يعقد مجلس الجامعة العربية اجتماعا طارئا اليوم بالقاهرة على مستوى وزراء الخارجية، لبحث الأوضاع الراهنة فى سوريا، ويرأس الاجتماع الشيخ حمد بن جاسم رئيس الوزراء وزير الخارجية القطرية الذى ترأس بلاده الدورة الحالية للمجلس.
وصرح مصدر دبلوماسى لـ«الأهرام»، بأن الوزراء مع تبنى قرار تجميد عضوية سوريا فى الجامعة، واستبعد موافقة الجامعة على قرار بفرض حظر جوي، يأتى ذلك فى الوقت الذى شهدت فيه جلسة مغلقة لمجلس الأمن الدولى مساء أمس الأول، خلافات حادة بين الدول الأوروبية من ناحية وروسيا والصين من ناحية أخري، بسبب تزايد القلق من الأوضاع الملتهبة فى سوريا.
وقال دبلوماسيون، إن سفراء فرنسا وبريطانيا وألمانيا والبرتغال أيدوا بيانا أصدرته المفوضية السامية بالأمم المتحدة لحقوق الإنسان، تطالب بحماية دولية للمدنيين فى سوريا، وحذرت من حرب أهلية محتملة.
وأثارت هذه المساعى الأوروبية غضب البعثة الدبلوماسية الروسية، التى شكا نائبها من أن السفير الفرنسى يخالف الإجراءات المعتادة فى المجلس فى قضايا ليست على جدول الأعمال.
- يجتمع مجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية الساعة الخامسة من مساء اليوم برئاسة الشيخ حمد بن جاسم جبر آل ثانى رئيس الوزراء وزير الخارجية القطرى والذى ترأٍس بلاده الدورة الحالية لمجلس الجامعة. حيث يناقش هذا الاجتماع بندا واحدا يتعلق بالاوضاع الراهنة فى سوريا فى ضوء طلب تقدمت به دولة الامارات العربية المتحدة باسم دول مجلس التعاون الخليجى والتى ترأس الدورة الحالية للمجلس من أغلبية الدول العربية.
وعلم مندوب الاهرام أن وزراء الخارجية العرب سيتبنون موقفا جديدا فى التعامل مع الازمة السورية خاصة التردى الذى وصلته فى الآونة الاخيرة مع تصاعد عمليات العنف فى البلاد والافراط فى قمع المتحتجين ووقوع مواجهات عسكرية بعد انشقاق عناصر من الجيش السورى الامر الذى قد يقود الى نشوب حرب أهلية قد تأخذ شكلا طائفيا وحسب مصادر الاهرام فانه حتى ساعة متأخرة من نهار أمس الاول لم تتبلور ملامح هذا الموقف ولكنه لن يصل الى حد المطالبة بتدخل دولى على غرار موافقة الجامعة العربية على فرض حظر جوى على ليبيا غير أن المصادر نفسها كانت تشير الى إمكانية تبنى قرار بتجميد عضوية سوريا فى الجامعة والاعتراف بالمجلس الوطنى الذى شكلته المعارضة السورية مؤخرا وان كانت هناك اطراف عربية ستبدى معارضتها لهذا التوجه فى ضوء ما تمتلكه دمشق من أوراق ضغط على الدول التى قد تعترف بهذا المجلس. وأكدت المصادر في هذا الصدد ان الجامعة العربية حريصة على استقرار سوريا وتجنيبها الدخول فى مواجهة مع المجتمع الدولي. يأتى ذلك فى الوقت الذى شهدت فيه جلسة مغلقة لمجلس الامن الدولى خلافات حادة بين الدول الاوروبية، من ناحية روسيا والصين من ناحية أخرى مساء أمس الاول بسبب تزايد بواعث القلق تجاه سوريا وتصاعد شبح الحرب الأهلية هناك.
وقال دبلوماسيون بمجلس الأمن - طلبوا عدم ذكر أسمائهم - إن سفراء فرنسا وبريطانيا وألمانيا والبرتغال أيدوا بيانا أصدرته نافى بيلاى مفوضة الامم المتحدة لحقوق الانسان يطالب بحماية دولية للمدنيين فى سوريا وحذرت من حرب أهلية محتملة. وأكدت مفوضة الامم المتحدة السامية لحقوق الإنسان - فى بيان - إن المسئولية تقع على كل أعضاء المجتمع الدولى للقيام بتحرك للحماية بطريقة جماعية قبل أن يدفع القمع القاسى وعمليات القتل البلاد الى حرب أهلية شاملة.
وقال دبلوماسى - حضر الاجتماع لرويترز - إن المساعى الاوروبية ضد سوريا مساء أمس الاول أثارت رد فعل غاضبا من نائب السفير الروسى فى الامم المتحدة الكسندر بانكين الذى شكا من أن السفير الفرنسى جيرار ارو يخالف الاجراءات المعتادة بطرح قضايا «ليست على جدول الاجتماع».
وقال مبعوثون إن السفير الصينى أبلغ المجلس أن تصريحات بيلاى بشأن سوريا لم تكن مطلوبة من قبل مجلس الامن ولذا فانه لا يجب أخذها فى الاعتبار.
وقال دبلوماسيون ان ارو كان يشير إلى روسيا والصين والبرازيل والهند وجنوب افريقيا وهى الدول الخمس التى تعارض المسعى الغربى لاتخاذ اجراء صارم فى المجلس ضد سوريا منذ أن بدأت الحكومة السورية حملة ضد المحتجين المطالبين بالديمقراطية قبل ما يزيد عن ستة اشهر.
وقال السفير البرتغالى جوزيه فيليب مورايس كابرال أحد المؤيدين لمشروع القرار الذى لم تتم الموافقة عليه الاسبوع الماضى انه يتعين على المجلس النظر مجددا فى فكرة ادانة دمشق، مؤكدا أن الوضع فى سوريا يتدهور بشكل سريع.
وقال دبلوماسيون إن البرازيل والهند وجنوب افريقيا التى امتنعت عن التصويت الاسبوع الماضى على قرار بشأن سوريا لم تتناول القضية عندما تحدث مندوبوها فى المجلس.
وفى دمشق. أفاد ناشطون سوريون بمقتل 21 شخصا فى مناطق متفرقة برصاص الأمن والجيش السورى، منهم 10 أشخاص لقوا مصرعهم فى بلدة «داعل» بريف درعا و8 آخرين فى «إنخل» و3 آخرين فى حى «القدم» بدمشق ومدينة «سقبا» بريف دمشق ومدينة «عندان» بمحافظة حلب أمس الاول.