📰 المتحف المصري الكبير يحتفي بالفكر المستدام عبر “قبعات التفكير الست”

القاهرة – أكتوبر 2025

في لحظةٍ تمزج بين عبق التاريخ ونبض المستقبل، يفتتح المتحف المصري الكبير أبوابه ليصبح شاهدًا على حضارةٍ لم تعرف الزوال، ورسالةٍ جديدة تؤكد أن الاستدامة كانت جزءًا أصيلًا من فكر المصري القديم قبل أن تصبح شعارًا عالميًا في القرن الحادي والعشرين.

💡 الفكر المتوازن... من مصر القديمة إلى دي بونو

في عالمٍ تتسارع فيه التحديات البيئية والفكرية، لم تعد القرارات الكبرى تُبنى على الحدس وحده، بل على تفكيرٍ متكامل يجمع بين المنطق والإبداع والعاطفة والتنظيم.

ومن هنا تبرز نظرية قبعات التفكير الست التي ابتكرها المفكر العالمي إدوارد دي بونو، كأداة لفهم أنماط التفكير المختلفة وكيفية توظيفها في اتخاذ قرارات أكثر وعيًا وابتكارًا.

وبالتزامن مع الافتتاح التاريخي للمتحف المصري الكبير، يبرز ربطٌ فريد بين الفكر المعاصر وهذه النظرية من جهة، والحضارة المصرية القديمة من جهة أخرى؛ تلك الحضارة التي جسّدت الاستدامة فكراً وممارسة منذ آلاف السنين.

🇪🇬 المصري القديم… أول من ارتدى قبعات التفكير الست

أكد خبير الاستدامة وعضو الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة المهندس وليد حسان الأشوح أن المصري القديم مارس التفكير المتوازن الذي نادت به “قبعات دي بونو” دون أن يسميه، موضحًا أن:

القبعة البيضاء ظهرت في دقة الملاحظة وجمع البيانات حول النيل والزراعة والفصول.

القبعة الحمراء تجسدت في الفن والموسيقى والنقوش التي عبّرت عن المشاعر الإنسانية بصدق.

القبعة السوداء برزت في نظم الرقابة والقوانين التي منعت الإسراف في الموارد.

القبعة الصفراء مثّلت رؤية الأمل والخلود في البناء والإعمار.

القبعة الخضراء تجلت في الابتكار المعماري والزراعي مثل اختراع الورق والري الدقيق.

القبعة الزرقاء جسدت التنظيم والإدارة الحكيمة التي وحّدت الدولة المصرية لقرون.

وأوضح الأشوح أن هذه الأنماط تمثل في جوهرها فكر الاستدامة المتكامل، الذي يوازن بين العلم والعاطفة، الفرد والمجتمع، والإنسان والبيئة.

🌿 المتحف المصري الكبير... الماضي يضيء طريق المستقبل

وأضاف أن افتتاح المتحف المصري الكبير ليس حدثًا أثريًا فحسب، بل رمز لنهضة فكرية جديدة تعيد تعريف العلاقة بين التراث والتنمية، حيث يعتمد تصميم المتحف على الإضاءة الطبيعية، وترشيد الطاقة، والتكامل مع البيئة المحيطة، بما يضمن بقاء الآثار في بيئة متوازنة ومستدامة لقرون قادمة.

ويؤكد الخبراء أن المتحف يمثل “القبعة الزرقاء” الحديثة لمصر — إذ ينظم فكر الماضي، وإبداع الحاضر، ورؤية المستقبل في تناغمٍ واحد.

🏺 رسالة من الأجداد إلى الأحفاد

> “لقد علّمنا المصري القديم أن التفكير ليس رفاهية، بل مسؤولية.

وأن الاستدامة ليست فكرة غربية، بل جذورٌ فرعونية تمتد في عمق حضارتنا.

فكروا كما فكرنا — بعلمٍ، وعاطفةٍ، وعدلٍ، وأملٍ، وإبداعٍ، وتنظيمٍ —

لتستمر الحضارة وتزدهر الأرض.”

#GrandEgyptianMuseum  شبكة الاستدامة المصرية  Walled Ashwah الجميع