إسرائيل قلِقٌة للغاية من إسقاط المُسيّرة بالأجواء اللبنانيّة: حماس تمتلِك صواريخ جديدة تتحدّى “القبة الحديديّة” وأخرى ضربت حيفا وتل أبيب عاجِزة أمام الطائرات والصواريخ منخفضِة الطيران
<!--<!--
الناصرة-“رأي اليوم”- من زهير أندراوس:
نقلاً عن مصادر وُصِفَت بأنّها عليمةٍ بالاحتلال الإسرائيلي، ذكرت صحيفة (يسرائيل هايوم) أنّ تغيير سياسات حزب الله، التي انعكست بإطلاق صاروخ نحو طائرة مسيرة تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي كانت تحلق يوم الخميس الماضي فوق جنوب لبنان، يفرض على إسرائيل أيضًا إعادة تقييم سياسات استخدام القوة في المنطقة، لافتةً إلى أنّ التقدير في تل أبيب كان أنّ السيّد حسن نصر الله عاقد العزم هذه المرة على تنفيذه تهديداته كجزءٍ من محاولاته لتحديد قواعد واضحة من “المسموح والممنوع” بين إسرائيل وحزب الله.
وتابعت المصادر أنّه يوم الخميس الماضي نفذ حزب الله تهديد السيد نصر الله، وأطلق صاروخًا واحدًا باتجاه طائرةٍ مُسيّرةٍ عن بعد من نوع “زيك”، كانت تُحلِّق في منطقة النبطية جنوب لبنان، لكن الصاروخ أخطأ الهدف، وشدّدّت الصحيفة على أنّ حزب الله لم يكشِف ما هو نوع السلاح الذي أطلقه باتجاه الطائرة الإسرائيليّة، فيما أكّدت تقارير عديدة، بما في ذلك في إسرائيل، أنّه صاروخ كتف من نوع “ستريلا”، لكن ليس من مانع أنْ يكون حزب الله قد استخدم وسائل أكثر تطورًا، مُختتِمةً بأنّ حزب الله قد يكون الآن غيّر سياساته، في محاولة لبلورة ميزان ردعٍ جديدٍ مقابل الجيش الإسرائيليّ.
في السياق عينه، أعربت مصادر عسكريّة في الجيش الإسرائيليّ عن قلقها الكبير من ترسانة الصواريخ التي تمتلكها حماس، وفق ما ذكره موقع 0404 العبريّ، وأضافت المصادر أنّ تلك الصواريخ من النوع الثقيل، وتصيب أهدافها بدقةٍ وذات جودةٍ فائقةٍ تمّ تصنيعها على يد وسطاء إيرانيين، وحسب ترجيحات المصادر العسكريّة، ففي الحرب المُقبِلة مع حماس ستستخدم حماس تلك الصواريخ.
إلى ذلك، ذكرت القناة الـ12 بالتلفزيون العبريّ أنّ (حماس) باتت تمتلك صواريخ قصيرة المدى جديدة تشكل تحديًا لمنظومة “القبة الحديدية”، وأضافت، نقلاً عن مصادر أمنيّةٍ إسرائيليّةٍ رفيعةٍ أنّه في إطار استعدادات حركة “حماس” للمعركة المُقبلة مع إسرائيل فإنّها لا تتوقّف عن تجديد ترسانة الأسلحة التي بحيازتها، وبشكلٍ خاصٍّ هذا الصاروخ الجديد قصير المدى الذي يحمل كميةً كبيرةً من المتفجرات يُمكن أنْ تلحق أضرارًا شديدةً في موقع الانفجار، ويحمل الصاروخ الجديد بين 160 و200 كيلوغرام من المواد المتفجرّة، الأمر الذي يشكل تحديًا لـ”القبة الحديدية” التي أُعدَّت أصلاً لاعتراض صواريخ ذات مدى أبعد.
على صلةٍ بما سلف، كشف المُحلل للشؤون العسكريّة في موقع (WALLA)، أمير بوحبوط، نقلاً عن مصادر وصفها بأنّها عليمة جدًا في تل أبيب، كشف النقاب عن أنّ الأجهزة الأمنيّة فوجئت جدًا من أنّ كتائب القسّام تمكّنت بقواها الذاتيّة من إنتاج صاروخ اسمه R-160 على الرغم من أنّ المخابرات الإسرائيليّة تقوم بمراقبة ما يدور في القطاع على مدار الساعة.
وأضاف نقلاً عن المصادر عينها، أنّ صاروخين من هذا الطراز تمّ إطلاقهما من قطاع غزّة باتجاه حيفا، حيث تمكّنت (القبّة الحديديّة)، وفق المصادر، من اعتراض صاروخٍ واحدٍ قبل أنْ يسقط في حيفا، فيما تمكّن الصاروخ الثاني من الإفلات من القبّة الحديديّة، وسقط، حسب المصادر ذاتها، في منطقة مفتوحة.
وتابع أنّه في جيش الاحتلال الإسرائيليّ تفاجئوا من قدرة حماس على إنتاج صواريخ تصل إلى حيفا، التي تبعد عن القطاع مسافة 120 كيلومترًا، وبالتالي أخفوا هذه المعلومات عن رؤساء البلديات والسلطات المحليّة، الأمر الذي أبقى المدن والبلدات في الشمال بدون دفاع من هذه الصواريخ، على حدّ قول المصادر.
وتابع بوحبوط قائلاً أنّ ضابطًا رفيع المستوى في الجيش الإسرائيليّ قال إنّ رئيس شعبة الاستخبارات العسكريّة قام في جلسة تقدير قوّة حماس بإبلاغ قادة الجيش بأنّ حماس تمتلك هذا الطراز من الصواريخ القادر على ضرب حيفا، مُضيفًا أنّ الحديث يدور عن تحدٍ كبيرٍ، ذلك أننّا “حتى لو قمنا بتدمير مخازن الأسلحة التابعة لحماس ومصانع الإنتاج في القطاع، فإنّهم يملكون القدرة والمقدرة لإنتاج صواريخ طويلة المدى”.
وقال مسئول سابق ورفيع في جهاز الأمن العّام الإسرائيليّ (شاباك) للتلفزيون أنّ حماس أصبحت اليوم مُستعدّةً للحرب على غرار استعداد الجيوش، وليس كتنظيم حرب عصاباتٍ أوْ منظمةٍ إرهابيّةٍ، على حدّ وصفه.
من ناحيته، قال المُحلِّل العسكريّ الإسرائيليّ، ألون بن دافيد أنّ الكيان مُلزمٌ بأنْ يفترض بأنّه قد تفاجأ بوابل من الصواريخ الجوالّة ومن الطائرات الهجومية، مُضيفًا أنّ الدفاعات الإسرائيليّة أثبتت أنّها ناجعة جدًا ضدّ الصواريخ الباليستية، ولكن مواجهة الطائرات أوْ الصواريخ منخفضِة الطيران تتطلّب قدراتٍ مُختلفةٍ، والهجوم بالسعودية سرّع منذ الآن خططا للتزوُّد براداراتٍ مُتطورّةٍ لاكتشاف الصواريخ الجوالّة، كما نقل عن مصادره واسعة الاطلاع بتل أبيب.
ساحة النقاش