاميّة المسيحيّة لنصرة القدس والمقدسات، حنّا عيسى، أكّد على أنّ نِسب وأعداد المسيحيين في تناقصٍ شديدٍ، بسبب الهجرة إلى خارج فلسطين، نظرًا لإجراءات الاحتلال الإسرائيليّ، موضحًا أنّ المسيحيين في فلسطين عددهم 40 ألف مسيحيّ، من أصل 5.5 مليون نسمة في الأراضي الفلسطينيّة، في القدس، الضفّة الغربيّة وقطاع غزّة، على حدّ تعبيره.
ولفت حنّا في حديثٍ لموقع (دنيا الوطن) الفلسطينيّ، لفت إلى أنّه في قطاع غزة، يوجد 850 مسيحيًا فقط، علمًا أنّه عندما جاء الراحل ياسر عرفات إلى أرض الوطن، كان عدد مسيحيي غزة 5500 مسيحيّ، مُرجِعًا أسباب ذلك إلى الهجرة الخارجيّة، ومشيرًا في الوقت عينه إلى أنّ مدينة نابلس يوجد فيها فقط 400 مسيحيّ.
وذكر حنّا أيضًا أنّه في الداخِل الفلسطينيّ، أيْ داخِل ما يُطلَق عليه الخّط الأخضر أوْ أراضي الـ 48، يوجد أكثر من 114 ألف مسيحيّ، بينما في الشتات تتجاوز أعداد المسيحيين الفلسطينيين 2.5 مليون شخص، من أصل 15 مليون فلسطيني حول العالم، أيْ، شدّدّ المسئول الفلسطينيّ، أنّ المسيحيين يُشكِّلون 20 بالمائة من تعداد الشعب الفلسطينيّ، ولكنّ معظمهم يعيشون في الخارج.
وتابع: المسيحيون في الداخل يشكلون ما نسبته 0.06 بالمائة من أصل 5.5 مليون فلسطيني، مقارنةً بالعام 1947 كانت النسبة 8 بالمائة، بينما في العام 2000 أصبحت النسبة 2 بالمائة، على حدّ قوله.
ولفت إلى أنّ من ضمن الأسباب التي أدّت لتناقص أعداد المسيحيين، الاقتصاد الفلسطينيّ غير المستقر، إضافةً لتفضيل بعضهم الدراسة في الخارج، وكذلك التحاق البعض بأسرهم في الخارج، وبالتالي سيتزوجون وسيتكاثرون في الخارج، طبقًا لحديثه.
ساحة النقاش