زمن العقلاء
-------------
في زمن الأزمات الخانقة ... في زمن اختلاط المفاهيم وضبابية المواقف وتشوه الحقيقة
يحتاج عامة الناس إلى عقول نيّرة وأصوات حكيمة وضمائر حيّة ...
وفي عصر الإعلام ... لا بد أن يكون لهذا الإعلام يدٌ في صناعة الرأي العام ... أو ربما تحويره وتعديله .. تقويمه أو تضليله ... لا بد أن يكون له يدٌ في مخاطبة الشعوب وتنويرها .. أو غرزها بزيادة في مستنقعات الجهل والضياع والانحراف
ولعل الأيام العربية هذي .. هي بلا شك أيام الأزمات ... وبغض النظر عمّا يكمن خلفها ... فهي أزمات
وهنا تشرئبّ الأعناق وتتجه الأنظار إلى الإعلام ... وتجلس العائلات علّها تسمع شيئاً يثلج فؤادها ويريح قلبها ... وإذ بفنان وفنانة ( ولن أخوض في تعريف كلمة فنان ... ولن أعود لأصل الفن وفحواه ... ولكنني سأسير بكلمة الفنّ كما هو متداول هذه الأيام ... بيد أني أرى الفن كتاباً وقصيدة ولوحة ونشيدة)
نعود إلى حديثنا ... فنان وفنانة ... مطرب ومطربة ... رقاص ورقاصة ... ومخنث ومخنثة
يخرجون .... فيصمون آذاننا بوطنياتهم الزائفة ... ومواقفهم المائعة ... وضبابيتهم الواضحة ... وسفاهتهم الفاضحة ... وجهلهم الذي أزاح الشمس بعد أن قال لها ... أنا أظهر منك للعيان
فيشبعوننا مثاليات ... ويكثرون من التفاهات ... ويصبون علينا من ذواتهم عاهات وعاهات
ما يثير حفيظتي هو التالي :
ألسنا اليوم أكثر حاجة لعلمائنا .... وفقهائنا ... وحكمائنا ... وشعراءنا ... وكتّابنا .... ومحامينا ... وأساتذتنا ....
وكيف يغيب كل هؤلاء ... ليجلس مكانهم على كرسي الخطابة فنانون وفنانات ... بذلوا حياتهم لجمع الأموال مقابل اصطناعهم ضحكات ودمعات ونرفزات وبعض التهريج على شاشات التلفزة
ولست أنكر فضل البعض منهم ... ودورهم الأساسي في المجتمعات العربية وطرح مشكلاتهم بأسلوب محبب ... ولكنهم قلّة بعد أن غدت الدراما العربية ومعها السينما مجرد حلقات تهريج وانسياب في تيار الجهل العربي لإرضاء العقول الغافلة ودفعها إلى مزيد من السبات
ولكننا بحاجة اليوم ... أمسّ الحاجة ... إلى عقلاء الأمة ... فتراجع أيها الفنان ... اليوم يوم العقلاء.
ذ.يوسف مقران