مصادرٌ رفيعةٌ في اسرائيل تؤكِّد أنّ المُعادلة الجديدة تدمير حزب الله وبيروت سيدفع إيران لتدمير تل أبيب وجولة القتال الحاليّة حلقة من الصراع الأمريكيّ-الإيرانيّ
<!--<!--
الناصرة-“رأي اليوم”- من زهير أندراوس:
رأت مصادر سياسيّة إسرائيليّة وُصِفَت بأنّها رفيعة المُستوى، رأت كما أفاد المُراسِل السياسيّ للقناة الـ13 بالتلفزيون العبريّ، أنّ جولة العنف الحاليّة بين كيان الاحتلال وبين التنظيمات الفلسطينيّة في قطاع غزّة هي ليس أكثر من حربٍ بالإنابة عن الولايات المُتحدّة الأمريكيّة في إطار صراع الأخيرة مع الجمهوريّة الإسلاميّة في إيران، على حدّ تعبيرها، لافتةً في الوقت عينه إلى أنّ حركة (الجهاد الإسلاميّ)، خلافًا لحركة (حماس)، تتبَعْ بالكامِل للجنرال قاسم سليماني، قائد فيلق القدس في الحرس الثوريّ الإيرانيّ، وأنّها خاضِعة بالمُطلَق لإيران وتقوم بتنفيذ إملاءات صُنّاع القرار في طهران، الذين أمروا الحركة بعدم التوصّل لأيّ اتفاقٍ مع إسرائيل، وأنّ الأخيرة، تقوم بهذه الأعمال نيابةً عن واشنطن، كما أكّدت المصادر في تل أبيب للتلفزيون العبريّ.
على صلةٍ بما سلف، قال نائب رئيس مجلس الأمن القوميّ الإسرائيليّ السابِق، عيران عتصيون، والذي شغل أيضًا منصب المسؤول الكبير في وزارة الخارجيّة الإسرائيليّة، قال في حديثٍ مع هيئة البثّ العامّة الإسرائيليّة (كان)، شبه الرسميّة، قال إنّ الدولة العبريّة هي دولة تكتيكيّة، لكن بمُوازاة ذلك، فإنّ إيران هي دولة إستراتيجيّة، مُضيفًا في معرض ردّه على سؤالٍ: لقد كانت إسرائيل دائمًا ما تتبِّع استراتيجيات قصيرة الأجل، بينما تُفضَّل إيران الاستراتيجيات طويلة الأمد، مُشدّدًا على أنّ الجمهوريّة الإسلاميّة في إيران هي سيِّدة الحروب بالوكالة، أمّا إسرائيل فلم تكن في يومٍ ما كذلك، على حدّ قوله.
جديرٌ بالذكر أنّ عتصون كان الوحيد من القادة الأمنيين في الدولة العبريّة الذي اعتبره الإعلام العبريّ مُغردًا خارج السرب في كلّ ما يتعلّق بطموح دولة الاحتلال في القضاء على التواجد والتمركز الإيرانيّ في سوريّة، إذْ قال للتلفزيون العبريّ: إيران تتواجد في سوريّة منذ فترةٍ طويلةٍ، وثانيًا، هناك تحالف إستراتيجيّ بين الدولة السوريّة والنظام الحاكم في طهران، والذي تمّ التوقيع عليه قبل حوالي عشرين عامًا، وأضاف أنّ التواجد الإيرانيّ في سوريّة لا يقتصِر على قوّات فيلق القدس، التابع للحرس الثوريّ الإيرانيّ، بل توجد في بلاد الشام ميلشيات تابعة لإيران، مُشيرًا إلى أنّه وفق التقديرات الإسرائيليّة يصل عدد أفراد الميلشيات التابعة لإيران حوالي 80 ألف عنصر.
وتابع عتصيون قائلاً في معرض ردّه على سؤالٍ إنّ إسرائيل أهدرت الفرصة الذهبيّة لفعل أيّ شيْ وكلّ شيءٍ لمنع التمركز الإيرانيّ وذلك بين الأعوام 2011 وحتى العام 2014، كاشفًا النقاب عن أنّ صُنّاع القرار في تل أبيب رفضوا توصيات الأجهزة الأمنيّة في الدولة العبريّة بالعمل العسكريّ قبل فوات الأوان، كما أكّد.
علاوةً على ذلك كشف المسؤول الأمنيّ الإسرائيليّ السابق أنّ مشاورات جديّة جرت داخل المجلس الوزاريّ الأمنيّ السياسيّ المُصغّر (الكابينيت) حول ما تريده إسرائيل: إسقاط الرئيس السوريّ د. بشّار الأسد أمْ لا؟ وأيضًا، بحسبه، تمّ التداول بين المسؤولين السياسيين والأمنيين في تل أبيب هل هدف إسرائيل هو تقسيم سوريّة أمْ المُحافظة على وحدتها؟.
واختتم عتصيون، الرئيس السابق للإستراتيجيّة السياسيّة في وزارة الخارجية الإسرائيليّة، اختتم حديثه للتلفزيون العبريّ بالقول إنّه إذا حاولت إسرائيل تدمير حليف إيران في لبنان (يعني حزب الله)، سنكون قادرين على تدمير بيروت، وسيكون الإيرانيون قادرين على تدمير أجزاءٍ من تل أبيب في المقابل، على حدّ قوله.
من ناحيته قال عوزي روبين، الرئيس السابق لمنظمة الدفاع الصاروخيّ الإسرائيليّة، قال للتلفزيون العبريّ إنّ ما فعلته إيران في سوريّة يُعتبر تغييرًا لقواعد اللعبة، مُضيفًا في الوقت ذاته أنّهم قاموا بتحويل أسلحة المليشيات إلى أسلحةٍ حربيّةٍ لها كفاءة عاليّة، كما شدّدّ المسؤول الأمنيّ الإسرائيليّ السابِق على أنّهم سوف يحتاجون فقط إلى مائتي صاروخ من تلك الصواريخ لوقف قدرة إسرائيل على خوض حربٍ ضدّهم، على حدّ قوله.
وبحسب المصادر الرفيعة والعليمة في تل أبيب فإنّه مع حلول أوائل العام الماضي 2018، كان الحرس الثوريّ الإيرانيّ قد أحكم قبضته العسكريّة في سوريّة، وبالإضافة إلى ذلك، قام بنثر قواته في أربعين منشأةٍ من المنشآت العسكرية فيها، وعُلاوةً على ذلك، قام بتأسيس مقرّ قيادة خاص به، وغرف مراقبة للطائرات المسيّرة، ومراكز تدريب، على حدّ تعبير المصادر الإسرائيليّة، وزعم كبار قادة المؤسسة الأمنيّة الإسرائيليّة أنّ ثلث هذه القوات على الأقل تمّ نشرها لاستهداف إسرائيل، وليس فقط لدعم النظام السوريّ في حربه ضدّ الفصائل المُسلحّة والإرهابيّة داخل سوريّة، على حدّ تعبيرهم.
ساحة النقاش