قصة قصيرة :
وانطلقت الصفارة ....
بقلم عماد عزت
حركة الأقدام ذات الحذاء الأسود اللامع وقعها متباينا ، في ظل الهدوء النسبي الذي يخيم على محطة القطار ، في ذلك الصباح الباكر الذي مازال نوره مخبأ في الأفق ، يدوس على سيجارته التي يلقيها أمامه . ينحني يربط رباط حذائه ، بعدما رفع عنه بنطاله السيمكون . تتلاحق بعده الأقدام ، تتزاحم عند البوابة فتتلاصق الساق البيضاء / الملساء ، التي تتجسد فيها العروق الخضراء النافرة بساق نحيفة تبدى شعرها الكثيف حين رفعت لارتقاء القطار . بينما زكمت الأنوف رائحة الإصبع الضخم الذي يتقدمه ظفر مدبب مر عليه زمن لذلك استمسك واستوحش كسيف المملوكي القديم ، تجاوره الإصبع المبتورة والتي تورم مكانها بالصديد الذي راح يسرى في القدم حتى الساق المحمولة على كرسي متحرك . صفارة ناظر المحطة التي تحرك على إثرها القطار ، انطلقت مع الشعاع الأصفر الذي استقر في اعلي جدار المحطة .....
ساحة النقاش