لما تتزامن إصلاحات بن سلمان مع محاولات عديمة الرحمة لسحق المعارضة
<!--<!--
السبت ٠٧ ديسمبر ٢٠١٩ - ٠٩:٣٤ بتوقيت غرينتش
نشرت صحيفة الغارديان البريطانية، اليوم السبت، تقريراً لموفدها إلى العاصمة السعودية الرياض، مارتن شولوف، تناول فيه "التناقضات" في المجتمع السعودي، والتغييرات التي طرأت عليه عقب قوانين الانفتاح التي تبناها ولي العهد، محمد بن سلمان.
وقال مارتن شولوف أنّ الكثير من المظاهر التي تشهدها المملكة حالياً من قبل الشباب لا تتعدى نوعاً من التعبير عن التحدي المعروف بين أبناء هذه الفئة العمرية أكثر من كونه تعبيراً عن تغيرات نتجت عن مساحة الحرية التي يسمح بها النظام حالياً.
ويصف شولوف التغييرات التي شهدتها المملكة بـ"الإصلاحات"،مشيراً إلى أن نخبة محددة في المجتمع السعودي كانت تنادي بها، مستدركاً: "لكن باستثناء هؤلاء هناك خوف وغضب في كل مكان". وتابع: "بعد عامين من "الإصلاحات" التي تهدف إلى إحداث انفتاح في المجتمع على العالم ما تزال هناك فجوات كبيرة عند الإجابة عن أسئلة؛ مثل ماذا أرتدي؟ وماذا أفعل؟ فقوانين الملابس الصارمة التي كان يعمل بها في السابق تم إلغاؤها بالنسبة للمقيمين، وتعديلها بالنسبة للمواطنين، وكذلك القوانين التي كانت تقيد حركة النساء". ولفت شولوف النظر إلى أن "نشطاء حقوق الإنسان والمعارضين في الغرب يقولون أنّ هذه الإصلاحات تزامنت مع محاولات عديمة الرحمة لسحق المعارضة". وأكمل بالقول: "تم اعتقال معارضين وعلماء دين ونشطاء بشكل اعتباطي. وقالت عدة ناشطات نسويات أنهن تعرضن لاعتداء جنسي وتعذيب وهن رهن الاعتقال". وأكد أن "الخوف من الانسلاخ الثقافي عن حضارة الأجداد يسود بين صفوف المحافظين، ومن المظاهر التي تعزز مخاوفهم الحفلات الموسيقية والمهرجانات التي تجول شوارع الرياض بشكل متكرر". وتشهد السعودية تغييرات اجتماعية جذرية تعرّضها لعديد من الانتقادات؛ بسبب مخالفتها لجميع العادات والتقاليد والالتزام الديني الذي حافظت عليه المملكة سنوات طويلة.
واعتبر كثير من السعوديين أن هذا الانفتاح الذي يقوده ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، يؤدي إلى الانحدار بفئة الشباب بدلاً من توعيتهم وتثقيفهم، وإبعادهم عن المعاصي. وعرفت المملكة، خلال أكثر من عامين، اعتقال مئات من العلماء والنشطاء والحقوقيين، الذين حاولوا - فيما يبدو- التعبير عن رأيهم ومعارضة ما تشهده السعودية من تغييرات، وسط مطالبات حقوقية بالكشف عن مصيرهم وتوفير العدالة لهم.
ساحة النقاش