هل انكشفت الأطماع الأميركية التركية في الشمال السوري؟
السبت ٠٧ ديسمبر ٢٠١٩ - ١١:١٤ بتوقيت غرينتش
يبدو أنّ الدخول العسكري الروسي إلى الشمال السوري قد قضى على الآمال والطموح والمخططات التركية في المنطقة، والتي رأى محللون وكتاب أنها أوسع من حدود الخارطة السورية.
ويقول هؤلاء المحللون أن تطورات المشهد السوري على الصعيدين الميداني والسياسي زاد من وتيرتها المواقف الأميركية التصعيدية لا سيما بالنسبة للأطماع بمناطق النفط.
وأجمع عدد من الباحثين في الشؤون الإستراتيجية والعسكرية، أنّ الخطط والأجندة التركية في الشمال السوري تحمل ملامح احتلال طويلة المدى، وتهدف بحسب الرؤية التركية إلى الوصول للحدود العراقية.
أهداف تركية ألبست بعباءة محاربة الإرهاب اعتبرها محللون على أنها "اعتداء صارخ وواضح على الأراضي السورية، وأدت إلى عواقب وآثار كارثية تمثلت بنزوح أكثر من 350 ألف نازح من المناطق التي احتلتها القوات التركية أو الموالية لها"، بل وتمثل الهدف الأخطر والأعظم بالمساعي التركية إلى تغيير البنية المجتمعية في تلك المناطق، ديمغرافيا وأمنيا وسياسيا".
هذا ولا يخفى على أحد خطورة الأوضاع في الشمال السوري فقد توجه بعض المحللين والكتاب إلى القول أن الوضع في شرقي الفرات معقد جدا لتواجد خمس قوى وازنة تعمل في هذه المنطقة السورية وأنّ تفجر الأوضاع فيها سيؤدي إلى اشتعال المنطقة بكاملها، ومن القوى الخمس التي أنظمت حديثا هي القوات الروسية التي يرى المتابعون لهذا الشأن، أنّ انتشار الشرطة العسكرية الروسية في المنطقة الواقعة بين/عين عيسى وتل تمر/ والذي يطمح الاحتلال التركي للوصول إليها، قضى على الآمال التركية في الوصول إليها واحتلالها"، ونشرت وسائل الإعلام روسية فيديو وصول قافلة عسكرية كبيرة هي الثالثة من نوعها، إلى مطار القامشلي شمال الحسكة السورية وهي تحمل معدات عسكرية وتجهيزات لوجستية لدعم وجود القوات الروسية في المنطقة، وهي الثالثة من نوعها التي تصل براً إلى محافظة الحسكة منذ بداية تطبيق التفاهم بين الدولة السورية وقوات “قسد” بضمانات روسية، مع بدء العملية العسكرية التركية شمال شرقي سوريا”.
وهذا ما ذهب إليه محللون في قراءة أولى أنّ القوات الروسية المتواجدة في سوريا وبعد وصول هذه التعزيزات العسكرية إلى مطار القامشلي قد تعلن خلال الأيام المقبلة عن إقامة قاعدة عسكرية روسية في شمال شرق سوريا.
وفي سياق متصل، رأى محللون أنّ الحكومة التركية وصلت إلى أهدافها في الشمال السوري من خلال العملية العسكرية التي أسمتها "نبع السلام". وأنّ"الحكومة التركية تشعر بالراحة والاطمئنان مع الاتفاق والتنسيق مع الجانب الروسي في هذه المرحلة فيما يتعلق بشرقي نهر الفرات في سوريا". مؤكدين إلى أنّ الحكومة التركية لم يكن هدفها السيطرة على جميع المناطق الحدودية، ولو بشكل رمزي، والاستقرار في المناطق التي سيطرت عليها، والتي قامت بإقناع الشعب التركي بأنّ هدف العملية هو القضاء على الإرهاب"، وبالتالي القوات التركية وصلت إلى أهدافها في المرحلة الأولى من العملية العسكرية. وغايتها أيضا كانت خلال العملية فتح مناطق آمنة لإرجاع اللاجئين السوريين وتوطينهم فيها ولكنها فشلت في مسعاها هذا.
العملية العسكرية التركية في الشمال السوري على ما يبدو أنها تقاطع مع المخططات الأمريكية التي وضعت في خانة واحدة، والتي لولا الضوء الأمريكي للحكومة التركية لما جرأت القوات التركية على الدخول إلى الأراضي السورية.
وأكد خبراء عسكريون أنّ القوات الأمريكية لم تنسحب من الشمال السوري بل قامت بإعادة للانتشار بهدف السيطرة على كافة آبار النفط في شمال وشرق الفرات وسرقت النفط والغاز السوري.
ما رأيكم ...
* هل اتضحت الأهداف التركية الأميركية في الشمال السوري؟
* ما تداعيات التواجد الروسي على العملية التي سميت "نبع السلام"؟
* بعد انجازاته الميدانية المتواصلة .. ما خيارات الجيش السوري اليوم ؟
ساحة النقاش