منذ اطلاقه عام 2006 ، قدم المهرجان القومي للمسرح المصري صورة بانورامية للمشهد المسرحي المصري ، تطورت بمرور الأعوام وتوالي الدورات ليصل إلي واحدة من أهم محطاته هذا العام في دورة " نور الشريف " تأتي الأهمية كما يقول رئيس المهرجان المخرج ناصر عبدالمنعم لأن حلم المسرحيين عندما طالبو بالمهرجان كان لتمثيل كل أنماط الإنتاج ، وكل فئات المبدعين بشكل متساو ، وفي عدالة تامة.ويضيف : هذا الحلم عبرت عنه لائحة المهرجان التي نصت علي مشاركة عروض تمثل كل فئة ونمط إنتاجي لكن الأمر لم يتحقق بشكل كامل إلا هذا العام.
ويتابع : لأسباب عديدة منها عدم وجود إنتاج ، غابت بعض الفئات مثل المجتمع المدني مثلا ، عن دورات القومي السابقة ، كما غابت بعض المحافظات ، أو المناطق أما هذا العام فيمكننا القول بارتياح شديد أن مصر بالكامل موجودة وممثلة في المهرجان القومي.
ويتوقف للحظة قبل أن يواصل : كل الفئات ، الطلاب ، العمال ، الهواة ، المستقلين ، المحترفين ، مسرح الثقافة الجماهيرية ، منظمات المجتمع المدني ، وكل جغرافية مصر من شلاتين في أقصي الجنوب لمطروح شمالا ، كل ممارسي المسرح بلا استثناء موجودين في المهرجان القومي هذا العام وبدا ناصر سعيدا وهو يتابع : اليوم فقط يمكننا أن نقول أن المهرجان " قومي " بالفعل ، لا يغيب عنه فئة أو اتجاه أو تيار ، أو نمط إنتاجي ، وهو ما حلمنا به يوما كمسرحيين ، وطالبنا به وأثمرت المطالبة عن إطلاق المهرجان ، بينما أثمر الدأب عن تطوره ووصوله لهذه النقطة. واستطرد : لا أخفي سعادتي بوجه خاص بمشاركة فرقة شلاتين ، ومؤسسة الأهرام الصحفية وفندق انتركونتيننتال سيتي ستارز ، وكل هذا الثراء والتنوع في عروض المهرجان ، وأتمنى أن يتواصل تطور المهرجان ونموه ليظل تعبيرا كاملا عن الحركة المسرحية في مصر ، التي يعود تاريخها لأكثر من مائة عام ، ومن أجل المسرح ضحي الكثيرون بأعمارهم وبذلوا الفكر والجهد ، لنصل إلي ما نحن عليه اليوم وختم قائلا : نجاح المهرجان في التعبير عن كل هذه التجاهات ، وتمثيله لكل شبر في مصر أحد أسباب الإقبال الجماهيري غير المسبوق علي عروضه ، فالناس تري نفسها فيما يقدمه المبدعون علي خشبات المسارح ، وهذا دليل جديد علي أن الجمهور يحب المسرح ويقبل عليه بشرط أن يكون إبداعا حقيقيا وتعبيرا صادقا عن المجتمع وقضاياه وهمومه
ساحة النقاش