اختتم المؤتمر الأقليمي الدولي لرواد التدريب في الوطن العربي  بفندق مريديان هليوبولس بمصر الجديدة، برعاية المعهد القومي للجودة التابع لوزارة التجارة والصناعة وبمشاركة وفود من الدول العربية، فعالياته أمس بعد أن حقق نجاح مميز على مدار يومين متتاليين ، تحت عنوان "الجودة الشاملة المستدامة فى التدريب" رؤى واقعية وطموحات مستقبلية، طرح عدد من المحاور والتي تم مناقشتها من خلال جلسات نقاشية حوارية وعدد من ورش العمل التي تدور حول صناعة مستقبل التدريب في مصر والوطن العربي . ناقش المؤتمر عدد من النقاط الهامة التي هدف من خلالها إلى تطوير وتنمية العنصر البشري والعمل على الإستثمار فيه خلال الفترة المقبلة خاصة وذلك في ظل التحديات العصية التي تواجهها صناعة التدريب في الوقت الراهن ، وذلك من خلال تسليط الضوء على النماذج الناجحة المؤثرة في مجال التدريب ، والعمل على تقديم آليات مدروسة نتمكن من خلالها تنمية قدراتهم الذاتية وتشجيعهم على تطوير ذاتهم والاستثمار فيها بشكل كبير. وقال دكتور وليد عطية رئيس المؤتمر خلال كلمته الإفتتاحية "لقد قطعنا شوطا كبيرا على مضي سنوات طوال كان هدفنا أن نصنع لذاتنا بصمة فريدة في صناعة مستقبل التدريب في الوطن العربي ، بدأت رحلتنا خلال الفترات الماضية في المملكة العربية السعودية غرسناة النواة الحقيقية لتغيير منظومة التدريب بمختلف أوضاعها لأننا بعد دراسات متعمقة وجدنا أن هناك فصل تام بين التدريب والتعليم لذلك كان وجوبا عليا العمل على تكامل الإثنين مع بعضهم البعض، وإنطلقنا من هنا على مدار سنوات سعينا من خلالها أن يكون هدفنا الرئيسي هو تنمية قدرات العنصر البشري أي الإستثمار فيه ولأن ذلك سيعود بشكل تكاملي في خروج مدرب متمكن قادر على أن يكون مؤثرا ، لن يأتي ذلك إلا بتطبيق معايير الجودة في التدريب حتى نسير قدما نحو هدفنا وهو الجودة الشاملة المستدامة .. النقطة الأهم وهي أننا أردنا أن نكون ترس في عجلة التنمية في مصر فقررنا الإستثمار في مصر وجئنا بمشاريعٍ حقيقية يمكن تطبيقها على أرض الواقع تساهم في التنمية. وفي هذا السياق، دشن عطية، مشروع جودة وطن والذي يهدف بشكل رئيسي إلي تطبيق معايير الجودة العالمية " الأيزو " في مجال التدريب (منظمات - مدربين - حقائب تدريبية ) والذي بدوره سيضع منظومة التدريب علي بداية الطريق الصحيح، بالإضافة إلى أنها ستكون دعوة لكل المؤسسات والمصانع والشركات وكل الكيانات للتعاون من أجل تحقيق الهدف المرجو نحو التأهيل للعمل بالمعايير الدولية وبالشكل المنوط به عالميا، يأتي ذلك من خلال التكاتف من أجل إنجاح هذا المشروع والذي سيكون نواه حقيقية نحو تحقيق رؤية 2030 الجودة المستدامة . ويضيف عطية، أن مشروع "جودة وطن " سيمثل نقلة نوعية في عالم الجودة والذي يعتبر بمثابة عمل عربي قومي وطني يشارك به العديد من المنظمات العربية العاملة في مجال الجودة ومنح شهادات الايزو في كافة التخصصات. بالإضافة إلى أن المؤتمر اتاح فرصة حقيقية لعقد اتفاقيات وبروتوكولات تعاون بين مؤسسات التدريب في مصر والدول العربية من أجل التبادل الثقافي والفكري في مجال التدريب و تعزيزالقدرات البشرية ،وبناء القدرات المتكاملة فيما يخص منظومة التدريب في مصر الوطن العربي . عرض المؤتمر خلال جلساته دور التكنولوجيا كعامل مؤثر في العملية التدريبية للخروج بتجربة ناجحة نتمكن من خلالها صناعة طاقة بشرية نستثمر فيها وفي قدراتها من خلال تطويرها وتقديم كل ما يمكن لزيادة ثقافتهم وتسوية أفكارهم. وفي النهاية خرج المؤتمر بعدد كبير من التوصيات والمقترحات التي لاسيما ستكون إضافة نوعية في عالم التدريب في مصر والوطن العربي على حدٍ سوا وجاري التنظيم مع المؤسسات المختصه للنظر في هذه المخرجات لدراسة كيفية تطبيقها على أرض الواقع