البيئة والوقاية من الأمراض
د. زياد موسى عبد المعطي أحمد
قديماً قالوا الوقاية خير من العلاج، والكثير من الأمراض المنتشرة تنتج عن عوامل بيئية، وبمعالجة هذه المسببات يمكننا تفادي حدوث هذه الأمراض، فالاهتمام بصحة الانسان يبدأ بالاهتمام بالبيئة: تلوث الماء: يسبب الفشل الكلوي واضرابات الجهاز الهضمي والكوليرا والتيفويد والعديد من الأمراض، ولذلك يجب توفير مياه شرب نقية لجميع المواطنين، واستخدام تقنية تحليه مياه البحر لتوفير مياه شرب للمناطق الساحلية، ومعالجة مياه الصرف الصحي والصناعي قبل القاءها في المجاري المائية وإعادة استخدامها في الأغراض التي لا تسبب ضرر لصحة الإنسان. استعمال المبيدات الزراعية: استخدام المبيدات بإسراف في مقاومة الآفات التي تصيب النباتات له آثار سلبية مدمرة على صحة الإنسان وعلى عناصر البيئة المختلفة، ولذلك فإنه من المهم تشديد الرقابة على المبيدات المتداولة في الأسواق، وكذلك يجب أن يؤدي البحث العلمي دوراً فعالاً في ابتكار بدائل آمنة لمكافحة الآفات النباتية لا تضر بصحة الإنسان أو البيئة. الاهتمام بصحة الحيوانات: والاهتمام بالأمراض المشتركة التي تصيب الإنسان والحيوانات مثل أنفلونزا الطيور وأنفلونزا الخنازير والاهتمام الثروة الحيوانية لتوفير البروتين من المصدر الحيواني. الأغذية: الاهتمام بصحة الإنسان يبدأ بتناول الغذاء، فيجب تشديد الرقابة على الأسواق للتأكد من سلامة الأغذية المتداولة في الأسواق وعدم فساد وتلوث الأغذية، وكذلك توفير أغذية مختلفة تمثل وجبة غذائية متكاملة من أجل الوقاية من الأمراض الناتجة عن نقص بعض العناصر الغذائية، والأهم من ذلك توفير الأغذية المختلفة بأسعار مناسبة للمواطن محدود الدخل. القمامة: يسبب تراكم القمامة إلى تواجد الحشرات الضارة، ويؤدي لوجود القوارض، بل قد يؤدي لوجود الثعابين، فضلاً عن الروائح الكريهة، وذلك يؤدي لانتشار الأمراض، والقمامة تعتبر ثروة يجب تدويرها واستثمارها في أوجه عديدة مثل إعادة تدوير المواد القابلة للتصنيع مرة أخرى مثل الورق والبلاستيك، وكذلك إنتاج البيوجاز الذي يمكن استعماله لإنتاج الكهرباء، فالقمامة يجب استثمارها بدلاً من تراكمها في الشوارع، ولا يجب حرقها لتزيد من تلوث الهواء. تلوث الهواء: يسبب العديد من الأمراض حيث توجد تقارير دولية توضح أن معدل تلوث الهواء في القاهرة من 10 إلى 100 ضعف عن معدلات الأمان الدولية، وكذلك تلوث الهواء في المدن الكبرى مثل الإسكندرية والمنصورة وطنطا، وذلك يؤثر سلبياً في زيادة معدلات الإصابة السرطان وأمراض الجهاز التنفسي، وضيق الشرايين وغيرها من الأمراض، ولذلك يجب تقليل هذه الأمراض بمكافحة تلوث الهواء من خلال نقل المصانع خارج التجمعات السكانية، ومحاولة تقليل انبعاث العوادم من مداخن المصانع، وتشجيع تحويل الأتوبيسات والسيارات المختلفة للغاز الطبيعي بدلاً من السولار والبنزين، وكذلك استثمار قش الأرز وغيره من المخلفات الزراعية في استثمارات زراعية وصناعية، وإنتاج وقود حيوي بدلاً من التسبب في ظاهرة السحابة السوداء الضوضاء: الأصوات المرتفعة التي تسبب التلوث السمعي أو الضوضاء تؤدي إلى الكثير من الأمراض مثل ضعف السمع، ارتفاع ضغط الدم، نقص ضخ الدم للقلب، اضطراب النوم، ويمكن تقليل مشكلة الضوضاء من خلال نقل المصانع والورش خارج التجمعات السكانية، واصدار التشريعات التي من شأنها تقليل استخدام أدوات التنبه في السيارات، وتقليل استعمال مكبرات الصوت في التجمعات السكانية، واستعمال أنواع من النوافذ تقلل الضوضاء القادمة من الشارع، حماية عمال المصانع من الأصوات العالية للماكينات بوضع سدادات على الأذن، وابتكار آلات تصدر عنها أصوات أقل حدة. الزحام والتكدس السكاني: يزيد الكثير من المشاكل السالفة الذكر في السطور السابقة، فيزيد من التكدس المروري والضوضاء، ويزيد تلوث الهواء، ويمثل الزحام وسط مناسب لانتشار الأمراض المعدية وبالأخص الأمراض التي تصيب الجهاز التنفسي، كما يتسبب التكدس السكاني في وجود العشوائيات، وكذلك ظاهرة التحرش في وسائل الموصلات المزدحمة وما له من آثار نفسية سيئة، ولذلك فإني أرى فعلاج مشكلة الزحام يتمثل في إنشاء مجتمعات عمرانية جديدة في الصحراء المترامية الأطراف، وضرورة تعمير الصحراء حيث أن السكان في مصر يعيشون على 6 % فقط من مساحة مصر، فتعمير الصحراء حل لمشاكل كثيرة ووقاية من أمراض عديدة.