اعتاد عباس توفيق الذى يعمل «كاشير» فى أحد محال بيع الأحذية بمسطرد، رد فعل زبائنه «المذهول» وهم يدفعون له ثمن مشترياتهم. يراقبون حركته بدقة وهم يتعجبون من قدرته على التفريق بين فئات الأوراق المالية المختلفة، ثم يراهنون بعضهم على أن يخطئ عباس فى عد مبلغ مالى كبير تتنوع فئات أوراقه.
لا يتقبل زبائن المحل بسهولة أن يكون «الكاشير» كفيفا، حتى بعد أن لمسوا قدرته على تحمل هذه المسؤولية، لدرجة أن بعضهم نصح إدارة المحل بتغييره، إلا أن نصائحهم لم تجد صدى لدى «صبرى عبدالرحيم»، صاحب المحل، الذى قرر الاستعانة بـ«عباس» لأنه يثق فى أمانته.
أجزاء درج النقود بالنسبة لـ«عباس» هى عينه التى يميز بها الأوراق المالية، لأنها تساعده على تقسيم الأوراق المالية المختلفة والتعرف عليها بسهولة، يقول عباس: «فى الأحوال العادية، أستطيع التمييز بدقة بين فئات الأوراق المالية المختلفة من خلال حجمها، ولكن مع ضغط العمل، ألجأ إلى تقسيم الدرج وأضع فئة العشرة جنيهات فى جانب والعشرين جنيهاً فى الجانب الآخر وأستخدم بعض مشابك الورق لتمييز الأوراق من فئة المائة والمائتان جنيه».
ويضيف: «مفيش حاجة اسمها مينفعش، لو مااشتغلتش واعتمدت على نفسى هفضل محلك سر».
مهنة «الكاشير» بالنسبة لـ«عباس» مجرد مهنة موسمية فى رمضان لمساعدة صديقه الذى يعانى من ضغط العمل، وبعد رمضان يعود لمهنته الأصلية، وهى مدخل بيانات فى إحدى شركات الأدوية.
يؤكد «عباس» أن تجربته كـ«كاشير» لم تكن المغامرة الأولى، لأنه كان أول جرسون كفيف فى مصر.
يتوقع «عباس» أن تفتح تجربته الباب أمام الكثير من المكفوفين لإيجاد فرص عمل فى هذا المجال وإن كانت تواجهه فى ذات الوقت صعوبة كبيرة فى إقناع أصحاب العمل بأن الأشخاص من ذوى الإعاقة يملكون من القدرات والمهارات التى تمكنهم من ممارسة تلك الأعمال.
كان يتمنى «عباس» أن يكون مذيعا تليفزيونيا، لكن الفرصة لم تسنح بعد، لذا اكتفى براديو إلكترونى اسمه «رؤية».
http://www.almasryalyoum.com/node/1052131