ان موضوع يوم الاغذية العالمي هذا العام هو التعاونيات الزراعية تغذي العالم وقد اختير هذا الموضوع لتسليط الضوء علي السبل الكثيرة والملموسة التي تسهم فيها التعاونيات الزراعية ومنظمات المنتجين في توفير الامن الغذائي وفرص العمل وانتشال الناس من الفقر وتعتبر منظمة الاغذية والزراعة وشركاؤها التعاونيات الزراعية حلفاء طبيعيين في مكافحة الجوع والفقر المدقع وقد تم الاعتراف باهميتها كذلك في اعلان الامم المتحدة عام 2012 السنة الدولية للتعاونيات . 

وخلال العقود الثلاثة الاخيرة التي شهدت تراجعا في الاستثارات الوطنية في الزراعة والمساعدة الرسمية للتنمية ناضل ملايين صغار المنتجين للتصدي والتكيف مع التقلبات والازمات التي المت بالمناخ والاسواق والاسعار ومنذ الازمة الغذائية التي شهدتها الفترة من 2007 الي 2008 جدلت بلدان كثيرة التزامها القضاء علي الفقر في العالم وتحسين سبل المعيشة ولكن في بعض الحالات تخلف البرنامج السياسي العملي والدعم المالي عن ركب التعاهدات الشفاهية . 

ولم يتم اغتنام الفرصة التي كانت ليحتها الارتفاع الحاد في اسعار الغذاء في عامين 2008/2007 كدرب لخروج صغار المنتجين من الفقر . 

وما فتي صغار المنتجين يواجهون يومهم عبر العالم القيود التي تحول دون ان يجنو منافع عملهم او ان يسهموا في توفير الامن الغذائي ليس فقط لانفسهم بل للجميع من خلال المشاركة الفعلية في الاسواق الا ان االبني التحتية ضعيفة والوصول المحدود الي الخدمات والمعلومات والاصول الانتاجية والاسواق بالاضافة الي التمثيل المتدني في عمليات اتخاذ القرارات يعني انه لم تتم الاستفادة من هذا الاحتمال الكامن . 

وتشير الادلة الي ان هذه التعاونيات ومنظمات المنتجين القوية قادرة علي تجاوز هذه القيود والتخفيف من الاثار الوخيمة لازمة الغذاء والازمات الاخري . 

فقد ساعدت منظمات المنتجين القوية علي سد الفراغ وقد تمكنت من تجاوز القيود التي تفرضها الاصوات والسياسات من خلال ضمان وصول اعضائها الي مجموعة من الاصول والخدمات فيمكن لها علي سبيل المثال خفض التكلفة لدي المزارعين عبر السماح لهم بالشراء بشكل جماعي للاستفادة من اسعار تجزئة افضل للمنتجات الزراعية كما انها تتيح للاعضاء التعبير عن شواغلهم ومصالحهم وتسمح لهم بتادية دور في عمليات صنع القرارات ووضع السياسات . 

هناك امثلة كثيرة عن المنظمات القوية والجامعة التي تنهض والعمل الجماعي في صفوف اولئك اللذين يعتمدون علي الزراعة والصيد والماشية والوظائف التي تنبثق عن ذلك لتامين سبل معيشتهم وتعمل هذه المنظمات علي مستوي الجماعة او علي المستوي الوطني او الدولي للمزاوجة بين اهداف الاعضاء الاقتصادية والاجتماعية . 

لقد قيل مرارا اننا نمتلك الوسائل للقضاء علي الجوع وسوق التغذية وما نحتاج اليه هو توفير اجواء مؤاتية تسمح لصغار المنتجين بالاستفادة علي اكمل وجه من الفرص المتاحة وتشكل التعاونيات ومنظمات المنتجين القوية جزئا اساسيا لتوفير هذه الاجواء المؤاتية . 

وتدعم منظمة الاغذية والزراعة لحكومات الاعضاء في مساعدة التعاونيات ومنظمات المنتجين في مواصلة العمل عبر صوغ السياسات المناسبة والاطر القانونية والحوافز الاقتصادية وعقد المنتديات من اجل الحوار وصناعة السياسات كما ان المنظمة توفر الادلة والمعرفة والممارسة السليمة التي تدعم بروز مزيد من منظمات المنتجين والتعاونيات التي تعول علي نفسها وتتمتع بالشمولية وتراعي المساواة بين الجنسين وتاخذ بتوجيهات السوق . 

وستواصل منظمة الاغذية والزراعة مع منظمة الامم المتحدة والشركاء الاخرين بما في ذلك لجنة تنشيط وتقدم التعاونيات والوكالات الموجودة في روما العمل علي تقوية التعاونيات ودعمها باعتبارها من اصحاب الشأن الرئيسيين لفتح الباب امام فرص جديدة ولتحقيق هدفنا المشترك المتمثل بعالم يتمتع بالامن الغذائي والاستدامة .  

المصدر: الاستاذ / عبد الفتاح حامد
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 48 مشاهدة
نشرت فى 20 أكتوبر 2012 بواسطة world

ساحة النقاش

الشرق الأوسط والعالم

world
الموقع هو جريدة الكترونية الشرق الاوسط والعالم وهى جريدة شاملة ومتنوعة رئيس مجلس الادارة الاستاذ/عبد الفتاح حامد »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

165,121