تل أبيب: حماس يُمكِنها إطلاق 100 صاروخ بآنٍ واحدٍ على الكيان وكاتبُ إسرائيليٌّ يمدح السيسي على وقفته لجانِب تل أبيب ويؤكِّد: الجولة الرابِعة ضدّ القطاع مسألة وقتٍ فقط
الناصرة – “رأي اليوم” – من زهير اندراوس:
قال قائد القوات الجويّة السابق بالجيش الإسرائيليّ، الجنرال تسفيكا ياشوموفيتش أنّ حركة حماس تُحسِّن من قدراتها الصاروخية وتجري تجارب يومية عليها، ممّا يشير إلى أنّ الكيان في الحرب القادمة مع غزّة قد يتعرّض لـ 100 صاروخ في وقتٍ واحدٍ، وأضاف، طبقًا للقناة الـ13 بالتلفزيون العبريّ، أنّ حماس تُطلِق يوميًا صواريخ تجّاه البحر لتُجري تجارب على التحسينات التي تدخلها لمنظومتها الصاروخية، مُوضِحًا في الوقت عينه أنّ جيش الاحتلال سيتعامل في الحرب المقبلة مع وابلٍ كبيرٍ من الصواريخ التي ستُطلَق من غزة، مشيرًا إلى أنّه في حربي عامي 2012 و2014 تعمدّت حماس إطلاق صواريخ على شكل دفعاتٍ طالت مدينتي بئر السبع وأسدود بنحو 27 صاروخًا على كلّ مدينةٍ في وقتٍ واحدٍ، على حدّ قوله.
في سياقٍ ذي صلةٍ، قال كاتبٌ إسرائيليٌّ أنّ جولة التصعيد الأخيرة مع قطاع غزة سجلّت للإسرائيليين سبعة دروس محظور عليهم أنْ ينسوها أوْ يتجاهلوها، على اعتبار أنّ وقف إطلاق النار، الذي تمّ التوصّل إليه نهاية الأسبوع هو مؤقت وهش، ومن المتوقع أنْ تتجدّد الجولة القادمة.
وأضاف يوسي أحيميئير في مقاله بصحيفة (معاريف) إنّ الأمر قد يتدهور مع قطاع غزة إلى حربٍ رابعةٍ، ضمن سلسلة الحروب الثلاثة التي خاضتها إسرائيل خلال العقد الأخير، بعد الرصاص المصبوب في 2008، وعمود السحاب في 2012، والجرف الصامد في 2014، حتى لو أسمينا العملية الأخيرة بالـ”حزام الأسود”، لكن التصعيد الحقيقي ينتظرنا هناك بجانب الجدار، على حدّ تعبير الكاتِب، الذي يرأس معهد “جابوتينسكي” للأبحاث.
كما أوضح أننّا خرجنا نحن الإسرائيليين من هذه الجولة المنصرمة بسبعة دروس أوْ استخلاصات أوْ نتائج، مُشيرًا إلى أنّ الدرس الأول أن إسرائيل كانت هذه المرّة هي المبادرة، وحسنًا فعلت ذلك، من خلال اغتيال القائد العسكريّ للجهاد الإسلاميّ، بعمليةٍ محددةٍ وموضعيّةٍ ومركزّةٍ، ممّا أظهر التفوق النوعيّ للجيش الإسرائيليّ الذي ينتظر القرار المطلوب في اللحظة المناسبة، كما قال.
ولفت أحيميئير، إلى أنّ الإسرائيليين أصابهم الملل من مبادرات حماس وحليفاتها التي لا تتوقف، تارةً بإطلاق النار، وأخرى بالمظاهرات، وثالثة بعمليات التسلل، ثم يتم اتهام إسرائيل التي بأنها ترد على هذه العمليات، مؤكِّدًا أنّ الدرس الثاني هو أنّ المنظمات الفلسطينية حين ردّت على الاغتيال في غزّة أطلقت صواريخها بهدف واحدٍ ومحدّدٍ، وهو تشويش الحياة في إسرائيل، وإصابة الإسرائيليين، أمّا الدرس الثالث فإنّه لا مكان لانسحاباتٍ إسرائيليّةٍ جديدةٍ من المناطق الفلسطينيّة، وتحديدًا بعد ما تمّ من انسحاب من قطاع غزة في 2005، رغم أنّها عملية تمّت على أمل توقف الفلسطينيين عن ملاحقة إسرائيل، وعودة الهدوء لجانبي الحدود.
وشدّدّ على أنّه سُرعان ما تبينّ خطأ هذا الاعتقاد الإسرائيلي، لذلك محظور أنْ تُقدِم إسرائيل على أيّ انسحاباتٍ أخرى في أيّ مفاوضاتٍ قد تحصل، أوْ تسوياتٍ سياسيّةٍ قد تعرض، لأنّ الاستنتاج الإسرائيليّ بعد هذه المُواجهات مع الفلسطينيين تثبت أنّ الانسحابات لا تؤدّي لحلول، ولا تُوفِّر الأمن للإسرائيليين، بل تشجع الفلسطينيين والعرب على مهاجمة الكيان.
وأوضح أنّ الدرس الرابع ما فرضته المواجهة الأخيرة مع غزة من تحدٍّ على إسرائيل، وهو المنظمات الفلسطينيّة الصغيرة التي تتنافس بكراهيتها، والعمل ضدّها، ممّا يعني أنّ مشكلتها الأمنية لم تعُد مع تنظيمٍ واحدٍ بغزة هو حماس، وبالتالي فإنّ توقيع أيّ اتفاق تهدئةٍ لم يعُد مُلزِمًا لكلّ الفصائل الفلسطينيّة المُسلحّة، بل أصبح كل تنظيم بإمكانه أنْ يُبادِر لإطلاق النار على إسرائيل، وسيجعل أيّ اتفاقٍ هشًّا وقابلاً للخرق في أيّ لحظةٍ.
وأكّد أنّ الدرس الخامس هو أنّ مرور أربعين عامًا على توقيع اتفاق السلام مع مصر أثبت نفسه في مثل هذه اللحظات الصعبة، فمصر بقيادة السيسي دولةً عقلانيّةً، تُوفِّر البضاعة المطلوبة في الوقت المناسب من خلال جهودها ووساطتها بين إسرائيل والمنظمات الفلسطينية، ومصر معنيةٌ بألّا يصِل تأثير العمليات المُسلحّة داخل حدودها، فهي لديها حدود طويلة مع غزة، مُدّعيًا أنّ كلّ حديثٍ عن حصارٍ إسرائيليٍّ فقط على قطاع غزة مجرد كذب وتضليل، وتعامٍ عن الحقيقة، لأنّه إنْ كان من حصارٍ جديٍّ على الفلسطينيين في غزة، فإنّ مصر شريكة فيه.
أمّا الدرس السادس بحسبه فهو أنّه في كلّ جولةٍ من التصعيد مع غزة يخرج من بين الإسرائيليين بعض اليساريين الذين يصدقون العدو في غزة، ويرفعون شعارات ويافطات في تل أبيب تطالب بانسحاب الاحتلال من غزة، لاسيما من أعضاء الكنيست العرب، وهم يُعززون إخوانهم الفلسطينيين في نضالهم العادل، بجانب اليساريين اليهود وصحيفة (هآرتس).
وخلُص الكاتِب إلى الدرس السابِع، وقال في ظلّ الدروس السابقة فإنّ عملية جديدة هي الرابعة من نوعها مؤكّدة لا محالة، ليس لأنّ إسرائيل تريدها، لكن الإسرائيليين في غلاف غزة سيُشجِعون أيّ حكومةٍ قادمةٍ لكي تُنفّذ الحملة العسكريّة الواسعة ضدّ غزّة، للتخلص كليًا من التهديد الأمنيّ الذي تمثله حماس والجهاد، ممّا يؤكٍّد أنّ ملّف غزة سيكون مطروحًا على طاولة تلك الحكومة، لإيجاد حلٍّ جذريٍّ له، وفق أقواله.
ساحة النقاش