في يوم أفريقيا، نحيي شعب أفريقيا ونعرب عن تقديرنا لما تعدنا به أفريقيا. لقد شهدت القارة الأفريقية عقدا من النمو الاقتصادي السريع، بالمقارنة الصارخة مع ما شهدته السنوات السابقة لذلك من ركود وانتكاسات. والكثير من الاقتصادات الأسرع نموا في العالم تجدها في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، وإذ تتكاثر هناك فرص مغرية للاستثمار. كما حققت أفريقيا مكاسب في مجال تعزيز دعائم الديمقراطية. لذا فإن الأمم المتحدة ستواصل دعم الجهود التي تبذلها شعوب أفريقيا لإعمال حقها في اختيار قادتها ولكفالة أن تكون الانتخابات فيها طريقا يفضي إلى السلام لا إلى العنف.
وسأحتفل بيوم أفريقيا هذا العام بزيارة أقوم بها إلى القارة بهدف حشد الدعم العالمي للجهود الرامية إلى الحد من معدلات وفيات الأطفال والأمهات. فقد كان معدل التقدم المحرز في هذا المجال أقل منه في مجال الأهداف الإنمائية الأخرى للألفية، رغم ما اعتمد من سياسات وممارسات وتكنولوجيات ناجعة. واستراتيجيتنا العالمية الجديدة لصحة المرأة والطفل تهدف إلى إنقاذ أرواح الملايين من خلال إشراك جميع الشركاء المعنيين والتوسع في الأعمال التي أثبتت نجاحها، بما في ذلك الكثير من الاستراتيجيات الأفريقية الأصيلة التي تكللت بالنجاح.
إن موضوع الاحتفال هذا العام - ”التعجيل بتمكين الشباب من أجل تحقيق التنمية المستدامة“ - يسلط الضوء على واحدة من أعظم ثروات أفريقيا التي لم تستثمر بعد، ألا وهي شبابها. فأفريقيا من أكثر القارات شبابا في العالم؛ إذ إن سبعين في المائة من سكانها دون سن الثلاثين. ورغم ما أحرزه التعليم من تقدم ورغم النمو الاقتصادي، فإن ما يحرز من تقدم لا يزال ضعيفا، فضلا عن انتشار اللامساواة، ويواجه الأفريقيون الشباب صعوبات كبرى في إيجاد فرص عمل لائقة وفي المشاركة في عملية صنع القرارات. وفي شمال أفريقيا، كان انعدام هذه الحريات أحد العوامل التي أدت في مطلع هذا العام إلى نزول الشباب إلى الشوارع للتظاهر مطالبين بالتغيير وتحقيق طموحاتهم المشروعة بالعيش حياة أفضل. لذا فإن تمكين الشباب هو عامل أساسي لتحقيق النمو الاقتصادي المستدام والإدارة المستدامة لنظم الأرض الإيكولوجية ولمواردها؛ والتحدي الواضح الذي يواجه بلدانا عديدة اليوم يتمثل في إيلاء نفس القدر من الاهتمام إلى موضوع إحراز تقدم سياسي مستدام.
وبينما يناضل الأفريقيون لمواجهة الأخطار التي تهدد السلام والتنمية، ستظل القارة الأفريقية تحتاج إلى دعم قوي ملتزم من جميع شركائها. ولنؤكد من جديد، في يوم أفريقيا، التزامنا بالعمل كشركاء مع الأفريقيين من جميع الأعمار لتحقيق إمكانياتهم من خلال خلق الأجواء التي تساعد على بناء الرخاء والديمقراطية والسلام.
ساحة النقاش