التنمية المستدامة

التنمية المستدامة_الاقتصاد الاخضر_الاقتصاد الازرق _ الإقتصاد الدائري_اقتصاد الدونات_ البصمة البيئية_

قياس كمي


الملخص (Abstract)

يقدّم هذا البحث نموذج الأشوح للتطور الحلزوني الثلاثي بوصفه إطارًا تفسيريًا وتطبيقيًا لفهم التحول الحضاري والمؤسسي المستدام. ينطلق النموذج من فرضية أن التطور الإنساني لا يسير في خط مستقيم ولا في دورات مغلقة، بل في مسار حلزوني متكرر يمر بثلاث مراحل: التأسيس/التلقي (B)، التحول/النقد (C)، والإبداع/التكامل (E). يربط النموذج بين أربعة أبعاد مركزية هي: العقل، الحياة، الاقتصاد، والحضارة، ويؤكد أن نجاح أي نهضة مرهون بالإدارة الواعية لمرحلة التحول. تعتمد الدراسة منهجًا تحليليًا–تكامليًا يجمع بين التحليل الحضاري، البنيوي، والقيمي، وتخلص إلى مجموعة من النتائج والسياسات العملية في مجالات التعليم والقيادة والاقتصاد، بما يدعم الانتقال نحو حضارة إنسانية مستدامة.

الكلمات المفتاحية: التطور الحلزوني، التحول الحضاري، القيم، الاستدامة، نموذج الأشوح.


1. المقدمة

تشهد المجتمعات الإنسانية في القرن الحادي والعشرين تسارعًا غير مسبوق في التطور التكنولوجي والمعرفي، يقابله تصاعد في الأزمات القيمية والبيئية والمؤسسية. وقد كشفت هذه المفارقة عن محدودية النماذج الخطية التقليدية في تفسير مسارات التقدم، وعجزها عن تقديم حلول مستدامة لإدارة التحول. في هذا السياق، تبرز الحاجة إلى نماذج تفسيرية–تحليلية قادرة على استيعاب التعقيد، ودمج الأبعاد المعرفية والقيمية والاقتصادية ضمن إطار واحد.

ينطلق هذا البحث من إشكالية مركزية مفادها: كيف يمكن تفسير وإدارة التحول الحضاري والمؤسسي بطريقة تحقق الإبداع والاستدامة دون الوقوع في الجمود أو الفوضى؟ ويقترح البحث نموذج الأشوح للتطور الحلزوني الثلاثي (B–C–E) بوصفه إطارًا نظريًا وتطبيقيًا للإجابة عن هذه الإشكالية.


1.1 مشكلة البحث

تتمثل مشكلة البحث في غياب نموذج تكاملي يفسر التحول الحضاري والمؤسسي من منظور غير خطي، ويحوّل الأزمات من حالات اضطراب إلى فرص انتقال إبداعي، مع الحفاظ على البعد القيمي كشرط للاستدامة.

1.2 أسئلة البحث

<!--ما الأسس النظرية التي يقوم عليها نموذج الأشوح للتطور الحلزوني الثلاثي؟

<!--كيف يفسر النموذج مسارات التحول الحضاري والمؤسسي عبر المراحل (B–C–E)؟

<!--ما النتائج التطبيقية للنموذج في مجالات التعليم والقيادة والاقتصاد؟

<!--كيف يمكن اشتقاق سياسات عملية مستدامة من هذا النموذج؟

1.3 أهداف البحث

<!--بناء إطار نظري متكامل لنموذج الأشوح.

<!--تحليل المراحل التحولية للمؤسسات والحضارات وفق النموذج.

<!--اختبار القدرة التفسيرية والتطبيقية للنموذج.

<!--تقديم سياسات عملية قائمة على القيم والاستدامة.

1.4 أهمية البحث

تنبع أهمية البحث من كونه يقدّم نموذجًا عربي المنشأ ذي قابلية عالمية، يسهم في سد فجوة معرفية في دراسات التحول والتنمية المستدامة.


2. الإطار النظري

2.1 فرضية التطور الحلزوني

يقوم النموذج على افتراض أن المجتمعات والمؤسسات تمر بدورات متكررة من البناء والتفكيك وإعادة البناء، حيث تؤدي كل مرحلة إبداع (E) إلى تأسيس جديد (B) لدورة أعلى. وعليه، لا تُعد الأزمات علامات فشل، بل لحظات انتقال بنيوي.

2.2 المراحل الثلاث (B–C–E)

<!--مرحلة B (التأسيس/التلقي): تتسم بالاستقرار النسبي، والاعتماد على التقليد وبناء القواعد الأولية.

<!--مرحلة C (التحول/النقد): مرحلة الصراع وإعادة التقييم، حيث تُفكك المسلمات وتُختبر النماذج السائدة.

<!--مرحلة E (الإبداع/التكامل): مرحلة النضج، وإنتاج المعرفة الجديدة، وتحقيق التوازن بين القيم والفاعلية.

2.3 البعد القيمي في النموذج

يرتكز نموذج الأشوح على أربع قيم مركزية (العدل، الحرية، الجمال، الرحمة)، تتطور دلالاتها عبر المراحل الثلاث، لتتحول من مفاهيم جزئية أو شكلية إلى منظومة تكاملية تقود الاستدامة الحضارية.


3. المنهجية

يعتمد البحث منهجية كميةتفسيرية (Quantitative Explanatory Design) تهدف إلى اختبار نموذج الأشوح للتطور الحلزوني الثلاثي (B–C–E) تجريبيًا من خلال تحويله إلى نموذج قياس قابل للاختبار الإحصائي.

3.1 تصميم الدراسة

<!--نوع الدراسة: دراسة كمية تحليلية.

<!--أسلوب التحليل: نمذجة العلاقات السببية بين المتغيرات.

<!--أداة التحليل: الاستبيان المعياري + التحليل العاملي والنمذجة الهيكلية (SEM).

3.2 مجتمع وعينة الدراسة

<!--مجتمع الدراسة: مؤسسات تعليمية، قيادية، واقتصادية.

<!--وحدة التحليل: المؤسسة / القائد / عضو هيئة تدريس.

<!--حجم العينة المقترح: (300–500) مفردة لضمان الصدق الإحصائي.

3.3 المتغيرات

المتغير المستقل

<!--مرحلة التطور المؤسسي (B – C – E).

المتغيرات الوسيطة (القيم)

<!--العدل

<!--الحرية

<!--الجمال

<!--الرحمة

المتغير التابع

<!--مستوى الاستدامة المؤسسية (الأداء – الابتكار – الأثر المجتمعي).

3.4 فروض الدراسة

H1: توجد علاقة موجبة ذات دلالة إحصائية بين الانتقال من مرحلة B إلى C ومستوى تفعيل القيم.

H2: تؤثر مرحلة C تأثيرًا وسيطًا في العلاقة بين القيم المؤسسية ومستوى الإبداع (E).

H3: يؤثر تكامل القيم الأربع تأثيرًا مباشرًا في تحقيق الاستدامة المؤسسية.

H4: تختلف قوة العلاقات بين المتغيرات باختلاف القطاع (تعليم – قيادة – اقتصاد).


4. النتائج

4.1 نتائج على المستوى الحضاري

تشير النتائج إلى تقارب تاريخي بين الحضارات الثلاث في القرن الحادي والعشرين، ما يفتح المجال لنهضة إنسانية قائمة على التكامل لا الهيمنة.

4.2 نتائج على المستوى المؤسسي

أظهرت الدراسة أن تعثر كثير من المؤسسات يعود إلى الجمود في مرحلة B أو الفوضى غير المُدارة في مرحلة C، في حين أن المؤسسات القادرة على إدارة التحول تحقق قفزات إبداعية مستدامة.

4.3 نتائج على المستوى القيمي

تؤكد النتائج أن غياب التكامل القيمي يؤدي إلى تنمية هشة، بينما يشكّل تفاعل القيم الأربع أساسًا للاستدامة طويلة الأمد.


5. نموذج القياس الكمي (Measurement Model)

5.1 بناء المؤشرات

يتم تحويل القيم والمراحل إلى مؤشرات قابلة للقياس باستخدام مقياس ليكرت الخماسي.

المتغير

البعد

مؤشر القياس

العدل

تنظيمي

عدالة توزيع الموارد – شفافية القرار

الحرية

معرفي

حرية التفكير – المشاركة في القرار

الجمال

بيئي/ثقافي

جودة البيئة – الانسجام المؤسسي

الرحمة

إنساني

دعم الأفراد – القيادة الوجدانية

الاستدامة

ناتج

الابتكار – الأثر المجتمعي – الاستمرارية

5.2 الصدق والثبات

<!--الصدق البنائي: التحليل العاملي الاستكشافي والتوكيدي (EFA / CFA).

<!--الثبات: معامل كرونباخ ألفا (≥ 0.70).

5.3 النموذج الهيكلي المقترح (SEM)

<!--مرحلة التطور ⟶ تفعيل القيم ⟶ الإبداع ⟶ الاستدامة.

<!--اختبار التأثيرات المباشرة وغير المباشرة.


6. مناقشة النتائج

تظهر نتائج البحث أن نموذج الأشوح يمتلك قدرة تفسيرية عالية لفهم التحولات المركبة التي تمر بها المجتمعات والمؤسسات. وتبيّن أن مرحلة التحول (C) تمثل العنصر الحاسم في تحديد مآلات التطور، حيث يؤدي سوء إدارتها إلى الفوضى أو الارتداد، بينما يفضي إدراكها الواعي إلى الإبداع المؤسسي والحضاري.

7. مناقشة النتائج المتوقعة

من المتوقع أن تُظهر النتائج الإحصائية أن مرحلة التحول (C) تمثل المتغير الحاسم في تفسير الفروق بين المؤسسات من حيث القدرة على الإبداع والاستدامة، وأن القيم الأربع تعمل كمتغيرات وسيطة تعزز الانتقال الناجح نحو مرحلة الإبداع (E).

8. الخاتمة والتوصيات البحثية

يقدّم هذا البحث أول محاولة لتحويل نموذج الأشوح للتطور الحلزوني الثلاثي إلى نموذج قياس كمي قابل للاختبار الإحصائي. ويوصي البحث بـ: 1. اعتماد النموذج في دراسات السياسات العامة والتنمية المؤسسية. 2. تطبيق النموذج باستخدام SEM في سياقات ثقافية مختلفة. 3. تطوير مؤشر وطني/مؤسسي لقياس التحول القيمي والاستدامة.

 


walled2014

وليد الأشوح

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 32 مشاهدة

سفير افريقيا للمناخ و الإستدامة وليد حسان الاشوح

walled2014
يتناول شرح مبسط عن التنمية المستدامة و الإقتصاد الأخضر و الإقتصاد الأزرق و الدائري واقتصاد الدونات و إعادة التدوير و البصمة البيئية و الكربونبة و المائية »

ابحث

تسجيل الدخول