http://kenanaonline.com/AAC-ES-SMARA

الفرع المحلي للجمعية الوطنية لقدماء المحاربين بالسمارة

من مصلحة ترامب ألاّ يستمع لرأي نتن ياهو حول إيران

<!--<!--

 الاثنين ٢٩ يوليو ٢٠١٩ - ٠٧:٣٩ بتوقيت غرينتش

التناقض الفاضح في مواقف المسئولين الأميركيين إزاء إيران، منذ خروج الرئيس الأميركي دونالد ترامب من الاتفاق النووي، دليل واضح على افتقار السياسة الأميركية التي تم اعتمادها في هذا الشأن، إلى رؤية موضوعية لواقع إيران والمنطقة بشكل عام.

العالم قضية اليوم - ماجد حاتمي / العالم

الافتقار إلى هذه الرؤية الموضوعية، جعل السياسة الأميركية تتخبط وبشكل بائس، فتارة تفرض شروطا تعجيزية على إيران قبل الدخول في أي مفاوضات معها وتهدد بـ"محو إيران أو أجزاء منها من الوجود" ، وتارة أخرى تعلن عن استعداد ترامب ووزير خارجيته مايك بومبيو للتفاوض مع إيران دون شروط مسبقة، بل إنّ الأخير أعلن عن استعداده زيارة إيران في أي وقت يحدده الإيرانيون.

قيل الكثير عن أسباب الورطة التي حُشر فيها ترامب ، والتي حَشر بدوره العالم فيها، إثر انسحابه الأرعن من اتفاق دولي وقعته بلاده إلى جانب القوى العالمية الكبرى مع إيران، منها كراهيته العنصرية لكل تراث سلفه باراك أوباما، ومنها حبه المرضي للأضواء وأن يكون في قلب الحدث دائما، إلا أن هناك أسبابا أخرى أقوى يمكن أن تضاف إلى ما ذكرنا.

هيمنة اللوبي الصهيوني على الفريق المتصهين الأميركي الذي يقوده ترامب اليوم، كان من أهم أسباب توريط ترامب في الخروج من الاتفاق النووي وفرض الحظر على إيران، وهذه الحقيقة اعترف بها رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي بنيامين نتن ياهو، عندما أعلن صراحة أنّه هو من أشار على ترامب بتشديد الحظر على إيران، بعد أن اقنع القيادة الأميركية، بـ"خطورة" الاتفاق النووي، وضرورة إلغائه.

سياسة حافة الهاوية التي اعتمدها ترامب ضد إيران، والتي وصل فيها إلى آخر مدياتها، بعد أن أنهى الإعفاءات التي سمح بها لثماني دول من شراء النفط الإيراني، وهدد دول العالم وحتى الحلفاء بأنهم سيعاقبون من قبل أميركا إذا ما اشتروا النفط الإيراني، ترافقت هذه السياسة بشق عسكري صارخ تمثل بإرسال حاملة طائرات وسفن حربية وبطاريات باتريوت وجنود إلى المنطقة، هذه السياسة لم تترك لترامب من مجال للتراجع بعد أن صعد إلى قمة الشجرة، كما لم تترك لإيران من خيار إلا رفض الاستسلام والتصدي لسياسة ترامب الهوجاء.

لولا تعصبه، ولولا افتقاره للتجربة السياسية، ولولا جهله المطبق فيما يخص الأوضاع في إيران، لما كان وقع ترامب في حبائل نتن ياهو، الذي جند ترامب وإدارته لصالح الكيان الإسرائيلي، بفضل وجود صهاينة عتاة في البيت الأبيض، مثال صهره جاريد كوشنر، ومستشاره للأمن القومي جون بولتون، ووزير خارجيته الثرثار بومبيو.

ما قاله نتن ياهو لترامب عن إيران، كذبته حقائق الميدان والرد الإيراني الحازم والحاسم على كل إجراء أميركي أو غربي، فلم ترتعد فرائص إيران لوجود حاملات الطائرات، ولم تتراجع أمام الحظر، ولم تستنجد الآخرين للتوسط بينها وبين أميركا، بل ردت على الصاع بصاعين، وأعلنت جهارا نهارا أنها ستقلص التزاماتها بالاتفاق النووي، وهو ما تفعله الآن، هذا فقط هو السبب الأول والأبرز والاهم، وراء تخبط ترامب وإدارته في التعامل مع إيران، وعلى هذه الإدارة ورئيسها بعد اليوم، أن يفكرا ألف مرة قبل الاستماع لـ"نصائح" نتن ياهو حول إيران.

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 12 مشاهدة
نشرت فى 30 يوليو 2019 بواسطة AAC-ES-SMARA

ساحة النقاش

الفرع المحلي للجمعية الوطنية لقدماء المحاربين بالسمارة

AAC-ES-SMARA
»

أقسام الموقع

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

281,930