ما سر تواجد 'قسد' في السعودية والموقف الإماراتي الجديد تجاه سوريا؟
<!--<!--
الجمعة ٠٦ ديسمبر ٢٠١٩ - ٠١:٣٠ بتوقيت غرينتش
التناغم في المواقف السياسية السعودية الإماراتية مشهود للجميع لكن يرى المحللون أنّ هناك موقف متناقض بين الدولتين تجاه سوريا حيث أشادت الإمارات بالقيادة الحكيمة للرئيس السوري في وقت تستقبل السعودية وفدا من ما يسمى بقوات "قسد".
وأجمع عدد من السياسيين على أنّ الإشادة الإماراتية بالرئيس الأسد أقوى تعبير على دعم سوريا من بلد الكل يعرف أنه شارك بشكل أو بآخر في الحرب عليها.
ويرى خبراء أنّ الإمارات منذ بداية الأزمة السورية تحاول أن تبقي على خيط رفيع من العلاقات غير العلنية مع القيادة السورية، فيما يعتبرون أن خطوة الإمارات الجديدة هامة ومن المنتظر أن تتبعها خطوات أخرى.
وفي هذا السياق قال الخبراء أيضا أنه كان من المقرر أن تعود العلاقات بين بعض دول الخليج الفارسي وسوريا منذ العام الماضي لكن وزير خارجية الولايات المتحدة آنذاك عرقل هذه الخطوة.
وارجع الخبراء تودد الإمارات إلى سوريا إلى أمرين أولا أنّ النظام في سوريا بات قويا ومسيطرا على الجزء الأكبر من الأراضي السورية وأنّ كل من راهن على إسقاطه قد سقط .
الأمر الآخر هو شعور دول الخليج الفارسي وخصوصا الإمارات والسعودية بان الرهان على الولايات المتحدة وعلى الكيان الإسرائيلي لم يعد كافيا لحمايتهما وخصوصا بعد الذي حصل لأرامكو وبعد العمليات التي قام بها اليمنيون، إذ بدأت الرياض وأبوظبي في مراجعة سياساتهم السابقة.
ويعتقد الخبراء أنّ التصرف الإماراتي الأخير نابع بدرجة الأولى عن مراجعة ذاتية فهي تبحث عن مصلحتها في ظل متغيرات هامة في المنطقة، متغيرات تقول أنّ عصر الهيمنة الأميركية قد بدا يتراجع وأن في حقائق جديدة بالمنطقة.
وفيما يعتبر مراقبون أنّ هناك عوامل أخرى أدت إلى الموقف الإماراتي الجديد تتمثل بالمناكفة مع تركيا حيث تريد بعض المحاور ممارسة المزيد من الضغوط على تركيا ، فإنهم يعتبرون أنّ سوريا منفتحة على أي خطوة مد يد وهي تعتبرها خطوة جيدة ويجب الحوار لمصلحة الجميع.
وتأتي الخطوة الإماراتية مناقضة تماما للتوجه السعودي واستقبال الرياض وفدا من قوات سوريا الديمقراطية بحسب بعض المتابعين.
وفي هذا السياق اعتبر المحللون أنّ سبب تواجد هذا الوفد في السعودية يرجع إلى قرار أمريكي حيث أنّ أمريكا طالبت الإمارات والسعودية بالتدخل فيما يجري في الشرق السوري خاصة أنهما يستطيعان التواصل بشكل أفضل مع العشائر العربية الموجودة هناك لكن المحللون اختصروا الدور السعودي في هذه التطورات بالقيام بدور الممول، كما يمكنهم المشاركة في بعض المناطق النفطية لخبرتيهما.
هذا فيما ذهب جناح آخر إلى أنّ إقامة العلاقات بين قوات " قسد" والسعودية هو فقط للضغط على السلطة الشرعية السورية من أجل الدخول في مفاوضات معها لاحقا وكما استعملت الولايات المتحدة الورقة الكردية تحاول بعض الدول العربية استعمالها أيضا وكل هذا برضا وموافقة أمريكية.
ما رأيكم..
هل تغيير الخطاب الرسمي للإمارات الآن نحو دمشق يظهر أن هناك توجها عربيا جماعيا لإعادة النظر في العلاقات مع سوريا؟
هل ستغير السعودية حليفة الإمارات من سياستها العدائية لسوريا؟
متى سيعرف الجانب الكردي أن السير وراء اكريكا وسياستها لن يعود له سوى بالخسارة؟
ساحة النقاش