وحالما تنقطع وتيرة التركيز قد يتفاجأ الشخص بما حدث من أمور خلال فترة غيابه تلك، على سبيل المثال ، قد لا يتذكر السائق قدراً كبيراً مما قطعه خلال رحلته في سيارته التي قام بها للتو. والعديد من الناس يشكون من الإحساس بوقت ضائع ، ويمكن أن يكون لأدوية معينة أو لمهام روتينية كالرقص الإيقاعي أو الرقص الصوفي ( الدوران المستمر ) صلة في دخول المرء في حالة الإستغراق.
الأسباب
الإستغراق هو وظيفة يتمكن من خلالها الدماغ تكريس نفسه للقيام بمهمة واحدة فقط دون غيرها مستبعداً أي مهام أخرى وهو أيضاً قدرة الدماغ على " إيقاف التشغيل " خلال أداء الأفعال المتكررة (الروتينية).
يمكن ملاحظة العديد من نتائج حالات الإستغراق في التقارير التي تتناول لقاءات أشخاص مع مخلوقات خارجية أو مشاهدتهم لأجسام طائرة مجهولة (يوفو) بمن فيهم سائقي السيارات في وقت متأخر من الليل.
فمن الشائع في تقارير " المختطفون من قبل المخلوقات " أن نجد فترات زمنية مفقودة يشعر بها المختطفين وذلك خلال عودتهم إلى منازلهم في سياراتهم لكن حينما "يصحون" يجدون أنفسهم قد قطعوا عدة كيلومترات بدءاً من المكان الذي تذكروه آخرة مرة.
ما ذكر آنفاً قد يدل على حالة لإستغراق التي تترافق أيضاً مع ميل الإنسان الطبيعي للتقليل من شأن طول الفترة التي تستغرقها الرحلة مما يجعله يشعر بأن الرحلة استغرقت وقتاً أطول مما ينبغي وبأن أجزاء من تلك الرحلة قد مسحت من ذاكرته.
ولعل هذا يتصل بما أسمته (جيني راندلز) بـ " عامل أوز" Oz factor في كتابها " لقاء ماروائي " حينما اختفت كل المؤثرات الخارجية للحواس ، كأن تتوقف الطيور عن التغريد وتختفي كل حركة المرور من الطريق .. الخ. ويبدو هذا أيضاً إحدى علامات حالة الإستغراق.
عامل أوز Oz Factor
هو مصطلح ابتكرته (جيني راندلز) في عام 1983 لوصف تلك الحالة الغريبة والتي يبدو أنها حالة متغيرة من الوعي يشعر بها بعض شهود العيان ممن كان لهم فرصة الإلتقاء بأجسام طائرة مجهولة وأحداث ماورائية أخرى ، إذا لاحظت (رانلدز ) حالات الهدوء الغريب وعدم الخوف نسبة إلى الظروف الإستثنائية التي عاشها شهود العيان (بحسب وصفهم) فوصفت تلك الحالات بعامل أوز ، وتقول (راندلز) بهذا الخصوص :" إنه الإحساس بأنك معزول أو منتقل من العالم الحقيقي إلى إطار بيئة مختلفة .. حيث تكون الحقيقة مختلفة بعض الشيء كما في حكاية أرض أوز Land Of Oz ". ومن الجدير بالذكر أن (جيني راندلز) هي مؤلفة بريطانية وشغلت مسبقاً منصب مدير رابطة أبحاث الأجسام الطائرة والمجهولة البريطانية BUFORA بين عامي 1982 و 1994 وتتخصص (رانلدز) في تأليف كتب عن الأجسام الطائرة المجهولة (يوفو) والظواهر الماروائية وحتى يومنا نشرت 50 منها. و (أوز) Oz كلمة أتت من فكرة أرض خيالية تتضمن 4 أراضي تحت حكم ملك واحد وقد ورد ذكرها في قصة "عصا أوز السحرية الرائعة " في عام 1900 من قبل المؤلف (إل فرانك باوم).
- وقد تناول موقع ما وراء الطبيعة مقالاً حول ظاهرة " الإختفاء الغامض للأغراض وعودتها المفاجئة " DOP وكانن شرود أو التركيز الإنتقائي Selective Attention أحد الأسباب الرئيسية لتفسير تلك الظاهرة وهي لا تختلف كثيراً عن حالة الإستغراق التي نناقشها هنا.
- كما أظهرت الفحوص في المختبرات أن القدرة على الإستغراق تتباين بشكل كبير بين الناس ، إذا اتضح أن الميل الكبير إلى الإستغراق له صلة بالميل إلى الرضوخ إلى الخيال مما عزز الصلة بين حالات الإستغراق والماورائيات.
تجربة واقعية
نذكر لكم الحالة التالية التي حدثت لـ (إيلسي أوكنسن) من منطقة ( نورث أمبتونشاير ) البريطانية في شهر نوفمبر من عام 1978 ، فهي تحتوي على دلالات كثيرة من حالة الإستغراق:
كانت (إيلسي) في شارع A5 المعروف بازدحامه في وضح النهار حينما رأت بعض الأضواء في السماء ثم جسماً طائراً مجهولاً ، وقالت في ذلك : " عندما وصلت قبالة شارع A5 بدأت الكهرباء في السيارة تلعب معي ، كنت فقط قادرة على السير بها لمسافة بسيطة إلى أن مررت تحت بعض الأشجار وعندما خرجت من تحت الأشجار وجدت نفسي في الظلام فجأة ، ظلام دامس مطبق ، وفي الوقت الذي كنت أجلس في السيارة لم يكن بوسعي رؤية الطريق أو الأبنية أو الأشجار أو أي شيء آخر ، لكنني رأيت كرة من ضوء أبيض مشع قطرها ياردة واحدة (حوالي 0.91 متر) وكانت تسطع على الطريق إلى الجانب الأيسر من السيارة ثم انطفأ ضوء الكرة فحل الظلام مرة أخرى " ، تكرر ذلك عدة مرات قبل أن تجد (إيلسي) نفسها فجأة : " ... في ضوء النهار العادي وجدت نفسي فجأة منخفضة بحوالي 30 ياردة من الطريق وفي وضع تروس 3 كما كان ، لكنني انتقلت مسافة 100 ياردة بدون سيطرة على السيارة ، ومن المرجح أن السيارة كانت يتحكم بها عن بعد ".
هذه السلسلة
ساحة النقاش