قلقٌ أمريكيٌّ وإسرائيليٌّ من قيام نتنياهو بمُهاجمة إيران للتملّص من المُحاكمة والكيان يخشى التخلّي الأمريكيّ وواشنطن تتوجَّس من حربٍ يشُنّها الاحتلال ضدّ الجمهوريّة الإسلاميّة دون “ضوءٍ أخضرٍ”
<!--<!--
الناصرة – “رأي اليوم” – من زهير أندراوس:
قالت مصادر سياسيّة وأمنيّة وُصِفَت بأنّها واسعة الاطلاع في تل أبيب، أنّ هناك عاملين لا يتّم التحدّث عنهما علنًا، ويتعلّقان بتخفيف المخاوف: القلق الإسرائيليّ بشأن التخلّي الأمريكيّ عن الكيان، وبالمُقابِل القلق الأمريكيّ بشأن النشاط غير المُنسّق من جانب إسرائيل، لافتةً بالوقت عينه إلى أنّ القلق الإسرائيليّ يرتبط بالتحركات الأخيرة لإدارة ترامب، مثل الرفض الحاليّ للردّ على الهجمات الإيرانيّة في الخليج، والتي ألحقت أضرارًا شديدةً بمنشآت النفط السعوديّة، وذلك في الرابع عشر من شهر أيلول (سبتمبر) الماضي، وإسقاط الدفاعات الإيرانيّة طائرةً أمريكيّةً بدون طيّارٍ قبل ذلك، أوْ تحديدًا في العشرين من شهر حزيران (يونيو) الماضي، بالإضافة إلى قرار الرئيس الأمريكيّ، دونالد ترامب بسحب جنود الولايات المُتحدّة من المنطقة الكرديّة في شمال شرق سوريّة، وعليه، شدّدّت المصادر، بحسب المُحلِّل للشؤون العسكريّة في صحيفة (هآرتس) شدّدّت على أنّ الكيان يخشى من التوجّه الناشئ لمغادرة المنطقة، وفتح الأبواب على مصاريعها أمام إيران للتمركز في الشرق الأوسط، على حدّ تعبيرها.
وتابعت المصادر أنّ الأمريكيين يُبدون الانزعاج من القرارات التي قد تتخذ في إسرائيل، إذْ أنّ قادة الكيان يتحدّثون باستمرارٍ عن المخاطر التي تُشكّلها محاولات إيران أنْ تُقيم قاعدةً عسكريّةً بجنوب سوريّة، وتهريب الأسلحة المتطورة إلى حزب الله في لبنان، ومُواصلة جهودها المكثفة في العراق واليمن، مُوضِحةً أنّ الخلاف العسكريّ المتزايد بين إسرائيل وإيران قد يؤدّي لجرّ الأمريكيين إلى حربٍ إقليميّةٍ، التي يرفضها الرئيس ترامب، لافتةً إلى أنّ هجومًا إسرائيليًا ضدّ إيران ليس مطروحًا على جدول الأعمال الآن، لأنّ إيران ما زالت ملتزمةً بالاتفاقية النوويّة، ولم تنتهكها.
كما أعلن نتنياهو أنّ إسرائيل ستعمل على إحباط نقل الأسلحة الفتاكّة من إيران إلى سوريّة ومنع محاولات تحويل العراق واليمن إلى قواعد لإطلاق الصواريخ، مُضيفةً أنّ التحذيرات بشأن التحركات الإيرانيّة المُحتملة ضدّ إسرائيل هي إنذارٌ حقيقيٌّ ، لكن الاعتبارات الإسرائيليّة لا يُمكِن فصلها عن الوضع الداخليّ، أيْ محاكمة نتنياهو والفشل بتشكل حكومةٍ.
ولفتت المصادر إلى أنّه في الأسبوع الماضي صرّح وزير الأمن الإسرائيليّ الجديد، نفتالي بينيت، خلال زيارةٍ لقاعدةٍ عسكريّةٍ بالجنوب سويّةً مع نتنياهو، صرّح فيما اعتُبِرت رسالةً إلى القوات الإيرانيّة في سوريّة: “ليس لديكم شيء هنا”، كما قال في مُناسبةٍ أخرى: “من الواضح لأعدائنا أننّا سنردّ على أيّ مُحاولةٍ لمنعنا من العيش، وسيكون ردنّا دقيقًا جدًا ومؤلمًا جدًا، أوجّه هذا الكلام، ليس فقط إلى الذين يريدون النيل منّا في الساحة الجنوبيّة، بل أيضًا في الشمال، على حدّ قول وزير الأمن الإسرائيليّ.
ولفت المُحلِّل إلى أنّه في الأسبوع الماضي سُئل شخصٌ كان في سر “الحرب بين الحروب” ، وهي أنشطة الجيش الإسرائيليّ عبر الحدود، إلى أي مدى تعتمِد المُواجهة المستمرة بين إيران وإسرائيل على الإجراءات التي تقوم فيها الأخيرة، فكان الجواب: 80 مُقابِل 20، الأمر الذي يعني أنّ إسرائيل تُملي إلى حدٍّ كبيرٍ إلى أين تتطوَّر الأمور، وبالتالي يتطلّب هذا الوضع من جميع آليات الرقابة: لجنة الخارجية والأمن، المستشار القانونيّ ووسائل الإعلام إظهار المزيد من اليقظة، وفي المُقدّمة رئيس الأركان أفيف كوخافي، الذي يجب أنْ لا يسمح باتخاذ قراراتٍ أمنيّةٍ لاعتبارات سياسيّةٍ، على حدّ قول المصادر.
وتابعت المصادر واسعة الاطلاع في تل أبيب قائلةً أنّ المؤسسة العسكريّة-الأمنيّة بتل أبيب لا يُمكِن أنْ تكون محصنةً بشكلٍ كاملٍ حيّال الاعتبارات السياسية التي تُشغِل المؤسسة فوقها، كما أنّ هيئة الأركان العامّة بجيش الاحتلال ليست ديرًا، فيما تعرِف الألوية في الجيش ما يجري في إسرائيل، لكن قادة الفرق الذين زارهم نتنياهو وبينت قبل ثلاثة أيّامٍ، وكذلك الطيارين الذين يخرجون للقيام بمهماتهم الليليّة، يجب أنْ يكونوا على ثقةٍ بأنّ القرارات الأمنيّة المُتعلقّة بمسائل الحياة والموت يتّم اتخاذها بشكل موضوعيٍّ، طبقًا لأقوالها.
واختتمت المصادر حديثها، كما نقل عنها المُحلِّل العسكريّ في صحيفة (هآرتس)، عاموس هارئيل اختتمت أقوالها بأنّه في الوضع الأبوكاليبتي، أيْ “نهاية العالم” أوْ “نهاية العصر”، الموجود فيه نتنياهو، والذي برز في الأيام الأخيرة من خلال التهجمات السافِرة على النيابة العامة والشرطة، تزداد الشكوك في هذا الشأن، طبقًا لأقوالها.
3 تعليقات
حبيب الصفاToday at 8:21 am (9 hours ago)
لا تقلقوا أيها الأمريكان والصهاينة فإذا كانت أمريكا عاجزة عن ضرب إيران فإسرائيل أعجز . صار الأمريكان واليهود يستجدون الهيبة والردع بمثل هذه الأخبار المضحكة. وعلى كل حال ليجرب نتنياهو حظه وليضرب إيران وسنرى ما يحصل. نذكر الأمريكي والإسرائيلي بالسلاح السري الإيراني الذي أسقط أحدث طائرة أمريكية مسيرة والأكثر تطورا والأنكى من ذلك أنّ هناك طائرة أخرى أمريكية كانت تسير بجانب تلك الطائرة رصدتها إيران وأعلنت عنها وذكرت لهم عدد ركابها ثم بعد ذلك اعترف الأمريكي صاغرا وشكر إيران على عدم إسقاطها يعني ببساطة إيران عرفت ما بداخل الطائرة الأمريكية وهي على ارتفاع شاهق ومزودة بأحدث وسائل الإخفاء يا هؤلاء انتم لم تعرفوا إلى الآن كيف ضربكم أنصار الله وكيف اخترق راداراتكم المتطورة فلا تقلقوا وتحية من عراق المقاومة لكل أم فلسطينية قادمون رغم الذل العربي
ابو عبد الله النابلسيYesterday at 12:58 pm
هذه تقارير مفبركة مسيسة وموجهة للشرفاء في العالم الإسلامي: إيران وحلفائها، وخلاصتها أنه “نرجوكم خافوا من نتنياهو”، والحقيقة أن المؤسسة الأمنية عند اليهود لا تخضع لمزاجات قائد سياسي لسببين اثنين: (1) القائد العسكري لا يصل إلى رتبته بمكرمة أو منحة ولاء وطاعة ولا إرضاءاً لعشيرة أو شراء لذمم مهمتها الوحيدة تبجيل الحاكم والسجود له بل هو قائد يأخذ رتبته وينالها بالرغم من انف كل من هم أعلى منه مرتبة بسبب كفائته العسكرية التي يفرضها عليهم ولا ينالها حتى لمجرد أقدمية الخدمة. (2) القائد العسكري اليهودي يتمتع بصلاحيات الرتبة إلى أقصى مداها وبالمقابل يتحمل كامل المسؤوليات المترتبة على ذلك. وبناءاً على كل ذلك، القائد العسكري عندهم يتصرف بمهنية مطلقة في أداء واجباته فيما يخص كيان اليهود، وعندما يطلب منه أي سلطة أعلى منه القيام بمهمة فيجب أن تكون هذه المهمة من ضمن صلاحياته من جهة وبالتالي هو يعي المسؤوليات المترتبة عليه بها، فغن لم تكن المهم تخضع بالكامل لهذه الصلاحيات فهو يرفض القيام بها، والسياسي في المقابل لا يستطيع إجبار القائد على ذلك لأنه غير مستعد لتحمل المسؤوليات المترتبة على ذلك. إضافة إلى أنّ قرار الضربات المفضي إلى معارك يتطلب قرار الحكومة المصغرة، وهؤلاء أيضا يتصرفون بطريقة مهنية بغض النظر عن عواطفهم وانتماءاتهم السياسية لأنهم سيتحملون النتائج المترتبة على ذلك هم وكتلهم البرلمانية، وبالتالي لا يتحملون مواجهة المجتمع اليهود بمسائل قد تؤدي إلى خسائر أرواح في صفوف اليهود. وهذا هو أحد أهم المعوقات التي تكبل اليهود سياسيا وعسكرياً في مواجهة حماس ومواجهة حزب الله، وأما بخصوص إيران، فالموضوع محسوم حسماً لا يختلف عليه اثنان في واشنطن وتل أبيب: إياكم واللعب مع إيران بشكل مباشر تحت أي ظرف مهما بلغت جرأة إيران لأن أي رد على إيران عسكريا مباشرا يعني ببساطة تدمير كيان اليهود في فلسطين. كل الجعجعة على إيران هي لتحقيق مكاسب سياسية ضد إيران ولتحجيم إيران إلى أقصى مدى ممكن لطول فترة زمنية ممكنة دون تفجير الموقف معها لي سبب كان لا هي ولا أي حليف من حلفائها. هل نتنياهو غبي أو ممكن يشعل حرب ضد إيران لينجو؟ هذه كلام ممكن الرد عليه ببساطة شديدة: نتنياهو ليس حاكم عربي. المعنى: نتنياهو لا ينظر لشعبه ولا لكيان اليهود على أنه مزرعة له ولأسرته. المعنى: نتنياهو يعرف انه مهدد بالسجن بسبب بعض المكاسب الشخصية التافهة من منصبه ولكن لو تسبب في مقتل يهود لأسباب شخصية، فمحاكمته ستكون بتهمة الخيانة العظمى.
حسن.أبو مهدیYesterday at 12:06 pm
إن شاء الله الحرب مع صهاینة تکون قریبا جدا …. نحن فی إيران وعلى رغم کل المشاکل بس ننتظر بفارغ الصبر الحرب مع الصهاینة.
ساحة النقاش