قال الدكتور توفيق أسعد حمارشه (رحمه الله) -وقد كان أستاذ مواد النحو واللغة العربية في كلية الدعوة وأصول الدين  في احدى الأردنية- :

أنه عند دراستي في الجامعية بعد انتقالنا من الثانوية للجامعة أخذتُ شقة مع مجموعة من الأصدقاء عام 1958م..

وفي أول يوم لي بالشقة جلست على (البلكونة) ورأيت مقابل شقتنا شقة تسكنها طالبات جامعيات وكانت إحداهن تجلس على (بلكونة) الشقة وما إن رأتني حتى أمسكتْ ورقة وكتبت عليها ورمتها لي … فلما فتحتها فإذا مكتوب فيها ((أحببتكَ من أول نظرة )) ..

يقول: فجادت قريحتي الشعرية .. فكتبتُ لها على ظهر ورقتها الأبيات التالية :

تظنين الحياةَ تكون ليلى …

ومجنوناً يغني شعر قيسِ

فلستُ أنا بمجنونٍ بليلى …

ولا عبداً لطائشة وكأسِ

وما أنا بالذي يَغوى ويُغوي …

وما أنا بالذي يَنسى ويُنسي

فبرهانُ الإله يرى فؤادي …

بأني لستُ من عُبَّاد إنسِ

ولا أهواكِ باسمةَ المُحيا …

ولا أنسى بها يومي وأمسي

فظِلُّ اللهِ أسمى مِنكِ عندي …

إذا ما قُمتُ من قبري ورمسي

لقد أخطأتِ حين ظننتِ أني …

أثيرُ غريزة وأسيرُ جنسِ

فكيف أبيعُ إيماني وأنسَى …

حلاوته إذا ما ضاع رأسي

فأسمَى من جمالك قولُ ربي …

“ولا يزنون” هذا سرُّ بأسي

فوصفُ عبادَه أحلى وأزكى …

وميراثُ الجنان عزاءُ نفسي

يقول: فرميتها لها وبعد ذلك لم نرها تجلس على (البلكونة) لمدة 3 سنوات .

ما أجمل العفة

وما أطيب الحشمة

وما أرقى الخشية

وما ألذ الإيمان

وما أسمى الحياء

وما أقوى الرجولة. ..

ولا يوجد على وجه الأرض مثل تعاليم الإسلام في حفظ الأعراض وصيانتها

فـ الحمدلله على نعمة الإسلام

 

قوله : فظِلُّ الله … يشير إلى حديث: سبعة يظلهم الله في ظله وذكر منهم ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال إني أخاف الله.

منقول

المصدر: من مذكرات الدكتور توفيق أسعد حمارشه
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 245 مشاهدة
نشرت فى 31 مارس 2019 بواسطة wshatnawi

ساحة النقاش

Wael Shatnawi

wshatnawi
»

أقسام الموقع

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

75,287