[1] بسم الله، والصلاة والسلام على رسول الله، وهذه مجموعة تغريدات عن آداب الأكل، للحاجة الماسة لها، وعامتها خلاصة قراءات في كتب الأدب، وما دونه السادة الفقهاء، وكل ذلك تحت وسم #الفوائدبآدابالموائد وربما صاحب ذلك بعض النكت الظريفة، والتنبيهات اللطيفة، والله ولي التوفيق.
[2] أولها: القاعدة الربانية، والثابتة الطبية:
أن الله أحل لنا كل الطيبات وضبط هذا الحل بعدم الإسراف في الأكل والشرب
حيث قال عز وجل: (وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين) وحديث: (ما ملأ ابن آدم وعاء شر من بطنه ..)
فكل واشرب ما شئت، ولكن: بلا اسراف!
[3] والثانية: قد قيل: (فساد البريّة والسباع في البرية: إدخال الطعام على الطعام قبل الانهضام)
وأنشدوا:
ثلاث هن مهلكة الأنام
وداعية السليم إلى السقام
مدام مدامة ودوام وطءٍ
وإدخال الطعام على الطعام
فاحذر من شراهة الأكل
وأرح معدتك .. وأعطها المدة لهضم الطعام
[4] والثالثة: لا تخالف الطبيعة! فبدنك منها وهو (مطية الروح)
فلا تُنهك بدنك بكل طعام فيه ضرر
كأن تُجبره على شديد الحرارة -وقد جاء النهي عن ذلك-
أو تُقحمه شديد البرودة فتؤذيه
وإنما كلّ ما كان طبيعيا معتدلاً يسر الجسم ولا يضره، ويزيده ولا يُنقصه.
[5] والرابعة: من رفيع الأدب، وعليّ الرتب:
غسل اليدين قبل الطعام، أو مسحها بمنديل ونحوه.
ويتعاهد الفضلاء: عدم مس ما يُستقبح قبل الجلوس عليه
وذكروا من ذلك: قُبح نقب الأنف، أو حك الجلد والشعر، ونحو ذلك.
ونظافة المرء تقود إلى نقاء طعامه، فيكون هنيئاً مريئاً.
[6] والخامسة: قال مؤدب البشرية، وقائد الملة الحنيفية محمد عليه السلام: (يا غلام؛ سمّ الله، وكل مما يليك، وكل بيمينك)
فلا تمد الشمال إلى شيء من الطعام
ورخصوا فيما لابد منه مع اليمين كقطع الخبز
وسم الله بقولك: بسم الله، ولا تزد
وكل مما يليك إن كان نوعا واحدا
[7] والسادسة: إن جلست على مائدة:
لا تتقدم من يفضل عليك بسنٍ أو علمٍ أو جاه
ولا تجلس مجلساً تزلقك فيه الأبصار مقتاً واستنكارا
واجلس بأدب
ولا تتعب الرُّكب
وأفضل الجلوس: الاقتراش كجلوس التشهد، ولا بأس بالتربع
ويجوز الإقعاء كقضاء الحاجة على الطعام اليسير كالتمر
[8] والسابعة: إياك والكلام واللقمة في فيك!
وتعاهد شفتيك وشدقيك من بقايا الطعام بمنديل في يدك.
وتصغير اللقمة: أسهل في المضغ، وأسرع في البلع، وأرفق بالأسنان واللسان، وأرقى أدباً عند من تؤاكله، فلا تكن كأهل الشراهة، حشاة الأفواه! فلا ندري أهم يأكلون أم ينفخون!
[9] ومن لطيف الأدب والمؤانسة، وجميل الصحبة والمجالسة: إن رأيت من تحب، ويهمك من الناس، وعلى أطراف فمه، أو لحيته: بقايا طعام، يُستقبح بسببه، ويعاب به! أن تبادره بأدنى إشارة يفهمها منك ولا يراها الآخرون، وهذا من جنس التعاون على البر والتقوى ومحاسن الاخلاق.
[10] والثامنة: ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يأكل بثلاثة أصابع
والأصابع والملعقة: تُلقَم ولا تُلتَقم!
فالحذر من إدخال اليد في الفم، أو الملعقة!!
إلا أن تريد أكل يدك وملعقتها!
فإن هذا مع ما فيه من سوء الأدب مع النفس، فيه مضرة بنفس من تؤاكله!
[11] والتاسعة: الشفتان: باب الفم
فأغلق فمك على ما فيه، ولا تأكل أكل البهيمة! وقد نهينا عن التشبه بالبهائم!
ففي ذلك إزراء بالنفس، واستقباح المؤاكلين
مع ما يحصل من وراء ذلك من خروج الطعام بعد دخوله!
من إفساد الطعام ... وامتعاض الكرام
[12] والعاشرة: استقبح الأدباء والألبّاء:
قطع اللقمة بالفم وإعادة بعضها
أو إلقاء النوى في صحن الثمر!
أو لمس الطعام مع عدم أكله
وكرهوا:
رفع الصوت بالجُشاء
والتنفس في الإناء
والعطاس مستقبل الطعام.
وفي السنة:
النهي عن عيب الطعام واستقذاره، فلكلّ هواه ورغبته
[13] والحادية عشر:
تجنب الأحاديث المثيرة للنفس، المقززة لمن تؤاكله.
والحذر ثم الحذر:
من خلط طعام على طعام أو شراب على شراب؛ مع مؤاكليك حتى تعلم أو أن العُرف السائد أو رغبتهم تجري على قبول ذلك.
وأعلم من كان يقوم مباشرة عن الطعام إن رأى مثل ذلك.
[14] والثانية عشر: تقول العامة: (لا كلام ولا سلام على طعام!)
وهذا من جهلهم فلا بأس من رد السلام والكلام على الطعام ولكن بأدب وحسن سمت
وقد قال الإمام أحمد: (يؤكل الطعام بثلاث: مع الإخوان بالسرور، ومع الفقراء بالإيثار، ومع أبناء الدنيا بالمروءة) المناقب ص261
[15] والثالثة عشر:إذا فرغت من الطعام؛ فاحمد الله تعالى باللفظ الوارد، وأقله: الحمد لله.
واشكر صاحب الطعام بأي لفظ وارد أو أي عبارة مباحة ولو لم ترد.
وادع له كما هو السنة
والعق يدك بلطف وأدب
وتجنب مسح اليد ببقايا الطعام، أو سلتها بطرف الصحن! ونحوه.
[16] والرابعة عشر:
تقريب الطعام للآخرين، وتقطيع اللحم لهم: له أصل في السنة كما في حديث أنس وذكر الدبَّاء.
ولكن هذا يكون: بأطراف الأصابع أو بالشوكة ونحوه
ساحة النقاش