ثــلاثـــية الــهـــــروب
**************
راهبة
جعلت من قلبها باباً
أوصدته بالمفتاح
و احتجبت خلفه
لا تشرق شمسها
لا يغيب قمرها
غائبة ... مختفية
حتى عن نفسها
دفنت مشاعرها
في قبر النسيان
قبلت أن تعيش راهبة
وسط العميان
وضعت الحواجز
في الشرق و الغرب
و تناست أنها إنسان
الآن أضحت أسيرة
تجربتها المريرة
و تخاف أن يعود
قلبها للخفقان
********
هاربة
يا أيتها الهاربة دوماً
إلى متى ستهربين ؟!
كيف تغمضين جفونك
و أنت ترتعدين ؟
قلبك أضحى أسير
تمنعين عنه المشاعر
و تمنعين عنه الهواء
إنه قلب كسير
غارت منه الدماء
جوفه أمسى خواء
يشكو لرب السماء
يمنعون الحب عني
فحزني مرير
يا أيتها الحسناء
لماذا تهربين ؟
لماذا كلما طرق بابك
يصفر وجهك وتجفلين ؟
إن كنت إلى الماضي
تخافي أن تعودي
و يتكرر جرح السنين
فليس الناس سواء
و العشق ليس بداء
بل الغرام للغرام دواء
افتحي باب قلبك
لتهب رياحين الهوى
و تشدو طيور النوى
فإذا القلب ارتوى
ستنطلقين وتمرحين
و تضحكين وتفرحين
و لن نراك بعدها
مجندلةً مع الهاربين
********
تنسحبين؟!
أ كلما طرق الحب
باب قلبك تنسحبين؟!
أ كلما غازلتك أطياف الهوى
لأبواب قلبك توصدين ؟
إلى متى تخافين و تترنحين ؟
أعمارنا تمضي كالبرق
ذهب شعري و كساه المشيب
نحل عظمي ، وغداً أغيب
فهل سأرحل و قلبي كئيب ؟
إن لم تفرحي قلبي
فارحمي قلبك المسكين
فقد أضناه النحيب
تأليف : محمد شفيع المرابط