الصحراء.. تجربة مثيرة أخرى تجدها في شبه جزيرة سيناء، بمصر. فالصحراء السيناوية ليست مقتصرة على تلك الرقعة الشاسعة من الرمال كما نظن دائما، ولكنها تشمل هذا تنوعا شديدا في المناظر الطبيعية الخلابة حتى إنها لتبدو كمتحف لا نهائي من الفن الطبيعي الذي به المئات من الأخاديد الملونة والبيضاء والضيقة.
كما تجد الكثبان الرملية والواحات ومساحات من الجبال العالية والتكوينات الصخرية السريالية وأكثر مما يستطيع المرء وصفه حيث تتغير وتتبدل الألوان ودرجاتها وظلالها بإستمرار وكذلك اللحظات الرائعة لشروق الشمس وغروبها. أما الليل فليس أقل جمالا، إن لم يضىء لك القمر فستجد نفسك مستلق تحت سجادة من النجوم.
توجد العديد من الحيوانات التي تسكن تلك الصحراء وكذلك ألاف من النباتات المتنوعة والشجيرات والأشجار.
ويمكن للدليل البدوي الماهر أن يتعرف بسهولة على أثار أقدام الحيوانات التي من الصعب أن تراها في الصحراء نظرا لمهارتها في التخفي ولكن آثارها واضحة ومنتشرة. كما تنتشر في صحراء سيناء أنواع متعددة من السحالي وخصوصا في الشهور الحارة، ونادرا ما ترى طيور أو تسمعها.
ومن الممكن أن تجد فئران وقوارض و ثعابين و ثعالب وتيوس برية وعقارب وضباع ونسور وفراشات وغزلان التي تعيش في الصحراء. وأغلب ما يعيش في الصحراء يعتمد على مياه الأمطار النادرة والصيد ونداوة النباتات.
من بين آلاف الأنواع من النباتات، وهذا موطن الكثير منها، أنواع تستخدم للأغراض العلاجية وأشهرها baatharaan وهي نبتة قوية لرائحة ذات طعم لاذع تستخدم لعلاج اضطرابات المعدة.
من مميزات الصحراء السيناوية نقص التلوث السمعي والضوئى والهوائى بالإضافة للرياح الجافة التي تحمل معها عبق البناتات الصحراوية، فتمر من خلال الأخاديد والجبال وتحتك بالشجيرات لتخلق موسيقى الطبيعة وعندما تتوقف الرياح يسود الصمت وتطن أذن الفرد بالأصوات المتراكمة عبر الوقت.
ساحة النقاش