أسماء هاشم الذات المتمردة
يتصدر الملمح العام لفعل القص عند أسماء هاشم – مجموعتها الأولي طائرة ورقية فتقول في إهدائها :
(( إلي أعراف حبست في
صهرتني 00
وشكلتني 00
وتأبي علي الخروج 00))
فهي ما زالت حبيسة الحدث (( الجنوبي)) تكتبه وتعيده مرات ومرات تحاول أن ترسمه مختلا عما سبق 0 وتأتي مجموعتها الأولي تجربة ذاتية بحته تخص الكاتبة وحدها0 دون محيطها المجتمعي ، وتأتي مجموعتها الثانية لتشكل طورا جديدا تحاول من خلاله مس العالم الخارجي / المجتمعي لها ، فتنسلخ عن ذاتها كاتبة نوعا ما ، وتبحث عن ذاتها في هذا الوسط الذي شكلها وكون وجهها الأسمر البرئ000
(( للنيل الأسواني الرائع
ولنخيل قريتنا الشامخ
ولأمي الحبيبة ))2
ويتضح من هذا الإهداء والذي يتصدر مجموعتها الثانية أساس البيت التأكيد والإصرار من الكاتبة علي مواصلة رحلتها الابداعة منطلقة من عالمها / بيئتها0
* التكنيك السردي *
اعتمد التكنيك السردي عند الكاتبة علي محورين أساسين هما
الأول : المستوي السردي الأوحد وذلك علي مستوي النص الفردي
الثاني : المستوي السردي المتوازي وذلك علي مستوي متعدد من النصوص مما شكل حلقة قصصية متكاملة وهذا ما غيرت به الكاتبة في مجموعتيها 0
وإذا كنا سنقف عند المحور الأول قليلا لإجلاء الرؤية فحتما سنواصل مع المحور الثاني لإبراز وتأكيد ما تميزت به الكاتبة 0 فالمستوي السردي الأوحد كما أوضحنا-
يبدأ بالحدث ويسير في اتجاه واحد متصاعد حتي لحظة التنوير / المفاجأة / الصدمة / الانغلاق / الفزع00 والتي تنتهي بها القصة 0 وقد تمثل هذا التكنيك في قصة طريق جانبي 1
حيث يبدأ السرد باستكشاف الرواية للمكان (( من شرفة بيت الطالبات بدت الدنيا مغايرة عن تلك التي أراها هناك في قريتي البعيدة00))
ويتصاعد السرد بضمير المتكلم هادئا حتي لحظة الانغلاق علي العلاقة التي تقوم بين الراوية وزميلتها في بيت الطالبات
(( أخذت سريرا إلي جوار سريرها واتفقنا علي الذهاب سويا إلي الجامعة
00 وفي الشرفة جلسنا علي حافة الطرق الممتدة أمامنا
كثعابين تتلوي بدت لنا00 كلها تؤدي إلي متاهة
00 هدأت أنفاسنا وبرق في عيوننا وميض الاكتشاف
الأول وأنا وهي نعثر علي طريق جانبي يمتد وراء بيت الطالبات يصلنا مباشرة بالجامعة ))1 ص7
ويتكرر نفس التكنيك في قصة رنين1 حيث تبدأ القصة لطبيعة الحياة الجديدة للرواية ومعاناتها ))
(( المساء يحط باردا كئيبا ككل مساءات بيت
الطالبات الذي يموج بالحركة في هذه الساعات الأولي
من الليل 0 البنات الاتي أشاركهن الحجرة مشغولات
عني بالثرثرة عن رفاقهن0 وحدي أنا أتقرفص علي
السرير تلفني البطاطين فلا يبين غير رأسي الذي
أرتكز علي ركبتي 0 أقشعر وأنا أستشعر برودة
الحائط الملاصق لسريري))1 ص9
ويتواصل السرد بعد هذه البداية موضحا معاناة الراوية في حياتها الجديدة منتظرة الساعة التي ستتحدث فيها إلي أسرتها إلي لحظة الانغلاق التي تكتشف فيها حقيقة موقفها بعد ما جاءتها المكالمة المرتقبة00
(( وعندما أضع السماعة أكتشف أنني نزلت من الدور
الخامس حافية أجري علي البلاط البارد ))1ص11
وإذا كان التكنيك السردي الأوحد يحتاج من الكاتبة حرفية خاصة في اللغة والتكنيك وهو ما تجمعت فيه الكاتبة بنسبة معقولة في مجموعتها الأولي (( طائرة ورقية )) حيث الكتابة لغوية مكثفة0 ولكن ببداية مجموعتها الثانية (( أساس البيت )) تبدأ الكاتبة مرحلة جديدة ، وفي البحث عن مفردات خاصة بها ، وتحاول رسم تراكيب
- تؤكد الكاتبة معاناتها بالضمير ( أنا ) والذي جاء موظفا بعد ( وحدي ) التي تكفي لكن الكاتبة أرادت أن تعبر عن الإحساس الداخلي بعمق فجاء الضمير يحمل صوت معاناتها جديدة ، لهذا تستحسن صوتها والذي غالبا ما يطغوا علي النص ويقطع مسيرة السرد0 فنري في قصة ( امتداد زمن أسود )2
السرد يبدأ بتوصيف الشخصية بطلة النص بضمير الغائب000
(( مثل أجدادها الخدم ، مبكرا ، مع ابتهالات مؤذن جامع البلد نستيقظ
ليس هناك ما يدعو للنهوض فليس لديها دجاجات تصيح ديوكها
وتطلب إفطارها المبكر000))2 ص3
وهكذا يسير السرد علي المستوي الأوحد حتي لحظة الانغلاق التي توضح ذلك الاسترداد الأسود / الخدمة في البيوت ! ، وتقطع الكاتبة هذا الامتداد السردي بتدخلها فنري هذه الجملة (( وفتلتي الخيط المعلقتين في ثقب أذنيها بديلا عن حلق لا تملكه )) فالكاتبة أضافت ما يفهم من سياق النص ، لكنها استعذبت صوتها
(( بديلا عن حلق لا تملكه ))2! ويتمثل ذلك أيضا في قصة أساس البيت فتأتي الجمل الشارحة / التفسيرية ( هكذا يكون الرد سيعا وقاطعا منهيا كل صلاتها بناس البلد0 هكذا يكون الرد جافا حتي وان قالت عنها سيدات البلد ( عبيد وشبعوا عيش )2
ولأننا ليس في موضوع حصر ، فإننا نكتفي بالإشارة السابقة ، للتدليل علي أن التكنيك السردي عند الكاتبة يسير علي المستوي الأوحد حتي لحظة الانغلاق ، لكنها تقطع تواتر النص بصوتها الخارجي ، مما يسبب قلقا واضحا في حيوية السرد !
ثانيا : المستوي السردي المتوازي
تميزت الكاتبة بهذا التكنيك (( المستوي السردي المتوازي )) وذلك علي مستوي متعدد من النصوص مما شكل حلقة قصصية متكاملة 0
والحلقة القصصية كما يعرفها الدكتور صبري حافظ هي عبارة عن (( مجموعة من القصص القصيرة التي تتمتع كل منها باستقلالها الذاتي ، بينما يتخلق بينهما وبين غيرها من أقاصيص الحلقة نوع من الحوار الخلاق الذي ينهض في ألي صورة علي تكامل العالم والرؤى وفي أقلها مباشرة علي نوع من الجدل الباطني بين قصص المجموعة ، ويضفي عليها نوعا من تكامل العوالم ، ويثري دلالات كل نص من نصوصها علي حدة0 ويوسع من أفاق تلقيه ومن إمكانيات تأويله))3
وهذا ما تميزت به الكاتبة في مجموعتها 0 ونلاحظ ذلك في مجموعة (( طائرة ورقية))1 والتي تبدأ بطالبة جديدة علي الحياة الجامعية تستشرف واقعها الجديد
((من شرفة بيت الطالبات بدت الدنيا مغابرة عن تلك التي أراها هناك في قريتي البعيدة ))1 ويتواصل التصاعد الحدثي في القصة التالية (( رنين ))1 ، حيث شعور الراوية بالوحدة والقلق في مكانها الجديد وفي ظل هذا التصاعد يأتي صوت أبيها (( طريقك لا يتجاوز الطريق الواصل بين الجامعة وبيت الطالبات 00 تحاش الاختلاط00 إذا أردت العودة انتظري أخاك00))1 متوازيا مع الصوت والتمرد ( قالت التي تشاركني نفس السرير ونفس الفستان أن المسافة تبعدني عن عيون أبي أكدت أن أصابع اليد الواحدة تختلف00)1ص17
والصوت المتمرد والذي يصطدم بتحذير الأب والذي يقطع السرد أتيا من بطن ذاكرة الرواية اصطدمت بسبابة أبي التي رفعها محذرا بعد أن أغلق التليفزيون عند نهاية فيلم (( الباب المفتوح )) مؤكدا أن البطلة من بنات أخر زمن 00)1ص18 ويستمر هذا السرد علي هذين المستويين المتوازيين علي مستوي نصوص المجموعة تأتي قصة (( عطب )) لتسرد لنا نهاية الرواية (( لا فائدة لأكن طعاما للسمك ولينعم هو بحياة جديدة مع أخري )) فتتحول زعانف الأسماك تعاونك لتلفظ جسدي المتعفن علي الشط من العطب الذي نشب في عمامات أعمامي فشيعوني برؤسهم الساقطة تحت أقدام الناس ))1 ص34،35
ثم يرتد السرد عائدا للخلف في القصة التالية (( محاولة أولي للخروج))1
ليسرد لنا لحظات التمرد / الحب / التدخين وكأنها تسرد تفاصيل الحقيقة التي أدت إلي نهايتها في القصة السابقة (عطب)00
(( جلست إلي جواره علي حافة النيل متحفزة كنت
واضعة بيني وبينه حقيبة يدي00))1 ص39
هكذا وكأن السرد يعتمد علي(( الفلاش باك )) بداخل النص الواحد ولكن علي مستوي عدة نصوص ، فالنص بأكمله يكون سردا للوراء بالنسبة للنص السابق له00 ومن هنا يأتي التوازي في السرد 00 حيث جاء فعل القص – كما أوضحنا-علي مستويين متوازيين هما الرأسي ويمثل الحدث الأساسي ((تمرد الطالبة / الفتاة القروية البسيطة )) لفعل القص والأفقي ويمثل الحدث الممتد للأمام المتجسد في قصة (( عمر أبيض )) حيث تري الراوية مستقبلها في شخص المشرفة التي أصابها داء العنوسة وراحت تصبغ شعرها (( خشية أن تتعري الخصلات الرمادية التي غزت شعري مؤخرا00))1ص70
كذلك الحدث الممتد للخلف ممثلا للسرد الأفقي 00 ويتمثل ذلك في استرجاع الراوية لنصائح أبيها وذكرياتها بالقرية0
ويمتد أثر هذا التكنيك السردي(( المستويين المتوازيين)) إلي المجموعة الثانية والتي تبدأ بسرد حكاية العبدة (( مثل أجدادها)) مبكرا ، مع ابتهالات مؤذن جامع البلد تستيقظ00 ليس هناك ما يدعو للنهوض ، فليس لديها دجاجات تصيح ديوكها وتطلب إفطارها المبكر00))2ص3 ثم تواصل الكاتبة بناء حلقتها القصصية علي منوال مجموعتها الأولي ، حيث تكمل مسيرة العبدة / العبيد وتحاول تشريح صورتهم ومدي التغير الذي يحدث عليهم / علي حياتهم ، عندما يسافر أحدهم إلي الخارج ويعود محملا بالمال 00((بركات ولدها عاد ، فلبست حلق ذهب هلالي ، كبير علي قوسه الداخلي تقف عصفورة فاردة جناحيها كسيدة تربعت علي حصيرة نظيفة من السعف الملون مفروش قدام بيتها في درب الحوش وحولها نساء العبيد يتسابقن علي خدمتها00))2
* خصوصية المكان *
ينطلق فعل القص عند الكاتبة من المكان الذي ترتبط به ارتباطا وثيقا – كما أوضحنا في التصدير – ففي مجموعتها الأولي ترتبط ( بيت الطالبات)
كمحور ارتكاز لفعل القص وذلك بالتصريح المباشر أو بالتدليل
(( من شرفة بيت الطالبات بدت الدنيا00)) 1 ص5
أو (( عند المدخل يلقين شنط السفر ويجرين ساقطات في أحضان بعضهن 00))1 ص6
أو (( نصطف أمام المديرة ولا ننكر قول المشرفة وأن حجرتنا لا يهدأ صخبها00 ))1 ص22
ولما كان الموروث يمثل عنصرا هاما في التدليل علي طبيعة المكان لهذا فان الكاتبة انطلقت بفعل القص من هذه الرؤية (( ابنه العبده فضحتهم ، وجعلت سيرتهم علي كل لسان الماشي والراكب ، العجائز والشبان ، والملتفات حول خطاطة الودع ، الجالون لصق الجامع الكبير يتناقلون أخبار البلد والذين يلعبون في دروب القرية الضيقة))2
ويتمثل أيضا هذا الموروث في الاعتقاد بقدره / ببركة الشيخه / الشيخ 0
في حل المشاكل التي تلم بهم (( وفي القيالة تخفت الزوجة القديمة وأمها بالملابس السوداء الطويلة العريضة ، وبالزراعات العالية وبستر ربنا حتي وصلنا إلي النيل 0 ركبنا المركب ، وفي الغرب نزلنا وسارتا مسافة طويلة فو رمال ساخنة0صعدتا جبل عال تحت جبل نجع الشيخة بركة 0 وسط نخل طويل شاهق وبيوت قصيرة كثيرة سارتا 0 في أخر النجع عشه الشيخة بركة انحنت المرآتان لتدخل من باب العشة ، جلست أمام الشيخة ( بركة ) في مساحة ضيقة بين أكوام القماش المختلف الأنواع والألوان التي جلبها الذين نضعهم دواء الشيخة ))2 0 ويسيكر هذا الموروث لدرجة قطع المسافة الطويلة في القيالة00! ويمتد أثر المكان عند الكاتبة في استدعائها للموروث الثقافي في حالة الموت (( وفي لحظة تالية شدت شعرها فأنفلت الضفائر ودفعت لمعتها في رماد الفرن ، مفزوعة جرت وراء النعش الطائر فوق أكتاف الرجال ، ورمت نفسها في القبر المجهز وحين أزاحوها ودفنوه بالتراب زاد صراخها ، وتخبطت بالجدران ، وصدور المعزين ، وواصلت وضع التراب علي رأسها000))2
* القاصة والقضية *
كأي فتاة جنوبية مثقفة ، اشكاليتها الأنثي / الذات والمجتمع ، فهي تبحث عن الفتاة التي تتمرد علي واقعها الضيق (( طريقك لا يتجاوز الطريق الواصل بين الجامعة وبيت الطالبات00 تحاشي الاختلاط 00 إذا أردت العودة انتظري أخاك))1 ص14
لهذا تتمرد ((00 أنا أنبش دواليب البنات بحثا عن فستان يبرز قسمات جسمي (000) كنت قد مللت التناقضات وتهيأت للخروج من القالب الذي صببت فيه ))1 ص46 0 لهذا كانت مجموعتها الأولي تحمل إشكالية الفتاة الجنوبية ، التي تحاول التحرر من قيودها ، في ظل التأثير المباشر لحياتها الجديدة ببيت الطالبات / دراستها الجامعية (( قالت التي تشاركني نفس السرير ونفس الفستان أن المسافة تبعدني عن عيون أبي وأكدت أن أصابع اليد الواحدة تختلف 00))1 ص17
ولا يختلف توجه الكاتبة في مجموعتها الثانية فمازالت نفس الإشكالية تؤرقها ولكنها تعود إلي القرية ، وأنثي القرية لهل سماتها الخاصة ، وحياتها الفقيرة المؤلمة ، لهذا يأتي قولها في قصة ( امتداد لزمن أسود ) ( في الصباح ستعود لتصنع للحاجة أرغفة طرية طازجة )2 واستخدامها للمستقبل المؤكد (( ستعود )) تأكيد علي استمرار العبدة في عملها / استمرار الزمن الأسود !
ولأن الكاتبة تكتب الحلقة القصصية كما أوضحنا سلفا ، فان الحدث يمتد معها 0فهي تواصل مسيرة العبدة / العبيد وتحاول تشري صورتهم ومدي التغير الذي يحدث عليهم / علي حياتهم عندما يسافر أحدهم إلي الخارج ويعود محملا بالمال 0
(( من عليائها نظرت لحفيدة الحاجة (( زينب )) الداخلة درب الحوش
- جدتي عايزاكي تنضفي الغلة
- ولا فاضية همنا مكفينا
هكذا أسعفها الوضع الجديد بالرد السريع00 هكذا يكون الرد شحونا بالضجر ، وليقطع محاولات سيدات البلد في الاستعانة بها لتنظيف الغلة أو حمي الفرن ))2
واستمرار من الكاتبة في ابراز تمرد الفتاة الجنوبية ، واحاسها بذاتها امتدادا لما سبق حدوثه لبنت (( بيت الطالبات )) ، التي راحت ((000 تنبش دواليب البنات بحثا عن فستان يبرز قسمات جسمها ))1 حيث يتماس الحدث بمكان وشخصية جديدة (( والبنت تبطئ بدلال أكثر تواصل السير منتشية بجرأتها الجديدة ، فرحة بعيون شباب القرية المنساقة وراء لدونتها وصدرها المفتوح ))2 ص8
واستمرار للإشكالية تبرز الكاتبة جوانب أخري للانثي النوبية حيث إنها تسرد الواقع القروي لحياة الزوجة التي يتركها زوجها ويتزوج من أخري ، ويمارس حياته – الزوجية – بجوارها 0 ونجحت القاصة في رسم وتشريح الآلام التي تصاب بها الزوجة القديمة00 وعادات القرية الراسخة والاعتقاد في العمل والسحر (( وفي القيالة تخفت الزوجة القديمة وأمها بالملابس السوداء الطويلة (000) صعدتا جبل عالي تحت جبل الشيخة ( بركة) 2 مما يوضح اهتمام القاصة بمعاناة المرأة واضطهاد الرجل لها000
ولأننا ليس في موضع حصر فإننا نقول إجمالا ، بأن القاصة قضيتها الأولي / اشكاليتها الأنثي / الذات وعلاقتها بالمجتمع
قائمة المصادر والمراجع
(1) مجموعة طائرة ورقية – كتاب أقلام أسوانية 17 سنة1999 – فرع ثقافة أسوان
(2) مجموعة أساس البيت – مخطوط
(3) صبري حافظ – دكتور – مجلة فصول – المجلد الثاني عشر ( العدد الأول)سنة1993 ص43
بقلم عماد عزت
ساحة النقاش