تسترتْ بثوب حكمة قديمة..توارتْ خلف قول مأثور ..سكنتْ إثر قصة عابرة .. تنهدتْ ..هتملتْ .. هسهستْ قبل أن تعيد على مسامعي الحكمة القديمة ... "وفوق كل ذي علم عليم" .. أصفر وجهها .. صرختْ ..تصارعتْ مع الصمت أمداً طويلاً ضربتْ بالصمت عرض الحائط ... فتحول الصمت إلى لغة عصية .. باحتْ بالسر كله .. تحدثتْ عن حطام إنسان وبقايا عاطفة ... صارعتْ ألماً لم يتحمله قلب في الدنيا .. حملتْ ثقلاً ناءت بحمله الجبال استثقل الحمل سنوات عديدة ...واستفحل العبء..تحملتْ قمة الوجع لبنات تتأوه في متاهات الغربة ... فتولد الأجنة نوراً وألقاُ وناراً بعد مخاض عسير بلغ حداً لا يطاق في مواسم الخصب.. هسهست إثر الولادة بفجيعة من كثرة تحديق النظرات الزائغة ورشق العيون التائهة لها واكتوت بنار حكايات العشق القديمة وحكم الآفلين .. وأقوال عابري السبيل .. امتلأتْ بها ذات اختلاء .. وتألمتْ .. تألمتْ حد الجنون ناحتْ بالألم في مواسم الجدب والجفاف
تألقتْ وهجاً في مواسم أخرى ..حملتْ أهوالاً رغم هشاشة البدن الهزيل
ذات لحظة من موسم جدب لم يتحمل هذا الجسد الرقيق الفراق واشتاق إلى مشاكسة الصمت ..أشتاق إلى الهسهسة .. إلى ملامسة سن القلم ، اشتاق إلى البوح وعندما لم يستطع إلى ذلك سبيلا
أقترب الجسد الضئيل من شعاع شمعة ضئيلة وأحترق بفعل ريح عاتية قذفتْ به في وجه النار
وأحترق في صمت .