أميركا تريد حكومة جديدة للتحكّم بثروة لبنان النفطية والغازية
نوفمبر 22، 2019
<!--<!--
البناء = عمر عبد القادر غندور* رئيس اللقاء الإسلامي الوحدوي
تراوح أزمة لبنان في مكانها بعد أكثر من شهر على الحراك المطلبي المحقّ وسط محاولات للخروج من المأزق دون بصيص أمل ورجاء في ضوء تمسّك كلّ طرف بوجهة نظره، فيما البلاد والعباد على أبواب أخطار لا يعرف حجمها إلا الله.
وبات واضحاً أنّ الحراك له شارعان، شارع يطالب بإصلاحات بنيوية وتطهير مفاصل الدولة من اللصوص واستعادة المال المنهوب وهي مطالب جميع اللبنانيين. وهناك شارع آخر يريد استغلال الحراك لتنفيذ أجندات أجنبية واضحة الملامح؟
وجماعة الأجندات الأجنبية ينفذون تعليمات لمنع قيام دولة وطنية لا تراعي إلا المصلحة اللبنانية. ويلاحظ كيف أصبحت الأزمة اللبنانية محط تداول في أميركا ولندن وباريس وبرلين ودولة الاغتصاب في فلسطين!
والمشغّلون للأدوات المحلية لا تهمّهم المطالب التي يرفعها الحراك الشعبي، بل الضغط عبر هذا الحراك لفرض حكومة لا مكان فيها لحزب الله ولا لحلفائه. ويقول جيفري فيلتمان السفير الأميركي السابق في لبنان صراحة: ما يجري في لبنان يرتبط بالمصالح الأميركية ويجب على اللبنانيين أن يحسبوا نتائج قراراتهم السياسية! ويقول النائب الجمهوري الأميركي زيلدين: «ما يهمّنا في لبنان الحفاظ على مصالح حليفنا الأعظم إسرائيل «.
وأبرز المصالح الأميركية في لبنان التي تحدث عنها فيلتمان هي ترسيم الحدود البرية والبحرية بين لبنان و«إسرائيل» وتمكين الدولة المغتصبة من سرقة الثروة النفطية اللبنانية وهي بدأتها بالفعل، وقيام حكومة لبنانية تلبّي جميع المصالح الأميركية وتراعي الرغبات الصهيونية.
وربما الكثير من اللبنانيين لا يعلمون أنّ وطنهم يمكن أن يصبح من أغنى دول العالم وأنه يعوم على حقول غاز تقدّر بـ 122 تريليون متر مكعب و30 إلى 40 بليون برميل نفط سيتدفق لثمانين سنة مقبلة. وكثيرة هي الدراسات الدولية التي تتحدّث عن الثروة اللبنانية الهائلة على طول الشاطئ اللبناني من الناقورة إلى طرابلس ويمكن الاطلاع عليها على «غوغل«.
وأميركا التي تدّعي الحرص على اللبنانيين لا يهمّها أن يبقى الفساد في لبنان أو يستمرّ أو تستعاد الأموال المنهوبة التي ذهبت فعلياً إلى مصارفها وغير ذلك من المضحكات، بل يهمّها الإشراف على ثروتنا عبر الحماية لشركة «توتال» الفرنسية وشركة «أكسن» الأميركية لحفر أكبر خزانات النفط في مياهنا الإقليمية والتتمة تأتي تباعاً…
أما أولئك العملاء المحليون سواء علت درجاتهم أو تدنت فهم مجرد شتامين مأجورين ينتهي دورهم بانتهاء تكليفهم.
ساحة النقاش