ربح
ابتسم له حظ المبتدئين, وربح مع أول محاولة مبلغا محترما من المال, واستطاب المال السهل..مرّت الأيام وتحولت اللعبة إلى مهنة, واستعاض عن تعاقب الليل والنهار وتبدّل الفصول بالربح والخسارة..
وضعته قوانين اللعبة أمام مقامر ماهر, وسلبه كل ما يملك, لكن اعتقاده في الربح لم يتزحزح, بل ازداد يقينا بأنه قاب قوسين أو أدنى من فرصة العمر, فحدّة المبارزة كانت قد ضخّت في عروقه جرعات كبيرة من الأدرينالين.. لكن ما العمل؟ وقود اللعبة المال ..
لم يشأ غريمه أن تنتهي اللعبة, كان هو كذلك يعيش تحت سطوة الأدرينالين و نشوة الانتصار..خاطبه قائلا: أنا أراهن بكل مالي وأنت بروحك, فماذا تقول؟.. أجابه موافقا على العرض, حتى قبل أن يكمل كلامه, وردّد بصوت يكاد يكون مسموعا: بروحي.. لم لا؟ ثم ما لبث أن اصفر وجهه, وأضاف بصوت مكتوم: ما الروح؟.. عندها تكلّست كل أطرافه, وتوقف تفكيره عند لحظة الربح الأول.
ذ. زهير الفارسي