سوريا أرض الجحيم
عشرة سنوات و الجحيم يحرق قلوبنا
و أجسادنا من وراء
الظالمين
عشرة سنوات و كأنها عشرة قرون تمزقنا الأحقاد
و الغل و الكل يتفوه للأخر عن
التخوين
تهاوت كل المباني و تبخرت المنازل الفقراء
و سقطت كل القلوب و إنكسرت
و الأحلام سقطت مع سقوط الأخلاق في
المراحيض الفاحشة
فبقيت فقط تتراقص في الميادين أحلام
الشياطين
تصارعت جثث الموتى في الشوارع و الأزقة
المدينة و تعفنت مع حزنها على صدى
صراخ الغبار فوق وجه الجدران المهدومة
و تعفنت على الحزن و الألم وجه الشمس
الحزين
فصرخت من بعيد ألم و وجع الأمهات على
موت أبناءهن و صاح من حنجرة الأباء
القهر من النوح و الجرح العميق بدمع
الأنين
فأحرقوا كل شيء و دمروا و خربوا
كل شيء
و مزقوا صور التاريخ و باعوا من أجل
المال الوطن و التاريخ
و حملوا السيوف و البنادق و شعارات الكذب
و النفاق
و غيروا من أشكالهم أصبحوا صورهم
كوجه القرود و
السعادين
شردوا الناس الفقراء و باعوا ممتلكات الناس
وتاجروا بالناس
طويلاً
و شربوا الخمورا و رقصوا مع العاهرات
بلحن الشيطان فوق كتب السموات فرحين
على أنقاد أجساد و جثث
المساكين
فضاع البلد و ضاع الإنسان الكل يقدم
نفسه على إنه الطيب المسكين
المخلص الطاهر
الأمين
لا أحد يعترف بالخطء أو الغلط
الكل يتشاطر على الأخر بالوطنية و حب الأرض
و الوطن
الكل يخون الأخر الكل ينظر لنفسه
على إنه للبلد ...... الذهب
الثمين
لا أحد في بلدي يحب الأخر و الكل يحقد
و حاقد للطرف الثاني
و الغني في بلدي صار شحاد و فقير
و في بلدي الشحاد الفقير صار مليونير في
يوم و ليلة
بفانوس السحري بفانوس السلاح و السرقة
و الظلم
ففي بلدي لا أحد بريء الكل مذنب و مساهم
بذبح سوريتي الضحية الكل بذبحها
مساهمين
فأصبحنا من وراء القرود و الشياطين و
الظالمين
مشردين
جائعين
خاسرين
متعبين
تائهين
مجروحين
مكسورين
مفلوجين
ميتين
بالجحيم نائمين محروقين
و في موطن الجروح نحن أمام عتبة السماء مازلنا
بكارثتنا صابرين
ففي بلدي عجائب السموات و عجائب
الأرض
بكل مدينة و بكل قرية صنعوا دولة و كتبوا
قوانين و أشرعة تحكمها بحكم القوي
على الضعيف
و راحت آلة الموت تحصد بأرواح الضعفاء
في السجون والمعتقلات بأرواح
المساجين
في بلدي الحرب غير كل الحروب
في بلدي البشر غير كل البشرية
في بلدي الحقد غير كل الأحقاد
في بلدي الموت مذلول . غير الموت في الأماكن
الإخرى
في بلدي الجرح غير كل الجروح
في بلدي الألم عميق غير كل الآلام
ففي بلدي الضمائر عدم غير كل الضمائر الأخرين
تجاه بلادهم
ففي بلدي لا السيد يرحم و لا العبد
يرحم
الحجر يبكي في بلدي على الخراب و الناس
يرقصون بدموع الأطفال بثمل
والسكر
و الملائكة في بلدي ماتذال تنام خائفة بحضن
الكافرين
ففي بلدي ضاع الشرف و الكرامة و ضاع الإنسان
و ضاع الرحمة والإخوة
ضاع القيم و الدين و ضاع طعم الحياة و لون
الياسمين
ضاعت المقابر و القتلى في أماكن ليست لها
عنوانين
كما ضاع كل شيء عندما ضاعت جنة الأرض
عندما ضاعت
عفرين
فآهاً عليكم يا أيها البشر الظالمون ماذا
فعلتم و ماذا تفعلون بوطني
الحزين
فأحرقوا الساحل الجميل بروعتها
القوية
أحرقوا درعا الحبيبة و السويداء
الدرزية
أحرقوا حمص العروبة و حماه
الأبية
أحرقوا حلب مدينتي بالهوية
أحرقوا إدلب و الحسكة الصبية
و مزقوا دمشق الياسمين بعقولهم الصغيرة
الغبية
و دمروا كل شبراً من بلدي
سوريا
و لكني سأعود يوماً لأبني بلدي مهما خربت
الأيدي الكافرة
و عبثت بجثتها سأعود لأزرع الياسمين في
دمشقَ
لأزرع القمح في الجزيرة الغنية
وسأبني محبتي في درعا و أحضن
السويداء بروية
و سأمروا لحمص مدينة الوليد لأقبلها بترابها
الطاهرة بشهية
و سأأكلوا البوظة الحموية بطريقي
إلى حلب لأغني و أأكل من مطبخها
الأكلات الطيبة و سأجلس لأترتاح
في حارتي بالأشرفية
لأعيد بذاكرتي الأيام
المخملية
و سألقي على إدلب الزيتون
التحية
وأخيراً سأقف فوق قلعة
حلب
و سأصرخ بصوت عالي من وجعي العميق
كفى كفى كفى
كفى يا أيها البشر
كفى
لقد تعبنا و تعبنا من ظلمكم يا
ظالمين يا حاقدين
لقد تعبنا يا الله
تعبنا يا محمد
و يا عيسى
و موسى
لقد تعبنا يا عرب
تعبنا يا غرب يا أمريكا
تعبنا يا عالم
تعبنا يا أيتها الكلاب
تعبنا يا أيتها القرود
تعبنا يا من تسمون أنفسكم
بشر
لقد تعبنا من الموت بكل يوم ألف
مرة
يا الله يا الله يا الله
إرحمنا من هؤلاء الكائنات التي تسمى
بالبشر
إرحم سوريا و شعب سوريا
يا حجر
عندما العالم لا يرحم شعب بأكمله لا
أحترم هذا العالم
اللعين
التوقيع ...... المواطن السوري المقتول الشهيد
الحي
مصطفى محمد كبار ......... إبن حلب
سوريا 10/10/2020