«مايكروسوفت» تتهيأ لغزو عالم الروبوت كما غزت عالم الكومبيوتر الشخصي
أعلنت «مايكروسوفت» واثناء انعقاد مؤتمر «روبوبينزنيس» في بيتسبيرغ بولاية بنسلفانيا الاميركية الشهر الماضي، عن انتاجها برنامج «مايكروسوفت روبوتيكس ستوديو» الذي يعتبر اول برنامج يعكس استثمار مايكروسوفت في سوق كان يعتقد رئيسها بيل غيتس وآخرون ان له امكانات نمو وازدهار لا تقل عن النمو والازدهار الذي شهده سوق اجهزة الكومبيوتر الشخصي في السابق. وقال تاندي تروار، المدير العام للقسم الجديد المختص في التقنيات الروبوتية بمايكروسوفت، ان هناك عدة أشياء في سوق التقنيات الروبوتية تبدو مشابهة لأيام ازدهار اجهزة الكومبيوتر نهاية عقد السبعينات من القرن الماضي. الا انه يرى ان البرامج الأساسية التي ستكون سببا في النمو والتطور المتوقع في هذه التكنولوجيا لا تزال موضع التساؤل، فالأجهزة لا تزال مختلفة وليس هناك مقاييس ومعايير موحدة بين الكثير من الاجهزة.
* برمجة انتاج الروبوت
* إنتاج روبوت الآن يعتبر عملية برمجة، وحتى الأطفال الذين يلعبون بروبوت «مايندستورم» يجب ان يتعلموا كيفية استخدام ادوات البرمجة الغرافية في جهاز الكومبيوتر. إلا ان المشكلة في عالم الكبار تتمثل في ان كل روبوت جديد، حتى الروبوتات التي تنتجها الشركات المتخصصة في تصنيع الروبوتات، تتطلب برامج خاصة. وإذا كان هناك أداة واسعة الاستخدام لبرمجة الروبوتات، فسوف يمكن استخدامها مجددا في روبوتات مختلفة، ويمكن لمنتجي الروبوتات التركيز على السمات المتطورة بدلا عن المزايا الاساسية. لإثبات هذه النقطة عرضت شركة «كوكا روبوت غروب» KUKA Robot، وهي شركة ألمانية لإنتاج الروبوتات الصناعية الكبيرة، كيفية عمل برامج وظفت فيها أدوات مايكروسوفت لتشغيل مختلف أنواع الروبوتات.
* «روبوتيك ستوديو»
* ويتضمن برنامج »روبوتيك ستوديو« من مايكروسوفت، الذي يعمل على نظام تشغيل «ويندوز اكس بي» عدة عناصر. فهناك بيئة برمجة لكتابة وتنظيف البرامج الخاصة بالروبوتات والمماثلة لـ«فيجيوال ستوديو»، بالإضافة الى بيئة اشبه بنظام تشغيل اصغر للروبوتات يحتوي على الشفرة المستخدمة باستعمال اداة البرمجة، فضلا عن محاكي يسمح للمستخدمين ببناء نماذج افتراضية للروبوتات مع اختبار كيفية تعامل البرامج مع هذه الروبوتات دون الحاجة الى انتاج معدات. ونقلت مجلة «تكنولوجي ريفيو» التي يصدرها معهد ماساشوسيتس للتكنولوجيا عن تراور، ان «روبوتيكس استوديو» يهدف الى المساعدة في تنشيط وتعزيز قطاع صناعة الروبوتات بنفس الطريقة التي ساهم بها نظام تشغيل «دي او اس» DOS في توفير الأرضية اللازمة التي ساعدت على تطوير مجموعة من البرامج مثل الجداول الحسابية spreadsheets وبرامج «وورد» لمعالجة الكلمات التي جعلت من الكومبيوترات اجهزة لا غنى عنها. ويعتقد تراور ان اجهزة الكومبيوتر والروبوتات باتت متداخلة وان شركة مايكروسوفت يجب ان تستثمر في مجال الروبوتات اذا ارادت ان تلعب دورا رئيسيا في هذا المجال على مدى الخمس او العشر سنوات المقبلة لنرى أجهزة الكومبيوتر وقد بدأت في التفاعل في نفس البيئة، حيث نسكن ونعيش، باستخدام كاميرات ومجسات وتقنيات للنطق بالإضافة الى مجموعة من التقنيات المتقدمة الاخرى. فهذا هو الاتجاه الذي تتطور فيه اجهزة الكومبيوتر.
ساحة النقاش