دكتور وائل عبدالله أبو صبره.

موقع علمى متخصص فى فلسفة العلم ومناهجه وتاريخه ومناهج البحث.

كتبه : وائل عبدالله

لقد كرَّم الدين الإسلامي المرأة ورفع قدرها وأمر لها بالحسنى وأرسى حقوقها وأوصانا بها خيراً. وكثيراً من النصوص القرءانية والأحاديث النبوية الشريفة تحثنا إلى ذلك وتُثيبنا عليه.

أشير إلى ذلك ونحن نعايش شهر مارس الحالي الذي يحمل بين طياته يوم المرأة العالمي ( 8 مارس ) وعيد الأم (21 مارس )، لاحظت في هذه الأيام القليلة من كل عام مرور اليوم العالمي للمرأة على الشعب المصري مرور الكرام دون ذكره أو الاحتفال به أو التعليق عليه سوى من فئة ليست بكثيرة من مثقفي المجتمع المنفتحين ثقافيا والمتحضرين؛ أما " عيد الأم " فقبل قدومه ببضعة أيام بدأت الإشارة إليه من بعض الأصدقاء والزملاء وفي برامج التوك شو والسوشيال ميديا وغيرها. لكني الآن ليس بصدد موقف هؤلاء مما يطلق عليه " عيد الأم "؛ لكني أناقش موقف الأخوة السلفيين الفُضلاء ومن ينتهجون نهجهم ويسيرون على فكرهم في مثل هذه الأمور من تحريم وتبديع الاحتفال بمثل هذه المناسبات التي يعتبرونها دخيلة على الإسلام والمسلمين وأنها تخالف الشريعة الإسلامية.

 فبعد تفكير ليس بطويل سألت نفسي سؤالاً واحداً هو : ماذا لو قمت بتحديد موعداً شهرياً أتصدق فيه على الفقراء يلي يوم تسلمي لراتبي من العمل، مع قيامي بالصدقة في الأيام العادية - إذا تيسر الأمر -، هل تحديدي لهذا اليوم يخالف شريعة الإسلام؟؟؟ فكانت إجابتي - حسب اعتقاداتي وما أُلِم به من قدر بسيط من قواعد فقهية -  بالنفي؛ أي أنه لا يخالف الشريعة... ( متفقين يا عم وائل)...وماذا لوطبقنا هذا المبدأ على البر بالأم؛ أي نحدد موعداً شهرياً أو ربع سنوياً أو سنوياً لتقديم هدية معينة أو شيئاً ما أو كلمة طيبة لأمهاتنا رحمةً بهنَّ ولنكون بارين بأمهاتنا - مع عدم إخلالنا بمبدأ البر بهنَّ طوال العام بشتى الوسائل - هل هذا يخالف العقيدة؟؟؟ أعتقد أنه لا يخالف العقيدة.... لأن هذا لا يوقع ضرراً بأحد أو يحدث فساداً في الأرض؛ لأن لكل علةٍ معلول.. وإذا كان محل الاختلاف هو أن العامة يطلقون عليه كلمة " عيد " وأنه لا يوجد في شريعتنا سوى عيدين " عيد الأضحى وعيد الفطر" ؛ فلنطلق عليه " يوم تنشيط أو تحديث البر بالوالدين " أو " يوم الأم العالمي "، ونحذف كلمة عيد هذه التى تسبب الخلاف، فقد يساعد هذا اليوم في تذكرة من ينسى فضل والديه تحت ضغوط الحياة المختلفة، فهو دخيل نافع وليس ضار. وأعتقد أن من تربى تربية دينية أو أخلاقية سليمة لا ينتظر يوماً في العام للبر بوالديه - مع إرسائنا لقاعدة مفادها أن تحديد يوم سنوي لا ينفي البر المتواصل طوال العام ..فليس كل ما هو دخيل يخالف العقيدة والدخيل الذي لا يخالف العقيدة ليس حراماً.... أعتقد أن هذا الذي يجب أن نطلق عليه إيديولوجية فكرية حديثة الوسائل للدعوة والنظر في نصوص الشريعة، لأن ديننا يُسراً وليس عسراً. هذا ما وأوصلني له تفكيري في ضوء ثقافتنا المعاصرة الذي أرى أنه لا يخالف شريعتنا الإسلامية ونصوص قرءاننا الكريم التى تتعايش وتواكب تطور ثقافاتنا ومجتمعاتنا العادلة السوية، وأعتقد أنه رأي جدير بالنظر يدعو إخواننا الأفاضل لإعادة النظر في موقفهم من هذه المناسبات وشبيهاتها والتي لا تضرنا ولا مجتمعنا في شيء... تحياتي للجميع.

waelabdalla

وائل عبدالله أبو صبره

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 103 مشاهدة
نشرت فى 12 مارس 2017 بواسطة waelabdalla

الدكتور/ وائل عبد الله أبو صبره

waelabdalla
محاولة منا لتطوير البحث الفلسفى العلمى قمنا بإنشاء موقع خاص بفلسفة وتاريخ العلم ومناهج البحث العلمي »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

9,470