بسم الله الرحمن الرحيم

من أسوأ الأحاسيس التي يشعر الانسان بها .. ويكرهها بشدة .. وقد يتمني عندها الموت عن الاحساس به

هو الاحساس بالألم

والألم هو احساس يشعر به المرء نتيجة التعرض للأذي أو الضرر .. وعندما يشعر الانسان بالألم تتحول حياته إلي جحيم مطبق

لا يستطيع أن يطيقة .. فيبذل كل ما بوسعه .. وكل ما يملك من أجل أن يذهب هذا الاحساس

بعض الناس قد يعتقدون أن الحياة بدون ألم سوف تكون أفضل بكثير

ولكن مع كل هذه الأضرار التي يلحقها بنا الألم .. إلا أن فوائده تتجاوز كل هذه النقم

لقد اشارت مجلة العلم بعددها الصادرة في يوليو 2010 أن الأمر ليس كما يعتقد البعض

ففي حالات نادرة يولد أطفال لا تكون لديهم القدرة علي الاحساس بالألم وهذا يجعلهم يلحقون اضراراً كثيرة بأنفسهم .. فقد يسرفون في عض اصابعهم مما يؤدي إلي خلخلة أسنانهم .. ويعجل بسقوطها .. وعندما يبدأون في تعلم المشي ..

فإنهم يتعرضون للسقوط والجروح والكسور والالتهابات

إن الألم في حقيقة ألأمر يحمي أجسامنا من خلال وحدات استشعار علي الجلد والعضلات والمفاصل والأعضاء الداخلية .. وهناك نوعان من الأعصاب تتلقي الاشارات من هذه الوحدات ويقومان بنقلها إلي الحبل الفقري ومنه إلي مراكز معالجة الألم في المخ .. وهنا تقوم ألياف عصبية سريعة مثلثة الشكل تعرف باسم ألياف ( سي ) بعملية تنبيه مفاجئ للجسم .. وتسبب الشخص شعوراً بالألم الحاد ليهرب بسرعة من مصدر الألم .. مثل المواقد الساخنة أو يعالج نفسه من الجروح وهكذا ولو كانت هذه الألياف بطيئة فإن الشخص لا يستطيع اتخاذ القرار المناسب للتعامل مع الألم في الوقت المناسب

لذا فإن الألم ما هو إلا صرخة الجسد .. نتيجة إصابته بمكروه ما .. ولولا هذه الصرخة .. لبقي الضرر يلحق بالانسان دون أن يدري

ولنا أن نعلم أن الألم ايضاً يكفر ذنوب الانسان .. فهو بمثابة الماء الذي يطهر الانسان من معاصيه ...

فهو الوسيلة التي يعود بها الانسان للتضرع إلي المولي عزوجل لكشف الضر والألم عنه