هل أتوقع الحرب ضد إيران؟ وماذا قال لي صديقي الإماراتي؟

<!--<!--

- “رأي اليوم”- بسام أبو شريف* كاتب وسياسي فلسطيني

تربطني صداقة قديمة وعميقة بأحد أبناء أبوظبي كان له دور فائق الأهمية أثناء وجود الفقيد الشيخ زايد بن سلطان، وقبل عشرة أعوام برزت أسئلة عديدة هل ما يدور في المنطقة وحول مستقبل الشرق الأوسط فقلت له: سيواجه الخليج والسعودية حربا لاستنزاف أموال العرب والمسلمين، وسيسرقون المال من بين أيديكم ويحولونكم إلى فقراء غارقين في الديون.

فقال: إذا علينا أن نستثمر أموالنا بالعقارات، فقلت ان بقيت عقارات فالحرب التي يحضرون لها لن يقاتلوا هم في ميادينها يريدون منكم أن تقتلوا بعضكم البعض ويدمروا ما بنيتم حتى يعودوا لبنائه ثانية، وسينعمون هم بالأموال المنهوبة سينهبون الأموال إما كثمن سلاح لا يستخدم إلا لقتل العرب على يد العرب أو قتل المسلمين على يد المسلمين، وسيجنون الأموال بتحكمهم بالعرض والطلب على النفط وبتمكين الإسرائيليين من السيطرة على مصادر الثروة وأمن الزعماء”الأغنياء”، وإصدار الأوامر لكم لقتل العرب والمسلمين بسلاح زودوكم به ليس حبا بكم بل كرها لكم ولمن يأمرونكم بقتلهم.

بالنسبة لتوقعاتي للحرب أولا: إيران عصية على الكل، وأنا لا أتكلم كلاما عاطفيا بل أقول أن إيران قوة عسكرية ونووية وصناعات متقدمة، والذي يعرف إيران من الداخل يعلم بهذا كله، إيران تبني نفسها منذ أربعين عاما وهي الآن محاصرة ومحاربة ليس لأنها شيعية وروافض وغيره من الكلام الفارغ والذي لا معنى له، إيران محاربة لأنها داعمة للمقاومة والصواريخ التي نراها عند حماس والجهاد الإسلامي هي صواريخ إيرانية سورية، ولذلك فان الحرب هي من أجل نتنياهو،ومن يدفع العرب والخليجيين تحديدا إلى الحرب هو الأمريكي حماية لإسرائيل.

والعرب لا يقرءون التاريخ ولا يستوعبون دروسه ولا يستفيدون مما جرى فبالأمس دفعت أميركا صدام حسين إلى الحرب مع إيران، ولم ينتصر أحد وكذب كل ما قيل حول انتصار هذا الطرف أو ذاك، وماذا كانت النتيجة تحطم العراق وبنيته التحتية وكل التدمير الذي جرى للعراق سببه تلك الحرب، الحرب التي استنزفت البلدين، وهذه هي الحقيقة وهناك تسجيل لصدام حسين يقول فيه ان هذه الحرب استنزفتنا تماما، كل ما جرى للعراق سببه الحروب المتهورة التي سببها الأميركان.

هل أتوقع الحرب؟ استبعد الحرب لكن إذا كان هناك طرف عربي هو ربما سيشعل فتيل الحرب، وللأسف العرب عندهم الغرور والجهل والعنجهية ويعيشون بعقلية داحس والغبراء، وأما الدين فحدث ولا حرج لقد دمرتم الدين يا وعاظ السلاطين وجئتم بدين يوافق كوشنر وإيفانكا وتطاولتم على الثوابت والصحابة، وحتى الصحوة وهي لها ما عليها – إنما الثورة الإيرانية هي جزء من الصحوة الإسلامية ومع الأسف، القوميون العرب وقوى كثيرة وقعت في الخطأ ووقفت ضدها لمجرد الانتقام من القوى الإسلامية، والكل وقع في الفخ.

لا أتوقع الحرب ولكن أتوقع استهتارا، وان وقعت الحرب لا قدر الله فستكون بأدوات ثانية فأميركا لا تحارب، أميركا جبانة جدا تستخدم عملاءها والدول الصغيرة، وما تصريحات ترامب عندما يقول: أجهز للقوة العسكرية وأرسل حاملة طائرات وما إلى آخره من هذه التصريحات إلا لدفع العرب الفاتورة كل هذه التصريحات هي استنزاف لميزانيات الخليج والعرب في غفلة من أمرهم لم يستفيدوا من الحرب العراقية الإيرانية ولا من تدمير العراق في 2003، ولا من غزو صدام حسين للكويت، والربيع العربي أين هو هذا الربيع خطفوه.

والعنجهية العربية تتحدث عن البطولات العربية والإسلامية والقادسية ـ أي قادسية وكذا ـ القادسية تريد رجالا أين هم الرجال، أهم أشبه الرجال الذين بدلوا عبادة الله بعبادة البيت الأبيض، فكروا وانظروا للتاريخ وادرسوه جيدا بالأمس عبرت ناقلة صينية فهل نطق ترامب أو نتنياهو أو قالوا شيئا لروسيا،القوة وموازين القوى وحجم الدول هو الذي يتحدث، العنجهية الصحراوية البدوية ستدمر العرب، سنصبح سبة في التاريخ.

والله أشاهد المحللين السياسيين على قنوات روسيا اليوم وسكاي نيوز والعربية، هم ليسوا بمحللين وكأنهم محامون يدافعون عن فلان وعن كذا وسندحر وندمر، ماذا تدمرون وأين قوتكم وصواريخ الحوثيين دمرت لكم أرامكو ولم تفعلوا شيئا.

العنجهية كارثة، والحرب ان وقعت ستدمر دول الخليج ونحن لا نريد هذا بل نريد السلام والسلامة للجميع، ولكن ليس هناك من مستشارين حول أهل الحكم وكل من حول الحكام أطفال جهلة يمدحون هذا الملك وذاك الأمير ويصفقون لهم، والحرب ان وقعت ستكون نوعية ونحن لا نريد إلا الأمن والسلام للجميع، وخاصة أهلنا في اليمن الذين يقاومون منذ أربع سنوات وباسمي وباسم كل الأحرار في الخليج العربي أبرأ إلى الله من كل ما حدث في اليمن، أبرأ من كل رصاصة ومن كل طلقة ومن كل حالة يتم وثكل أبرأ من كل المآسي التي حلت باليمن، وأدعو لهم بمزيد من الصمود والقدرة وأدعو إلى تحكيم العقل والتفكر.

 ولا يوجد عاقل في الخليج إلا من رحم ربك .

2 تعليقات

أبو أشرفToday at 2:56 pm (1 hour ago)

عندما يريد الله ان ينتقم من قوم هيأ الأسباب لذلك وما نرى اليوم كله إلا تهيؤ للأسباب لهلاك قوم سخر لهم الله كل شيء لكي يعيشوا حياة هنية ويعبدوا الله ويشكروا له على نعمه فعبدوا المال والسلطة والجاه فحق عليهم قول الله تعالى ،، وإذا أردنا ان نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق القول عليها فدمرناها تدميرا،،

يمني من المغربToday at 1:21 pm (2 hours ago)

لا فضَّ فوكَ أستاذنا العزيز …..كلام صحيح مائة بالمائة ….هذه الحرب إن وقعت لا قدر الله فهي فناء للعرب ….فهلا أفاق الذباب الأعرابي من أحلامه الدونكيشوطية..؟؟