بدأت الشركة المصرية للاتصالات تجربة جديدة ضمن نشاطها في مجال المسئولية الاجتماعية. تشمل إتاحة فرص عمل وتدريب لمجموعة من المكفوفين وضعاف البصر في مركز خدمة 140 دليل. وذلك بالتعاون مع المؤسسة التنموية لتمكين ذوي الاحتياجات الخاصة.
هم مجموعة من الشباب الطموح المثابر. الذي لم يستسلم لإعاقة أو مرض. بل امتلك من الايمان والأمل ما مكنه من تحويل أحلامه إلي حقيقة واقعة. في مركز خدمة العملاء. وعلي أحد المقاعد الخاصة بالتدريب. جلس حسام حسين "23 سنة". أحد المكفوفين الذين يتم تدريبهم وإعدادهم للعمل من قبل الشركة المصرية للاتصالات.. يتعامل مع برامج تقديم خدمة مواعيد مباريات كرة القدم. وهي إحدي الخدمات الجديدة التي تقدمها 140 دليل. كان أداؤه مميزا لا يختلف كثيرا عن أي من مقدمي الخدمة المبصرين. فقد وضع في إحدي أذنيه سماعة يسمع بها مكالمة العميل ويتواصل معه. وفي الاذن الاخري وضع سماعة يسمع بها ما كتب علي الشاشة أمامه عن طريق برنامج متخصص في هذا الأمر.. يقول حسام. وهو خريج كلية الاداب قسم لغة عربية. إنه قد حصل علي تدريب في المؤسسة التنموية لتمكين ذوي الاحتياجات الخاصة شمل التدريب علي استخدام الكمبيوتر ومهارات الاتصال. من أجل تهيئتهم لسوق العمل. ثم قامت هذه الجمعية بالتنسيق مع المسئولين في الشركة المصرية للاتصالات من أجل اتاحة فرصة عمل. وبالفعل تم اجراء مقابلة معه وترشيحه لخوض هذه التجربة. ويضيف حسام انه كان يتعامل مع خدمة 140 دليل من قبل بصفته عميلاً من عملاء المصرية للاتصالات. ولاحظ حجم التطوير في الخدمات المقدمة. لكنه فوجئ أكثر بحجم هذا المشروع الكبير الذي يتلقي ما يزيد علي 5 ملايين مكالمة شهريا. وأنه يشعر بالفخر للعمل في مثل هذه الخدمة. فهو يقوم حاليا بالتدريب علي إعطاء العملاء مواعيد المباريات ونتائجها. وسيتم تدريبه في وقت لاحق علي تقديم مواعيد رحلات الطيران.
ويشير حسام إلي تعاون جميع العاملين بالشركة بداية من المسئولين الذي رحبوا بالتجربة. وحتي زملائهم الجدد في مركز 140 دليل. فقد قام فريق من المدربين بتدريبهم علي مهارات التعامل مع العملاء. وكذلك التعامل مع برامج الخدمات الخاصة بمركز الخدمة بعد تحميل البرامج الصوتية التي تقوم بقراءة كل ما هو مكتوب علي شاشة الكمبيوتر.
أحلام وطموحات
أما محمد سيد سليمان "27 سنة". وهو خريج كلية الآداب قسم تاريخ. فيقول إنه كان يحلم بتحقيق الكثير من طموحاته بعد تلقيه التدريب في المؤسسة التنموية لتمكين ذوي الاحتياجات الخاصة. وأنه علي الرغم من بعض التجارب الصغيرة في العمل والتي وفرتها له المؤسسة فإن هذه الفرصة بالعمل في شركة بحجم المصرية للاتصالات هي في رأيه الخطوة الأولي علي طريق تحقيق هذه الاحلام والطموحات. وأنه يتم تدريبه الآن علي خدمة كرة القدم ومواعيد رحلات الطيران. لكنه يأمل في أن يحقق أداء جيدا يؤهله للتدريب علي البرامج الاكثر صعوبة وتعقيدا. نفس مشاعر الطموح والتحدي أبداها المكفوفون وضعاف البصر المشاركين في التجربة. فتقول آية عبدالله "23 سنة" إن هذه الفرصة قد فتحت الطريق أمام استغلال المهارات التي اكتسبتها في التدريب للوصول لما تحلم به. ويقول مينا نبيل "24 سنة" إن الخبرة التي سيجنيها من العمل في مركز 140 دليل. الذي يتعامل مع ملايين العملاء. تساوي له الكثير ولا تقدر بثمن.
5 ملايين مكالمة شهريا
صرح المهندس محمد عبدالرحيم. الرئيس التنفيذي للشركة. بأن هذه التجربة تأتي في إطار حرص الشركة المصرية للاتصالات علي القيام بدورها في خدمة المجتمع. والمساعدة في إتاحة حياة عملية أفضل لذوي الاحتياجات الخاصة. الذين يمتلكون من الاحلام والطموحات الكثير. لذلك تم التعامل مع الامر بحماس شديد. وتمت إزالة كل العوائق للإسراع في تنفيذ هذه التجربة التي ستكسبهم خبرة عملية متميزة. مشيرا إلي أن مركز 140 يستقبل ما يزيد علي خمسة ملايين مكالمة شهريا. ويعد من أكبر مراكز خدمة العملاء في مصر.. وقال المهندس عماد الازهري. نائب أول الرئيس التنفيذي للشئون التجارية. إنه تم التنسيق مع المؤسسة التنموية لتمكين ذوي الاحتياجات الخاصة. وإجراء عدة لقاءات مع بعض المكفوفين وضعاف البصر الذين أبدوا استعدادا جيدا للعمل. مشيرا إلي انه يتم حاليا تدريب ستة منهم علي برامج العمل في الدليل علي أيدي مدربين متخصصين من أجل اكتساب مهارات التعامل مع العملاء من ناحية. واحتراف برامج الخدمات الجديدة من ناحية أخري. مع توفير البرامج المتخصصة في مساعدة المكفوفين علي قراءة كل ما يكتب علي الشاشة سماعيا
ساحة النقاش