إليك أنواعاً الأعمال النافعة التي ينتفع بها الميت ويثاب عليها حتى بعد الوفاة:

(1) الاستغفار للوالدين وطلب الرحمة و الدعاء لهما؛ قال نبي الله نوح عليه السلام:]رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِناً وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَاراً[ (نوح:28) ، وقال تعالى: ]وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً[ (الإسراء: 24) وقال النبي صلى الله عليه وسلم: « إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاثة، إلا من صدقةٍ جارية أو علمٍ ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له» أخرجه مسلم من حديث أبي هريرة.

وقال صلى الله عليه وسلم:« إن الله عز وجل ليرفع الدرجة للعبد الصالح في الجنة فيقول: يارب أنى لي هذه؟ فيقول باستغفار ولدك لك» رواه أحمد في مسنده.

(2) أداء الدين عن الوالدين ما استطاع إلى ذلك سبيلاً، فتركة الوالدين لا تقسم إلا بعد أداء الديون التي عليهما أو بعد استخراجها من أصل التركة، كما قال تعالى:]مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِي بِهَا أَوْ دَيْنٍ[(النساء: 11).

(3) الوقف بإنشاء المسجد ورعايتها والقيام بشؤونها امتثالاً لقول الله تعالى: ]إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ فَعَسَى أُولَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ[ (التوبة:18) ومعلوم أن عمارة المساجد تكون بتشييدها أو ترميمها أو تنظيفها ثم عمارتها بالطاعة لأن المساجد هي دور العبادة وطلب العلم ومناجاة الله، وهي التي يهرع إليها الناس كلما تعبوا من أعمالهم وسمعوا المنادي من هذه المساجد يعلن حي على الصلاة، حي على الفلاح، ليؤدوا فريضة الصلاة وينعموا بالطمأنينة التي يشعرون بها أثناء وجودهم في المساجد وهم يسبحون الله ويهللونه ويكبرونه كما قال:«أرحنا بها يا بلال» .

قال النبي صلى الله عليه وسلم:«من بنى مسجداً لله تعالى يبتغي به وجه الله بنى الله له بيتاً في الجنة » رواه البخاري ومسلم، ورواه ابن ماجة بلفظ:« من بنى مسجداً لله ولو كان كمفحص قطاة أو أصغر، بنى الله له بيتاً في الجنة» والمفحص: عش الطير، والقطاة: طائر يشبه الحمام.

ويستخلص من الرواية الأخيرة أن جميع الأعمال التي يناط بها بناء المسجد مثل:

ìالمساهمة مادياً في بناء المسجد، ومن أجل أن يقوم الإمام بواجبه على أفضل وأكمل وجه؛ يلحق بالمسجد سكن خاص بالإمام ويعتبر من ضمن مرافق الوقف وملحقاته. ومكان آخر لخادم المسجد وحارسه الليلي (فإن المساجد لم تسلم من النهب والسرقة وحسبنا الله ونعم الوكيل).

ìفرش أرضية المسجد بما يناسب من الموكيت أو السجاد أو الحصير .

ìدهان الحوائط أو تركيب رخام.

ìتركيب أسلاك ووصلات الكهرباء .

ìتركيب السماعات داخل وخارج المسجد لتوصيل صوت المؤذن والإمام وخطيب الجمعة. والدروس لجموع المصلين.

ìتركيب مراوح التهوية أو تركيب المكيفات .

ìشراء البردات الصغيرة  لتوضع داخل المسجد لشرب الماء البارد.

ìعمل أماكن لوضع الأحذية عليها.

ìتجهيز أماكن مصلى النساء بما يناسبه من فرش وسماعات جيدة .

ìإنشاء مكتبة مصاحف وكتب دينية متنوعة مثل التفاسير والفقه والعقيدة وغيرها.

ìتجهيز مكتبة للكتب أو الأشرطة أو الأسطوانات.

ìعمل  زوايا لوضع المصاحف عليها.

ìعمل لوحات لتعليق المعلقات الدعوية عليها.

ìتجهيز الحمامات وأماكن الوضوء بالسخانات ليكون فيها الماء البارد والساخن حتى لا يشق على المتوضئ في الشتاء وتجديدها باستمرار وإزالة التالف منها ووضع المناشف والصابون في الأماكن المخصصة بجوار أماكن الوضوء.

ìوضع أجهزة البرادات خارج أماكن الوضوء للشرب منها في حر الصيف.

ìعمل خزانات للمياه لتكون متوفرة إذا انقطع الماء عن الحي فيمكن استخدام الخزان في الوضوء.

ìتحمل أجرة عامل النظافة اليومي الذي يقوم بنظافة المسجد وماحوله من طرقات.

ìعمل مظلة خارجية تقي المصلين حر الشمس في الصيف والأمطار في الشتاء.

ìشراء أدوات النظافة ليكون مكان المسجد نظيف ومعطر باستمرار.

ìشراء الميكروفونات الحديثة لينتقل حديث الإمام للمصلين بكل سهولة ويسر ويستمع إليه المصلين خارج المسجد بكل وضوح.

هذا كله وغيرة من الأعمال التي تدخل تحت كلمة النبي صلى الله عليه وسلم «كمفحص قطاة».

(4) ومن الصدقات:توزيع الكسوة للفقراء والأرامل والمحتاجين، فبعض المسلمين والمسلمات اليوم لا يجد ما يستر به بدنه من برد الشتاء أو حر الصيف وليس الإنفاق يكون على وتيرة واحدة فقط وهو إعطاء المال بل يجب التنوع بين توزيع المال والكسوة والطعام والاحتياجات التي ينتفع بها الإنسان في أمور حياته اليومية، فهذا ينطبق على الكسوة وينبغي أن تكون من النوعية المناسبة لحاجات الفقير فلا تكون كئيبة أو مبهرجة الألوان، ومن ذلك توزيع الحجاب على الفتيات مجاناً لتتحجب به من أعين الرجال، ومن ذلك شراء أقمشة الأكفان للأموات الفقراء ووقفها في المساجد والمستشفيات لتكفين الأموات من المسلمين. ومن ذلك أيضاً شراء البطاطين في الشتاء لتوزع على فقراء المسلمين لتحميهم وأولادهم من برد الشتاء القارس.

ومن الصدقات: ما يكون بذبح المواشي والأغنام وتوزيع لحومها على الفقراء والمساكين الذين لا يأكلون اللحوم إلا في الأعياد والمناسبات حيث تكثر الصدقات، أما في أثناء السنة فغالبهم يعيش على الكفاف بل في إفريقيا يوجد بلاد يأكل فيها الإنسان أوراق الشجر من الجوع.

(5) من أفضل الصدقات سقيا الماء؛ فإن الماء هو مصدر الحياة، ومعلوم أن العناصر الأساسية للحياة هو الماء والهواء، وبدون الماء تتوقف الحياة بالنسبة للإنسان والحيوان والنبات. إذاً فالماء لا يقدر بثمن وعلى هذا الأساس عظم ثواب سقيا الماء، والإسلام في تشريعه الحكيم يراعي مصالح الناس وسد حاجاتهم، ومن المُسلم به أن الماء أعم مما تدعو إليه الضرورة، وتشتد إليه الحاجة جاء أحد الصحابة إلى النبي صلى الله عليه وسلم ليسأله عن أفضل الصدقات ليتصدق بها عن أمه بعد وفاتها (وهو سعد بن عباده) الذي قال: يا رسول الله أي الصدقة أعجب إليك؟ قال:« الماء»، وفي رواية قال سعد: يا رسول الله أي الصدقة أفضل؟ إن أم سعد ماتت فأي الصدقة أفضل؟ قال:« الماء» فحفر سعد بئراً وقال: هذه لأم سعد. رواه أبو داود وابن ماجة والنسائي.

وفي سنن أبي داود عن أبي سعيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «أيما مسلم كسا مسلماً ثوباً على عري كساه الله من خضر الجنة، وأيما مسلم أطعم مسلماً على جوع أطعمه الله من ثمار الجنة، وأيما مسلم سقا مسلماً على ظمأ سقاه الله عز وجل من الرحيق المختوم»

ففي صحيح البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «بينما رجل يمشي بطريق اشتد عليه العطش فوجد بئراً فنزل فيها فشرب، ثم خرج فإذا كلب يلهث يأكل الثرى من العطش، فقال الرجل: لقد بلغ هذا الكلب من العطش مثل الذي بلغ مني، فنزل البئر فملأ خفه ماءً، ثم أمسكه بفيه حتى رقى، فسقى الكلب فشكر الله له، فغفر له» قالوا يا رسول الله! وإن لنا في هذه البهائم لأجراً؟ قال صلى الله عليه وسلم:«في كل كبد رطبة أجر».

 فسقيا الماء تتعدد أنواعه في أيامنا هذه مثل تركيب البرادات لسقيا الماء في الأماكن العامة، وبجوار محطات القطار، والباصات، وفي الميادين، وبجوار المساجد، وعند المستشفيات العامة والخاصة وداخلها، وبجوار الوزارات والمحاكم، وفي الأماكن التي يتوافد عليها الناس بكثرة، وعند محطات البنزين وخاصاً في الأماكن الصحراوية والمنقطعة. ثم بعد ذلك المتابعة في إجراءات الصيانة الدورية لها ودفع فواتير استهلاك المياه الشهرية وإن احتاجت إلى خزان خاص يملئ بالمال لفعل ذلك، أو تركيب ماكينة لسحب الماء من جوف الأرض وتوصل بهذه البرادة لتعمل أتوماتيكيا .

ومن سقيا الماء حفر الآبار في المناطق الصحراوية ليستفيد منها الإنسان والحيوان والنبات في الأماكن المقفرة والتي يندر فيها الماء؛ فوجود الماء دليل على الحياة فيكثر عندها الكائنات سواء كان الإنسان أو الحيوانات الصحراوية أو النباتات التي تكثر في الصحراء أو الطير.

ومن ذلك شق الترع بجوار الآبار لتعمير الصحراء وزراعتها بالخضر لينعم بها الإنسان والحيوان والطير.

وهناك الكثير من القرى النائية في بلاد كثيرة تستخدم مياه الترع على ما فيها من تلوث وأمراض؛ فمثل هذه القرى الآن تحتاج إلى حفر الآبار ومد الأنابيب وتركيب المضخات وتكلفة حفر البئر اليوم مع وجود المعدات الحديثة أقل بكثير من تكلفتها في الماضي.

 (6) الوقف بعمل مظلات للوقاية من حر الشمس ومطر الشتاء وذلك في الأماكن العامة وعلى الطرق الصحراوية.

(7) الوقف بإنشاء المدارس الخاصة لتعليم فقراء وأيتام المسلمين بالمجان مع متابعة المرحلة التعليمية لتكون مناسبة وتسير على أفضل ما يكون  ويختار من المدرسين من يتقي الله في عمله ويراعي أن تكون جميع أثاثات المدرسة على أفضل ما يكون، ويفضل تسليم المدرسة لأدارتها من جانب جمعية أهلية خيرية تتولى الإدارة والمهام المناط بالمدرسة.

(8) إنشاء المراكز الطبية خاصة ما دعت إليه الحاجة في هذه الأزمنة: كمصحات الأمراض النفسية، وعلاج أمراض الكلى  والسرطان والأورام الخبيثة، وإنشاء المستشفيات والمستوصفات وخاصة في المناطق والقرى الفقيرة، فكم من مريض يأنّ، وكم من صغير يموت، وهو في حاجة إلى دواء لا تتجاوز قيمته الجنيهات القليلة، وهذا منتشر في كثير من الدول الإسلامية الفقيرة بعد انتشار المستشفيات الاستثمارية التي تستنزف أموال الفقراء ولا تعالجهم إلا بعد أن يدفعوا الأموال الطائلة فكان الحاجة إلى وجود مستشفى يقيمها من لدية القدرة على توفير المعدات وطاقم الأطباء المناسب ليجد فيها الفقير ضالته العلاجية، ويشفيه الله تعالى ببركة الوقف الذي أقامه هذا المتبرع.

(9) تعبيد الطرق وشقها فهناك من البلاد الفقيرة والبائسة مما يندر فيها أن تجد طريقاً مناسباً يستطيع المرء أن يسير فيه دون أن يلحقه أذى، وكذلك إنشاء القناطر عل الأنهار والترع ليعبر الناس عليها وهذا منتشر في البلاد التي يسير فيها النهر  ومن ذلك من وقف مراكب لنقل الركاب بين ضفتي النهر، وكذلك تمهيد الطرق في الأحياء الفقيرة من البلاد فكثير منها لا يصلح للسير ويمتلئ بالحفر وغير ذلك فتحتاج إلى من يمهدها للسير عليها بأمان وسهولة.

(10) وقف الكراسي المتحركة للمعاقين والأطراف الصناعية لمن يحتاج إليها .

 (11) الأوقاف على الدعاة والوعاظ؛ بما في ذلك توفير الرواتب والمواصلات وخاصة أن الداعية عليه أن ينتقل بين البلاد البعيدة لينشر دين الله ويوعظ المسلمين ويعلمهم بأمور دينهم وقرآنهم، وكذلك توفير الكتب التي يحتاجها الداعية أو الأجهزة التي يريدها أو الوسائل الأخرى التي تعينهم على أداء أعمالهم.

(12) بناء مراكز ودور للأيتام ورعايتهم والعناية بهم على أن يشمل ذلك كل شئون حياة اليتيم من معيشة ومأكل ومشرب وملبس وتدريس وتعليم وتثقيف وتربية.

(13) الوقف على مدارس تحفيظ القرآن للأطفال والنساء، التي بدأت والله الحمد تنمو وتكبر وتحتاج إلى من يتولى نشرها في كل منطقة لتزداد الفائدة وتعم على الأطفال والنساء في كل بلد ومدينة وحي.

ويشمل ذلك تخصيص المكان الملائم للدراسة وإعداد ما يلزم من مصاحف وأجزاء القرآن وأجهزة حديثة كالكمبيوتر والمسجل والآلات الأخرى ليستعين بها المحفظ في الدرس، وكذلك تخصيص الجوائز المالية والعينية لأوائل الحفاظ لتشجيعهم على الاستمرار والحفظ.

(14) الوقف على فك الرقاب وإعتاق المسجونين الغارمين قال تعالى:] فَلا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ فَكُّ رَقَبَةٍ[ (البلد:11- 13) فكم من الغارمين وراء القضبان ينتظرون من يسدد عنهم الدية أو الغرامة أو الدين تاركاً ورائه أسرة كبيرة وهو عائلهم فمن يخلصه من هذا الهم وهذا الأسر؟ فمن أموال الوقف إعتاق المسجونين بسداد ما عليهم من أموال وديون للغير أو سداد ديون دية المقتول عن القاتل التائب أو القاتل بالخطأ.

(15) إنشاء مصانع لتشغيل النساء والفتيات المسجون عائلهم أو من مات حتى لايضيعوا في دهاليز الحياة فهذا الوقف يساعدهم على تسيير الحياة لهم والإنفاق على أنفسهن وصغارهن.

(16) وقف الأموال لتفطير الصائمين في رمضان من شراء التمر وموائد الإفطار للفقراء وإقامة المطابخ الموسمية لتجهيز الوجبات للعائلات الفقيرة مع تعيين من يمر على البيوت الفقيرة لتوزيع الطعام عليهم طوال شهر رمضان، كذلك تجهيز التمر والماء على مفارق الطرق وعند الإشارات المرورية ومحطات الأتوبيس والقطار وغير ذلك من الأماكن التي يتطلب وضع التمر والماء فيها ووجود الصائمين بكثرة في تلك الأماكن.

(17)  إطعام الجائعين، وقد رأى بعض العاملين في حقل الإغاثة في أفريقيا حال المجاعة هناك فكان يسقط الفقير ميتاً وهو ينتظر في الطابور ليأخذ وجبته من المؤسسات الخيرية. وفي منطقة واحدة حينما ضربت المجاعة الصومال، كان يسقط ميتاً أمام أعين المؤسسات الخيرية ما يزيد على أربعين مسلماً كل يوم ( هذا ما رواه أحد مسئولي المؤسسات الدعوية في الصومال) فحري بأغنياء المسلمين أن ينفقوا ويوقفوا بعضاً من أموالهم لهذا الغرض العظيم ألا وهو إطعام الطعام لهذه الأفواه الجائعة والتي يموت يوميا منها بالمئات من الجوع وللعجب أن أغنياء المسلمين يلقون بأشهى الطعام في القمامة يومياً، وحسناً فعلت بعض الجهات الدعوية في المملكة العربية السعودية عندما فطنت إلى ذلك، فجهزت سيارة وأثنين من المتطوعين يمرون على أماكن إقامة الحفلات والأفراح ليقوموا باستلام بقايا الطعام وإعادة تعبئته وتوزيعه على الفقراء في نفس اليوم حتى ينتفع به الفقراء بدلاً من إلقاءه في القمامة.

كذلك من أوجه إطعام الجائعين تخصيص المال لصرف معونات شهرية للأسر الفقيرة من المواد الغذائية اللازمة للمعيشة على حسب أفراد الأسرة واحتياجاتها من الطعام كل شهر.

(18) الوقف على تفريج الكرب. فكم من مسلم لا ينام الليل من الهموم والغموم والديون التي لحقته، وكم من مسلمة تحتاج إلى سداد إيجار بيتها ولا تجد، وآخر يحتاج إلى مصروفات أولاده المدرسية، وآخر يحتاج إلى دفع فاتورة الإنارة، وآخر يحتاج إلى سداد فاتورة الدواء ولا يجد، وهذا يلاحقه الدائنون صباح مساء في كل مكان، بل إن بعضهم حصل على أحكام بالحبس والسجن وينتظر من يحضر ليقبض عليه فتصور معي مقدار الخوف والهلع الذي يعيش فيه، والغم الذي يطارده على مستقبل أولاده الذي سيضيع من جراء الديون.

 قال صلى الله عليه وسلم:« ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة» متفق عليه.

(19) تجهيز الفتيات اليتيمات التي ستتزوج بما تحتاجه من أدوات وملابس وفرش وأجهزة.

(20) تجهيز حقائب مدرسية كاملة بما يحتاجه الطفل اليتيم أو المسكين أو الفقير من أدوات كتابية وكتب خارجية، وتوزع على الأطفال المحتاجين قبل بداية العام الدراسي.

(21) من أفضل الأعمال ومن أعظم الصدقات الجارية التي يبقى نفعها ويجري ثوابها لصاحبها بعد الموت نشر العلم، لأن العلم أشرف شيء في الوجود لذا ندب الله لنبيه صلى الله عليه وسلم أن يطلب المزيد منه فقال جلا وعلا: ]وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْماً[ ذلك لأن العلم يرفع الله به أقواماً ويضع به آخرين، ولأن العلماء ورثة الأنبياء.

ولنشر العلم وسائل عديدة ومجالات رحبة منها تدريس العلوم وتوجيه الناس وإرشادهم إلى ما يصلح دينهم ودنياهم، منها تأليف الكتب وتضمينها العلم المفيد والحقائق النافعة، وهذا العمل فيه تجميع للعلم وحفظ له ليصل إلى من يعمل به، فما دامت هذه المؤلفات يتداولها الناس، ويستفيدون مما تشتمل عليه فإن الثواب يصل مضاعفاً.

ومن وسائل نشر العلم طبع الكتب والمصاحف وتسهيل وصولها إلى طلبة العلم والمساجد وأماكن الانتظار في الدوائر الحكومية والمستشفيات وجميع أماكن الاستقبال التي ينتظر فيها الإنسان لفترات طويلة في انتظار دوره فيكون الانتفاع بهذا الوقت خيراً في قراءة القرآن أو الكتب الدينية النافعة.

ومن وسائل نشر العلم الشرعي طبع الكتب التي تعرف غير المسلمين بالإسلام وذلك باللغات المختلفة لنشرها على غير المسلمين ليعرفوا حقيقة الإسلام ومعانية السامية ولعل هذه الكتب تكون البداية لإسلام غير المسلمين ودخولهم في دين الله.

 (22) إنشاء مقار لاستقبال الدم وإعادة توزيعه على المستشفيات والمستوصفات الفقيرة والموقوفة عليهم بدلا من المستغلين لحالة الفقراء حيث انتشرت مقرات لبيع الدم للمستشفيات والمستوصفات ويندر بها أن يجد المصاب ما يريده إلا بمبالغ طائلة فوجود مثل هذه المقرات سيساعد الفقراء على إيجاد احتياجاتهم بسهولة مع دعوة المسلمين إلى التبرع بالدم عن طريق الدعاة وطلاب العلم لتعمر هذه المقار بما تحتاجه.

(23)  الأوقاف على الدعوة على شبكة المعلومات (الإنترنت) وهذا فيه خير كثير ومايحتاجه هذا الوقف إلا وجود أجهزة كمبيوتر حديثة وبعض المتخصصين في هذا المجال على الشبكة ومن لديهم علم شرعي لنشر الإسلام بجميع اللغات والتعريف به لغير المسلمين.

(24) الوقف بإنشاء مساجد على الطريق السريعة والصحراوية ليجد فيها المسافر راحته في الصلاة والراحة القليلة من عناء السفر.

(25) وقف المصاحف وأجزاء القرآن في المساجد ودور التحفيظ خاصة المساجد في المناطق النائية التي يندر بها أن تجد مصحفاً سليماً، وكذلك دور التحفيظ في هذه الأماكن التي تعاني من وجود الأعداد الكافية من أجزاء القرآن لتحفيظ الأطفال القرآن. وهناك من المساجد في القرى النائية لاتجد فيها مصحفاً واحداً، وكم من دار لتحفيظ القرآن لايوجد فيها إلا أعداد بسيطة ومتهالكة من جزء عم أو جزء تبارك الذي يبدأ به عادتاً في التحفيظ، وكم من المساجد يوجد بها المصاحف ممزقة الأوراق وتحتاج لمن يعيد تجليدها فلا تجد من يقوم بهذا العمل.

(26) وقف عقار أو بيت سكني (إن كان الموصي من أصحاب العقارات) بجعل إيجارها يخرج في سبيل الله ويشهر هذا الأمر ويكتبه في وصيته بأن هذا البيت ملكي ولكنه موقوف لله يخرج إيجاره الشهري في أعمال البر والصرف على الفقراء والمساجد وغير ذلك من أعمال الخير والإحسان، ويفضل أن يسلم هذا الوقف لجهة خيرية تقوم بهذا العمل نيابة عنه.

(27) وقف مزرعة أو جزء منها (إن كان الموصى من أصحاب المزارع) بجعل المزرعة أو جزء منها وقف في سبيل الله يوزع عائدها على الفقراء والمساكين في حياته وبعد مماته، ويفضل أن يتولى ذلك الجهات المتخصصة في الصرف على الفقراء مثل الجمعيات والمؤسسات المختصة. على أن يوصي بالجزء الموقوف في وصيته ومكانه وحدوده ويسجل هذا ويشهره حتى لا يتوقف بعد موته ويرفض ورثته تنفيذ ذلك.

(28) الوقف بإنشاء صيدلية في مسجد يتوفر فيها الأدوية لفقراء المسلمين المحتاجين إلى الأدوية الضرورية مع تخصيص مبلغ ثابت شهري لشراء الأدوية اللازمة .

(29) الوقف ببناء مصنع أو مشغلاً لتفصيل الملابس على أن يكون عُماله من أولاد الفقراء ويوزع إنتاجه على المحتاجين في موسم المدارس والصيف والشتاء والأعياد.

(30) الوقف بشراء مقبرة لدفن فقراء المسلمين فيها وتسلم إلى إحدى الجمعيات الأهلية التي تتولى أمر الدفن مجاناً للفقراء والمحتاجين ومن ليس لديهم مقبرة خاصة.

(31) الوقف بشراء سيارة لنقل الموتى مجاناً لعموم المسلمين غنيهم وفقيرهم .

(32) الوقف ببناء بيوت للشباب والفتيات الفقراء الذين لا يجدون مكاناً للزواج فيكون هذا الوقف سبباً في إعفاف الشباب من الانحراف والفتنة والمعصية.

ومن ذلك أيضاً يناء بيوت للمتضررين من الكوارث مثل من هدمت بيوتهم أو كوارث أخرى مثل الزلازل تسببت في انهيار منازلهم؛ فهنا جاز بناء بيوت لهؤلاء المحتاجين بدلاً من تكدسهم في خيام الإيواء العاجل التي تقدمه لهم الجهات الحكومية( وهناك الكثير من المفاسد ترتكب لساكني هذه الخيام) ولا يشترط في البناء الفخامة أو الاتساع بقدر من ما يستر عائلة يغلق عليها باب واحد.

ولقد فكر بعض الأجانب في تجنب البنايات المرتفعة التكلفة في المدن وقاموا ببناء بيوت خشبية على طراز مميز في الصحراء فكانت بداية لفكرة المستعمرات الجاهزة للاستفادة من اتساع رقعة الصحراء في توطين أكبر عدد من ذوي الاحتياجات من الأسر  التي أضيرت بهدم بيوتها أو الشباب الذي يريد الزواج، وما أكثر المناطق الصحراوية في بلاد المسلمين التي لم تستغل حتى الآن.

 (33) الوقف ببناء دار لمحو الأمية في القرى والأماكن النائية والصحراوية التي لا يجد فيها ساكنوها الفرصة للتعليم، كذلك فتح الباب أمام كبار السن والنساء في التعليم.

(34) الوقف بعمل خلية نحل بجوار مزرعة توزع إنتاجها على الفقراء والمحتاجين أو يصرف من عائدها عليهم.

(35) الصدقة على الميت، وفي ذلك سئلت اللجنة الدائمة للإفتاء بالمملكة العربية السعودية:

يوجد لي ابن عم يذبح لأبيه وجَدِّه بعد مضي كل حَوْلٍ، ونَصَحْتُه أكثر من مَرَّة، ويقول لي: إني سألتُ وقالوا: ليس في ذلك إثم . أفيدونا هل هذا الكلام صحيح أم لا ؟

ج: إذا ذَبَحَ وقصد أُضْحِيَة في يوم العيد وأيام النحر عن أبيه أو جده أو غيرهما:فلا بأس،أو ذبح وقصد الصدقة عنهما على الفقراء في أي وقت فلا بأس؛ ولأن الصدقة تنفع المَيِّت والحي باللُّحوم وغير اللحوم (من النقود والطعام، وغير ذلك) . كل ذلك ينفع المَيِّت والحي؛ فقد ثبت عن رسول الله  صلى الله عليه وسلم  أنه سُئِلَ عن الرَّجُل يتصدق لأُمِّه بعد وفاتها:أفلها أجر؟ فقال:« نعم»، وفي صحيح مُسْلِم عن النبي  صلى الله عليه وسلم أنه قال:« إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صَدَقَةٍ جَاريَةٍ ، أو عِلْمٍ يُنتَفَعُ به ، أو وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو له » .

والخلاصة: أن الصدقة للمَيِّت نافعة له بإجماع المُسْلِمين، وهكذا الدُّعاء له، فإذا أراد بهذه الذبيحة الصَّدَقَة بها عن أبيه أو جده أو غيرهما، أو ذبحها أُضْحِيةً عنه في أيام النحر؛ تَقَرُّباً إلى الله  سبحانه وتعالى . لكن ليس له أن يَخُصَّ يومًا مُعَيِّناً أو شهراً مُعَيَّناً بالذبح، غير أيام النحر، إلا إذا تحرى الأوقات الفاضلة ( كرمضان وتسع ذي الحجة ) فلا بأس، وله أَجْر، وللمَيِّت أَجْر،على حَسْب إخلاصه لله وكَسْبه الطَّيِّب . ( أ. هـ)

(36) الوقف بطبع كتب التراث أو شراؤها وتوزيعها على مكتبات المساجد أو الدعاة أو طلاب العلم، ومن هذه الكتب: تفسير ابن كثير، مختصر تفسير ابن كثير، أيسر التفاسير ، تفسير السعدي،تفسير الجلالين، صفوة التفاسير، رياض الصالحين، منهاج المسلم للجزائري، جامع العلوم والحكم، مختصر منهاج القاصدين، زاد المعاد، الداء والدواء، كتاب التوحيد، ففروا إلى الله، موارد الظمآن في دروس الزمان، صلاح الأمة في علو الهمة، سير أعلام النبلاء، فتح الباري شرح صحيح البخاري، شرح صحيح مسلم، السلسلة الصحيحة والضعيفة للألباني، السيرة النبوية لأبن كثير، البداية والنهاية، السيرة النبوية لأبن هشام،الرحيق المختوم،  كتب شيخ الإسلام ابن تيميه، كتب الإمام ابن القيم الجوزية، كتب الإمام ابن الجوزي، فتاوى اللجنة الدائمة للإفتاء بالمملكة العربية السعودية، فتاوى الشيخ ابن باز، فتاوى الشيخ ابن عثيمين، جميع الشروح للشيخ ابن عثيمين (مثل شرح الواسطية،شرح الأجرومية، العقيدة السفارينية، شرح رياض الصالحين، شرح الأصول الثلاثة، الشرح الممتع وغير ذلط من كتب الشيخ) كتب التراث تحقيق الشيخ مصطفى العدوي،كتب د. محمد على الصلابي(السيرة النبوية، أبو بكر الصديق، عمر بن الخطاب، عثمان بن عفان، علي بن أبي طالب، الحسن بن علي، الدولة الأموية، الدولة العباسية، المرابطون، الدولة العثمانية وغير ذلك من كتب المؤلف) اقتضاء الصراط المستقيم، أسباب النزول، الموافقات للشاطبي، الفقه على المذاهب الأربعة. فقه السنة بتحقيق الألباني.

ومن الصدقات شراء الكتيبات الصغيرة والمطويات وكروت الأذكار ووضعها في الأماكن المخصصة لها في المساجد لتوزع مجاناً على المصلين، مع ضرورة التركيز على الكتب التي تهتم بالعقيدة الصحيحة والأذكار ومطويات المناسبات المختلفة.

(37) إنشاء دور لتحفيظ القرآن ومحو الأمية لذوي الاحتياجات الخاصة مثل الصم والبكم و العمي،وغير ذلك من أصحاب الأمراض المزمنة ذهنياً لتأهيلهم للتعليم الديني والثقافي مع توفير المراجع اللازمة للدراسة وكذلك الإنفاق على الدارسين لهم مع تجهيز هذه الدور بما تحتاجه من الأجهزة اللازمة لمرحلة التعليم وتحفيظ القرآن.

(39) إنشاء دار إيواء لأبناء المساجين والمسجونات يأوي فيها الأطفال الذين سجن آبائهم أو أمهاتهم ولا عائل لهم وحتى لا يتعرضوا للضياع والانحراف فيودعوا في تلك الدار لحين خروج والديهم تتولى هذه الدار رعايتهم وتعليمهم وتربية وتدريس وتحفيظ للقرآن والعلوم الإسلامية لينشأ على طاعة الله غير منحرف أو تائه في دروب الحياة.

(40) رعاية الأسر التي سجن عائلها ظلماً وانقطعت بهم سبل الحياة.

(41) إنشاء دور لرعاية المسنين والتي انقطعت بهم سبل الحياة من عقوق أو موت الأولاد، مع توفير كافة سبل المعيشة الكاملة للمقيمين فيها والمقيمين عليها، ومن ذلك توفير مدرسين ووعاظ وطلاب علم، مع عمل برامج أسبوعية لهؤلاء المسنين لتثقيفهم دينياً وتحفيظهم القرآن.

(42) الصوم عن الوالدين من أفضل الصدقات، ففي الحديث الذي أخرجه البخاري ومسلم من حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال:جاءت امرأة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت:يارسول الله إن أمي ماتت وعليها صوم نذر، أفأصوم عنها؟ قال:«أرأيت لو كان على أمك دين فقضيتيه أكان يؤدي ذلك عنها؟» قالت: نعم، قال:«فصومي عن أمك»، وفي الصحيحين من حديث عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:«من مات وعليه صيام صام عنه وليه» .

(43) الحج عن الوالدين مستحب إذا كان الإنسان حج عن نفسه أولاً شرط أن يكون الوالدين لا يستطيعان الحج أو ماتا، فمما يدل على ذلك ما أخرجه البخاري ومسلم من حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان الفضل بن العباس رديف رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاءته امرأة من خثعم تستفتيه، فجعل الفضل ينظر إليها وتنظر إليه، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يصرف وجه الفضل إلى الشق الآخر، قالت: يارسول الله! إن فريضة الله على عباده في الحج، أدركت أبي شيخاً كبيراً، لا يستطيع أن يثبت على الراحلة، أفأحج عنه؟ قال: «نعم» وذلك في حجة الوداع.

والعمرة أيضاً جائزة عن الوالدين إذ هي جزءٌ من الحج، وأيضاً ورد فيها حديث عند أبي داود والنسائي والترمذي وابن ماجة وأحمد وغيرهم بسند صحيح عن أبي رزين أنه قال: يا رسول الله! إني أبي شيخ كبير لا يستطيع الحج ولا العمرة ولا الظعن، قال:«احجج عن أبيك واعتمر».

(44) إذا مات الوالدين أو أحدهما وعليهما نذر أدى ولدهما عنهما هذا النذر، فقد أخرج البخاري من حديث عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أن  سعد بن عباده الأنصاري استفتى النبي صلى الله عليه وسلم في نذر كان على أمه فتوفيت أمه قبل أن تقضيه فأفتاه أن يقضيه عنها، فكانت سنةً بعد..

(45) ومما ينفع الوالدين بعد وفاتهما استرضاء الخصوم فإذا كانت ثمَّ شحناء بين الوالد وبعض الناس قبل الممات، وكان الوالد فيها ظالماً  فعلى الابن تأدية المظالم إلى أهلها ، وطلب عفو الناس عن أبيه ودعائهم له وكذا والدته.

(46) من أبر البر للوالدين أن يصل الابن أهل ود أبيه، وذلك كما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذلك أيضاً من حسن العهد، ومن الوفاء والصلة المحمودة، فعند مسلم من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رجلاً من الأعراب لقيه بطريق مكة فسلم عليه عبد الله، وحمله على حمار كان يركبه، وأعطاه عمامة كانت على رأسه، فقال ابن دينار: فقلنا له: أصلحك الله! إنهم الأعراب وإنهم يرضون باليسير، فقال عبد الله: إن أبا هذا كان وداً لعمر بن الخطاب ( أي صديقاً من أهل مودته) وإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:«إن أبر البر صلة الولد أهل ود أبيه».

فالواجب على الولد أن يصل الرحم التي كان يصلها أبوه ولا يقطعها من الأعمال والعمات والخالات والأخوال والجدات وغيرهم من ذوي الأرحام ويغص منهم الفقراء.

ومن ذلك أيضاً مواصلة سيرة الخير التي سار عليها الوالد أو الوالدة؛ فإذا كان الوالد يعطي الفقراء والمساكين فعلى الابن أن يواصل العطاء ولا يبخل على هؤلاء.

(47) إنفاذ عهود الوالدين؛ فإذا كان الوالد قد وعد وعداً فعلى الابن أن ينفذ الوعد فهذا من الإحسان إلى الوالد.

(48) إصلاح ما أفسده الوالد؛ فإذا كان الوالد قد اقترف سوءاً أو جره على مسلم أو ظلم شخصاً أو قطع رحماً أو اختلس أو سرق فعلى الابن إن كان يريد رحمة والده مما هو فيه من العذاب، عليه أن يصلح ما أفسده والده، فيصل الرحم المقطوعة، ويرد الأموال المغصوبة، ويرفع الظلم عن المظلومين، وإذا كان الوالد منع بناته من الميراث فعلى الابن أن يعطي البنات ميراثهن إنفاذاً لوالديه من ظلمات القبر وزلات الصراط والعذاب يوم الوعيد..

وإذا كان الوالد قد أوصى بوصية جائرة ظالمة فلا يمضها الابن، فالوصية الجائرة منكر يجب تغييره.

وإذا أوصى الوالد أو الوالدة بقطع أحد الأرحام فلا يقطع الولد الرحم بل يصلها فمن وصل رحماً وصله الله ومن قطعها قطعه الله.

وإذا كان الوالد قد ظلم أحداً وأخذ منه مالاً بغير حق ثم مات فعلى ولده أن يرده إلى أصحابه.

  • Currently 15/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
5 تصويتات / 1368 مشاهدة
نشرت فى 6 أغسطس 2011 بواسطة waha7

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

3,257