منذ مائة عام خلت, لما احتفل العالم لأول مرة باليوم الدولي للمرأة, كان ينظر الى المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة باعتبارهما من الافكار الراديكالية الى حد بعيد. والآن وقد حلت الذكرى المئوية الاولى, ها نحن ذا نحتفل بالتقدم الكبير الذي احرز بفضل الدعوة الدؤوبة والاجراءات العملية والسياسات المستنيرة. ومع ذلك, لا تزال المرأة في بلدان ومجتمعات عديدة مواطنة من الدرجة الثانية.

ومع ان الفجوة  القائمة بين الجنسين في مجال التعليم ماضية التقلص فان هناك اوجه بون شاسع في البلد الواحد وبين البلدان ولا تزال اعداد كبيرة من الفتيات محرومات من التعليم المدرسي او ينقطعن عن الدراسة قبل الاوان او يكملن تعليمهن بمهارات ضئيلة وفرص اقل. ولاتزال النساء والفتيات يعانين ايضا من اعمال التمييز والعنف المرفوضة وكثيرا ما يكون ذلك على ايدي شركاء حياتهن الحميمة او اقاربهن. ومن ينتمي الى صنف الاناث عرضة للخطر سواء في المنزل او في المرسة وسواء في مكان العمل او في معترك المجتمع. وفي كثير من سياقات النزاع يستخدم العنف الجنسي عمدا وبصورة ممنهجة لزرع الخوف في نفوس النساء وفي المجتمعات برمتها.

 ولذلك فان حملة " متحدون من اجل انهاء العنف ضد المرأة" التي اعطيت انطلاقتها الى جانب " شبكة القادة الرجال" تعمل من اجل وضع حد للافلات من العقاب وتغيير العقليات. ويتزايد العزم ايضا على الصعيد الدولي لمعاقبة مرتكبي الاعتداء الجنسي في النزاعات ومنع وقوعه ولبذل المزيد من الجهود لتنفيذ قرار مجلس الامن التاريخي1325 بشأن المرأة والسلام والامن الذي يبرز اهمية اشراك المراة في جميع جوانب بناء السلام وحفظه.

والمجال الآخر الذي نشعر بالحاجه الماسة الى رؤية تقدم ملموس يحرزفيه هو صحة المرأة والطفل. فلقد اعترف مؤتمر القمة الذي انعقد في أيلول/سبتمبر2010 بشأن الاهداف الانمائية للألفية بأهمية هذه المسألة وتعهدت الدول الاعضاء واوساط المتبرعين للاعمال الخيرية بتقديم دعم قوي للاستراتيجية العالمية التي اعلنتها من اجل انقاذ الارواح وتحسين صحة النساء والاطفال على مدى السنوات الاربع القادمة.

وأمافي مجال صنع القرار, فان النساء  مافتئن يتبوأن المكانة اللائقة بهن في المجالس البرلمانية بأعداد متزايدة وفي عدد متزايد من البلدان. ومع ذلك, لاتتولى المرأة منصب رئاسةالدولة او رئاسة الحكومة الا في اقل من10في المائة من البلدان. وحتى عندما تكون المرأة بارزة على الساحة السياسية  فانها غالبا ماتكون ممثلة تمثيلا ناقصا جدا في مجالات اخرى من مجالات صنع القرار ولاسيما في المراتب العليا في قطاعي الاعمال والصناعة. وتهدف مبادرة حديثة للامم المتحدة الى تصحيح هذا الخلل وهي مبادرة "مبادئ تمكين المرأة" التي يعمل بها الآن مايفوق 130 من كبريات الشركات.

 ويركز الاحتفال باليوم الدولي للمرأة هذا العام على المساواة في الحصول على التعليم والتدريب والعلم والتكنولوجيا. فبالهواتف المحمولة والانترنت على سبيل المثال تستطيع المرأة ان تحسن صحة اسرتها وحظها من الرفاه وان تستفيد من فرص الكسب وتحمي نفسها من الستغلال والضعف امام المخاطر. وبفضل الحصول على ادوات من هذا القبيل مع ما ينبغي من التعليم والتدريب تستطيع المرأة ان تكسر حلقة الفقر وتجابه الظلم وتمارس حقوقها.

وان انطلاق العمل هذا العام بجهاز الامم المتحدة المعني بالمساواة بين الجنسين وتمكين المراة لدليل على عزمنا المضي قدما في هذا المجال من مجالات الاهتمام. فبدون مشاركة المراة مشاركة كاملة وعلى قدم المساواة مع الرجل في جميع مناحي الحياة العامة والخاصة لاامل لنا في تحقيق المجتمع الذي وعد به ميثاق الامم المتحدة مجتمع ينعم بالاستقرار والسلام والعدل.

المصدر: الأمم المتحدة
  • Currently 20/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
7 تصويتات / 62 مشاهدة
نشرت فى 7 مارس 2011 بواسطة world

ساحة النقاش

الشرق الأوسط والعالم

world
الموقع هو جريدة الكترونية الشرق الاوسط والعالم وهى جريدة شاملة ومتنوعة رئيس مجلس الادارة الاستاذ/عبد الفتاح حامد »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

165,254