مجازفة
تطعم الكلمات بجزء من المتعة ، تتلذذ برصفها بين السطر والسطر ، تتحول إلى أنثى غريبة ، تتوحش ساعة البوح ، تخطف الأبجدية ، تعتصر حروف القلب لتخرج زيت الانبهار ، تدس لحظة حنين عشوائية ، تخبئ نبضة قلب ، توقد آهة تحشرها بين الأشياء ، تشعل دهشة ، تغطي صنيعها ببعض بهارات الأسرار والطلاسم ، وشيء من التهديد وبعض الوجع ، تزرع أسئلة وعلامات استفهام تجر خلفها ألف غصة ، تخلط المقادير برائحة الأنثى وتسرب الدفء وتمزج الجميع بعطرها الخاص ، بعض البكاء ترشه فوق الرسالة الغامضة ، تزين الخلطة بأغنية قديمة من عصر اللحظات النادرة وبقايا أمنيات ، في طرف الرسالة تضع رقم هاتفها ، عنوان البلد والشارع ومدينة ، بريدها الإلكتروني ، تختم الرسالة باسمها الحقيقي ، تذيلها بإمضاء باهت ، تعلق الرسالة ترشقها ، تضع على الغلاف عنوان خاطئ ، تجازف بالإرسال ، تغفل عن عنوان المرسل إليه ، تطير الورقة ، يذهب الزاجل بعيداً ، ينقر نافذتها إيذاناً بالانطلاق ، يرفرف ، يختفي ، تصلي وتختم بدعاء ، تتمنى سلامة الوصول ، تجلس على حافة عقارب الوقت خلف مقعد الانتظار العتيق تضع يدها على خدها ، تخلع ساعة اليد والحائط ، تحسب الزمن بعدد كل فجر ، تستفز الزمن تراوغه ثم ترشوه ، تطوف بغرفتها الصغيرة ، تلوذ بذاكرة القلب ، تسترجع الرسالة الغامضة كلمة كلمة ، ترمق الأفق البعيد ، تتنهد ، تنتظر الرد
خيرية فتحي عبد الجليل .. البيضاء .. ليبيا
14- 6-2015 م