إن جيل اليوم من الشباب - وهو أكبر جيل يشهده العالم، وغالبيته العظمى تعيش في البلدان النامية - لديه إمكانات غير مسبوقة لتعزيز رفاه الأسرة البشرية جمعاء. غير أن الكثير من الشباب، بمن فيهم أولئك الذين يتمتعون بمستوى تعليمي عال، يعانون من انخفاض الأجور وانسداد آفاق التقدم الوظيفي وبلوغ معدلات البطالة مستويات قياسية. وقد كان وقع الأزمة الاقتصادية العالمية على الشباب أشد من غيرهم، ومفهوم أن العديد منهم تثبطّه الفوارق المتزايدة. وعدد كبير من هؤلاء ليست لديهم أي آفاق ملموسة، وهم محرومون من المشاركة في العمليات السياسية والاجتماعية والإنمائية في بلدانهم. ومن دون اتخاذ تدابير عاجلة، فإننا نخاطر بخلق ”جيل ضائع“ من المواهب المهدورة والأحلام المتبددة.
والعمل مع الشباب ومن أجلهم من أولى أولوياتي. فالشباب قوة محوّلة؛ وهُم عوامل تغيير خلاّقة وبارعة ومتحمسة، سواء في الساحات العامة أو الفضاء الإلكتروني. فقد أبان الشباب مجددا وبقوة، من خلال الدور المحوري الذي اضطلعوا به في الجهود الرامية إلى تحقيق الحرية والديمقراطية والمساواة، ومن خلال التعبئة العالمية التي قاموا بها دعما لمؤتمر الأمم المتحدة للتنمية المستدامة ريو + 20، عن قدرتهم على تحويل مسار التاريخ ومجابهة التحديات العالمية ورغبتهم في ذلك.
والشبان والشابات ليسوا مستفيدين سلبيين، بل هم شركاء متساوون وفعالون. وتطلعاتهم لا تقف عند فرص العمل، بل تتعداها بكثير؛ فالشباب يريدون أيضا أن يكون لهم مقعد على الطاولة - أي صوت حقيقي في رسم السياسات التي ترسم مسار حياتهم. ونحن بحاجة إلى الاستماع للشباب والتحاور معهم. ونحن بحاجة إلى وضع وتمتين مزيد من الآليات لإشراك الشباب. فقد حان الوقت لدمج أصوات الشباب بطريقة أنجع في عمليات صنع القرار على جميع المستويات.
ساحة النقاش