الأسد: لا يوجد دليل واحد على استعمال الأسلحة الكيميائية من قبل الجيش السوري والمظاهرات الأخيرة في إيران والعراق ولبنان التي “تخرج تحت عناوين الكرامة وغيرها” أقنعة جميلة ولكن ما خلفها قبيح.. ومزاعم “الاغتصاب” في السجون السوريّة تحتاج حقائق وموّلتها قطر وإن وقعت فهي أخطاء فرديّة لا سياسة تُطبّق
<!--<!--
“رأي اليوم” باريس ـ وكالات:
قال الرئيس السوري بشار الأسد، بأنه لا يوجد دليل واحد حتى هذه اللحظة على استعمال الأسلحة الكيميائية من قبل الجيش، وسط اتهامات الغرب للحكومة السورية باستخدام أسلحة كيميائية.
وقال الأسد خلال لقاء مع مجلة “باري ماتش” الفرنسية نشرته اليوم الخميس: “استعمال مثل هذا السلاح كان سيؤدي بحياة المئات أو الآلاف من الضحايا، وهذا لم يحصل، مشيرا إلى أن هذا التراكم (في الأدلة على استعمال الجيش السوري للسلاح الكيميائي)، سببه أن الجيش السوري كان يتقدم في مواجهة الإرهابيين فكان لا بد من حجة لضربه، وهذا ما حصل”.
وأشار إلى أن “هذه الرواية كانت تستخدم في حالتين: إما أننا تقدمنا تقدما كبيرا وبالتالي يجب أن نتوقف، بمعنى التهديد، أو أننا نحضّر لعملية كبيرة، وبالتالي يهددون قبل البدء بالعملية.. ثانيا نحن نتقدم وبشكل جيد فلماذا نحتاج للسلاح الكيميائي؟ هذا هو السؤال”.
وأضاف الأسد أن “النقطة الأهم هي أن كل مكان ندخل إليه يكون هناك مدنيون وتعود حياتهم طبيعية، كيف بقوا هناك ونحن نستخدم السلاح الكيميائي؟! في الحقيقة فإن الأكاذيب في الإعلام الغربي وفي السياسة الغربية ليست لها حدود في هذا الموضوع”.
واتهم الغرب دمشق بشن هجوم كيميائي على مدينة دوما بالغوطة الشرقية في عام 2018 وهدد بتوجيه ضربات عسكرية، حيث أخرج المسلحون و”الخوذ البيضاء” مسرحيات الكيميائي كذريعة تتخذها واشنطن وحلفاؤها للإبقاء على تدخلها في الشؤون السورية، وتؤكد موسكو أن الهدف من نشر الأنباء عن قيام القوات السورية باستخدام الأسلحة الكيميائية هو تبرئة الإرهابيين وتبرير الضربات المحتملة من الخارج.
ومن جهة أخرى قال الرئيس السوري إن المظاهرات الأخيرة في إيران والعراق ولبنان التي “تخرج تحت عناوين الكرامة والحرية وغيرها” يمكن أن تكون أقنعة جميلة ولكن ما خلفها قبيح”.
وأضاف الأسد في مقابلة لمجلة “باري ماتش” الفرنسية اليوم الخميس ردا على سؤال عن مدى التشابه في المظاهرات الأخيرة في إيران ولبنان العراق وتلك التي حصلت في بداية الأزمة السورية المطالبة بالحرية والكرامة: “إذا أردنا أن نتحدث عن العناوين التي تطرح كالكرامة والحرية وغيرها، فهي يمكن أن تكون أقنعة جميلة ولكن ما خلفها قبيح، وسأعطيك أمثلة، بوش قتل مليونا ونصف مليون عراقي تحت عنوان الديمقراطية، وساركوزي ساهم في قتل مئات الآلاف من الليبيين تحت عنوان حرية الشعب الليبي، واليوم فرنسا وبريطانيا وأمريكا يخرقون القانون الدولي تحت عنوان دعم الأكراد الذين هم من الشعب السوري وليسوا شعبا مستقلا”.
ولفت الأسد إلى أن المظاهرات في سوريا عام 2011 كانت هناك العناوين نفسها كالكرامة والحرية “وهي التي استخدمت لقتل الشرطة والمدنيين وتخريب الأملاك العامة، فإذا علينا ألا نهتم بالعناوين وإنما بالحقائق على الأرض، وما الذي كان يحصل”.
ونوه الرئيس السوري بأن التظاهرة التي خرجت في سوريا ليست انتفاضة شعبية من حيث حجمها (170 ألف شخص)، وأن الانتفاضة الشعبية لا تكون بأموال من قطر لتخرج الناس، وإن كانت انتفاضة شعبية حقيقية لما استطاع رئيس وحكومته البقاء تسع سنوات في وجه أي انتفاضة شعبية، وأكد “لا أحد يصمد في وجه انتفاضة شعبية، والدليل أن الغرب حاول إبقاء شاه إيران ولم يتمكن بالرغم من كل الدعم الغربي. فإذا التسمية خاطئة، أو لأقل غير واقعية”.
وأكّد الرئيس السوري بشار الأسد في ذات المُقابلة، أنّ مزاعم الاغتصاب التي يتم الحديث عنها في السّجون السوريّة تحتاج إلى حقائق، وفي حال حدوث هذه المزاعم فإن القانون السوري يُعاقب على ذلك.
كما تحدّث الرئيس عن أنّ هُناك فرق بين الحديث عن أخطاء فرديّة، وعن الحديث عن سياسة تُطبّق، مُؤكّداً أنّ الاغتصاب والتحرّش غير موجودان في المجتمع السوري. وحول مزاعم الاغتصاب، قال الأسد إن قطر قامت بتمويل تلك التقارير، وهي تقارير بحسبه غير مُوثّقة، وفيها صور وشهادات لم يتم التحقّق منها. وأدان الرئيس السوري “الاغتصاب” خلال مُقابلته مع مجلة “باري ماتش” الفرنسيّة، مُنوّهاً إلى أنه لا يُمكن الحديث عن علاقة هادئة مع المُواطنين، وهناك اعتداء، من أي نوع. ويأتي حديث الأسد حول مزاعم الاغتصاب في سُجونه لأوّل مرّة، على خلفيّة اتّهامات المُعارضة له، بأنه يقف شخصيّاً بإعطاء أوامر التعذيب للمُعتقلين، والاغتصاب للمُعتقلات، حيث أكّد الرئيس أنها أخطاء فرديّة، ولا يُمكن أن تكون سياسة مُطبّقة في بلاده، حيث كانت قنوات خليجيّة تعرض تقارير تتضمّن مقابلات مع سيّدات زعمن اغتصابهن في السجون السوريّة خلال فترة اعتقالهن.
ساحة النقاش