عملية (دوليف) خطيرةٌ ومُحكمةٌ جدًا والاحتلال بدأ بتهيئة المُواطنين لحربٍ بغزّة وجنرالٌ إسرائيليٌّ سابقٌ: حماس تحولّت لجيشٍ نظاميٍّ هجوميٍّ مُجهّزٍ بالصواريخ ضدّ الطائرات أيضًا
<!--<!--
الناصرة – “رأي اليوم” – من زهير أندراوس:
نقل مُحلّل الشؤون العسكريّة في صحيفة (يديعوت أحرونوت) العبريّة، يوسي يهوشواع اليوم الأحد، عن مصادر أمنيّةٍ رفيعةٍ في كيان الاحتلال الإسرائيليّ، قولها أنّ العملية الفدائيّة النوعيّة، يوم أمس الأوّل، في الضفّة الغربيّة المُحتلّة، هي عمليًا انتقال نوعيٌّ وخطيرٌ في العمليات الفدائيّة وتُعتبر تتويجًا لأحد الأشهر الأكثر عنفًا في الضفّة الغربيّة وقطاع غزّة منذ انتهاء العدوان على قطاع غزّة في صيف العام 2014، على حدّ تعبيرها.
وأقرّت المصادر عينها، كما أكّدت الصحيفة، أنّه خلافًا لعملياتٍ سابقةٍ، فإنّ الحديث هذه المرّة يجري عن عمليةٍ مدبرةٍ قام بها أحد التنظيمات الفلسطينيّة، حيث قام أعضاء الخلية بجمع معلوماتٍ استخباريّةٍ قبل التنفيذ، كما أنّ أعضاؤها كانوا على علمٍ بطوبوغرافيا المنطقة، مُضيفةً في الوقت نفسه أنّ حركة حماس تسعى وبخطىً حثيثةٍ لإشعال الضفّة الغربيّة المُحتلّة، وتعمل على إدخال مهندسي تفجيراتٍ من خارج فلسطين إلى الضفّة الغربيّة بعد تأهيلهم لهذه المهمّات في إحدى الدول المُعادية للكيان، وفي مُقدمتها إيران.
كما قالت الصحيفة أنّ الجيش الإسرائيليّ بدأ بتهيئة الجمهور والمستوطنين لحربٍ قادمةٍ على قطاع غزة. وأفادت المُستشرِقة شيمريت مئير بأنّ جيش الاحتلال والمستوى السياسي باشروا بتهيئة الجمهور للحرب في غزة، موضحةً لكنّهم يفعلون ذلك بعدم رغبة ويشرحون مدى سوء الأمر، كما أكّدت نقلاً عن مصادرها السياسيّة في تل أبيب.
وفي السياق عينه قال عضو الكابينت الإسرائيليّ وزير الخارجية يسرائيل كاتس، أنّ الدولة العبريّة مستعدة لأيّ تطورٍ في قطاع غزة، وخلال مقابلةٍ عبر إذاعة الجيش أكّد كاتس أنّ الجيش الإسرائيليّ يستعد لعملية واسعة النطاق في غزة، مُضيفًا أنّه إذا استمر إطلاق الصواريخ، لن نتردد أوْ نفكر في الانتخابات، ويقصد الرد بعملية عسكرية دون النظر للانتخابات.
إلى ذلك، قال ضابط إسرائيلي سابق في شعبة الاستخبارات العسكرية “أمان”، أنّ حماس في الطريق لإقامة جيش نظامي لمقاتلة إسرائيل من خلال توفير مختلف الوسائل القتالية بدعمٍ واضح من إيران، واستدل على ذلك بما حدث في الزيارة الأخيرة التي قامت بها قيادة حماس إلى طهران برئاسة صالح العاروري نائب رئيس المكتب السياسيّ لحماس، ولقائه مع المرشد الإيراني علي خامنئي، واعتبارهما للزيارة بأنها تاريخية.
وكشف يوني بن مناحيم ما قال أنّها تفاصيل جديدة أعقبت الزيارة مفادها اتفاق حماس وإيران على إقامة جيش مسلح استكمالاً للجناح العسكري للحركة المسمى كتائب عز الدين القسّام، مضيفًا: هذا ما أعلنه زعيم حماس إسماعيل هنية خلال زياراته العائلية الأخيرة وسط قطاع غزّة.
وأوضح المُستشرِق بن مناحيم أنّ هنية كشف أنّه تلّقى إشارةً من الجنرال قاسم سليماني قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، بإبداء دعمه للمقاومة للإطاحة بالاحتلال، زاعِمًا أنّه وفق معلومات إسرائيلية عن حماس، فقد حصل العاروري على وعود من القيادة الإيرانية بأنّ الجناح العسكري سيحصل على صواريخ دقيقة وكورنيت وصواريخ كتف ضد الطائرات وطائرات مسيرة مفخخة من أجل محاربة الجيش الإسرائيليّ، بجانب الدعم المالي الذي تقدمه إيران لحماس، مؤكّدًا بالوقت عينه أنّه منذ انتهاء حرب غزة الأخيرة صيف 2014 اجتهدت حماس بصورة ملموسة في تحسين قدراتها العسكرية، وبدأت تُعِّد العدّة لإقامة جيشٍ نظاميٍّ بأعدادٍ كبيرةٍ من المقاتلين، قال المُستشرِق الإسرائيليّ، الذي اعتمد على مصادر أمنيّةٍ وصفها بالرفيعة جدًا بتل أبيب.
وأشار إلى أنّه وفق التقديرات الإسرائيلية المتوفرة حول القدرات العسكرية لحركة حماس، يوجد هناك أربعين ألف مسلحًا داخل جناحها العسكريّ، منخرطين في ستة ألوية منتشرة جغرافيًا على طول قطاع غزة، كل لواء يوجد فيه بين أربع وخمس كتائب، وتشمل كل كتيبة خمسة آلاف مسلح، وألمح إلى تقديرات الجيش الإسرائيلي بأن حماس تمتلك عشرين ألف قذيفة صاروخية وصاروخ، وتقيم مصانع لإنتاج القذائف الصاروخية الجديدة من أجل تجهيزها لمحاربة إسرائيل.
وتابع المُستشرِق الإسرائيليّ: حماس أقامت صناعة عسكرية لتطوير الصواريخ والقذائف الجديدة مع رؤوس متفجرة ثقيلة، من خلال وسائل تكنولوجية، كما تقيم طائرات مسيرة قادرة على تنفيذ هجمات جوية محملة بمتفجرات وألغام وعبوات ناسفة، مُوضحًا أنّ حماس تملك شبكة أنفاق دفاعية هدفها نقل المقاتلين داخل القطاع من منطقة لأخرى في حال اجتاح الجيش الإسرائيلي قطاع غزة بجانب أنفاق تخترق الحدود الإسرائيلية، وتم استخدامها خلال حرب غزة الأخيرة، كما أقامت حماس شبكة سايبر للحرب الالكترونية، طبقًا لأقواله.
وخلُص إلى القول إنّ الانتقال الجاري لحماس من الجناح المسلح إلى الجيش النظامي يأتي لتقوية قدرات حماس العسكرية بدعم إيراني، مما يعني أننا أمام تحدٍّ عسكريٍّ جديدٍ للجيش الإسرائيلي، لأنّ هدف التوجه الجديد لحماس من الناحية العسكرية هو الانتقال من مرحلة الدفاع إلى الهجوم حول قطاع غزة، كما قال.
ساحة النقاش